كوخ العم توم (Uncle’s Tom Cabin) ، أو حياة التواضع ، هي رواية ضد العبودية صدرت للكاتبة الأمريكية هارييت بيتشر ستو عام 1852م ، وقد ساعدت هذه الرواية على حد تعبير ويل كوفمان على وضع حجر الأساس للحرب الأهلية ، وكانت الرواية الأكثر مبيعاً في القرن التاسع عشر.
نبذة عن الكاتبة : هارييت بيتشر ستو مؤلفة أمريكية مؤيدة للقضاء على العنصرية ولدت عام 1811م ، كتبت ستو ثلاثين كتاباً منهم روايات وثلاث مذكرات سفرية بالإضافة إلى مجموعة من الخطابات والمقالات ، وكانت مؤثرة للغاية بسبب كتاباتها ومواقفها العامة تجاه القضايا المجتمعية ، من أعمالها لؤلؤة جزيرة أور وزهرة مايو والحياة الفقيرة ، ماتت عام 1896م.
القصة :
تفتتح القصة بينما كان السيد شيلبي يتناقش مع تاجر عبيد يدعى السيد هايلي حول عدد العبيد الذين سيضطر السيد شيلبي لبيعهم حتى يُصفّي ديونه ، وبالرغم من تردده قرر أن يبيع عبد صادق ومخلص يدعى توم ، وهاري وهو ابن الأَمَة المفضلة لزوجته التي تدعى إلايزا.
استرقت إلايزا السمع وعرفت أن ابنها قد بيع واتخذت القرار بأن تأخذ ابنها وتهرب إلى كندا أثناء الليل ، وأخبرها زوجها جورج هاريس ذلك اليوم أنه يخطط لترك سيده فأملت إلايزا أن يتمكن كلاهما من الفرار ويُجمع شملهما في كندا.
وعندما انطلقت إلايزا تبعها تاجر العبيد السيد هايلي وكاد أن يمسكها ، إلا أنها فرت إلى أوهايو عن طريق عبور النهر على قطعة طافية من الجليد ، ثم أرسل السيد هايلي مطاردي العبيد خلفها وعاد ليأخذ باقي ممتلكاته (أي العبد توم) الذي اختار ألا يهرب لأنه يعلم أن السيد شيلبي يعتمد عليه.
غادر توم برفقة السيد هايلي ناحية الجنوب ، وأنقذ توم في الطريق فتاة صغيرة من الغرق فقرر أبو الفتاة أن يشتري توم ليكون الخادم الشخصي لابنته ، وحالف توم الحظ إذ أن والد الفتاة الذي يدعى أوغسطين كلير يعامل عبيده معاملة حسنة نسبياً ، كما أن فتاته الصغيرة التي تدعى إيفا لطيفة للغاية ، مخلصة لعائلتها وخادميها ، ولكن لسوء الحظ كانت الأم ماري تعامل عبيدها بجفاف وقسوة رغم محاولتهم المضنية لإرضاء رغباتها التي لا تنتهي.
أصبح توم مغرماً بإيفا الصغيرة وكانا يناقشان بشكل يومي عقيدتهما المسيحية المشتركة ، حتى أن إيفا استطاعت أن تغير عقيدة فتاة صغيرة مستعبدة ومعدمة تدعى توبسي وبدأت في تعليم أَمَة أخرى تدعى مامي القراءة.
وعندما أصبحت إيفا مريضة للغاية وأوشكت على الموت قامت بجمع كل العبيد معاً لتلقي خطبة عن حب الله وحبها هي أيضاً لهم ، وأعطت كل عبد منهم خصلة من شعرها الأشقر ليتذكرها ، ثم ماتت بمرض السل ، وفي هذه الأثناء جُمع شمل إلايزا وزوجها جورج في معسكر الكويكري ومن هناك فرا إلى كندا بنجاح ، بعد أن لاقا بعض المواجهات مع مطاردي العبيد في الطريق.
أما في بيت عائلة كلير فقد أصبح أوغسطين وكذلك العبيد منفطري الفؤاد على إثر وفاة إيفا ، ووعد السيد كلير أن يمنح توم حريته لكن قبل أن يتمكن من إنهاء أوراق إطلاق سراح توم قُتِل أثناء عراك في حانة ، فتم بيع توم مع عدد من العبيد الآخرين في المزاد.
وأصبح مالك توم الجديد رجلاً شريراً وعنيفاً يدعى سيمون ، ليجري وكان يقوم بإعمال عبيده حتى الموت ثم يشتري عبيداً آخرين بأبخس الأثمان ، لكن توم حافظ على إخلاصه وتصرفه المهذب على الرغم من قسوة ليجري ، فبذل ليجري أسوأ ما عنده من أجل أن يغيّر توم ويجعله أكثر صلابة وقسوة حتى يجعله مراقباً على مزرعته لكن توم رفض أن يتغير مهما عامله ليجري بقسوة أو ضربه.
وعندما حرّض توم عبدتين كانا ليجري يستخدمهما لأغراض غير شريفة على الهرب ، قام ليجري بضرب توم حتى الموت ، استغرق توم بضعة أيام حتى يلقى حتفه ، وعندما وصل ابن سيده القديم الذي يدعى جورج شيلبي ، من أجل تحرير توم اكتشف أنه قد تأخر أكثر من اللازم فقد مات توم ، وبدلاً من تحريره قام السيد جورج بدفنه ثم غادر.
واتضح أن المرأتين اللتين هربا من منزل ليجري كاسي وإيميلين قد حطّا على نفس السفينة ، التي كان على متنها جورج شيلبي ، وسردت كاسي قصتها لجورج عندما أدركت أن جورج طيب القلب ومتساهلاً مع العبيد الهاربين ، ثم اعترفت المرأة الأخرى بقصتها لجورج واتضح أنها أخت جورج هاريس زوج إلايزا ، وقد بيعت منذ سنوات عديدة للعبودية في الجنوب.
وأخبرها جورج أن جورج هاريس قد تزوج إلايزا وفرا إلى كندا ، وعندما سمعت كاسي القصة اكتشفت إن إلايزا هي في الحقيقة ابنتها التي أُخِذَت منها منذ سنوات عديدة ، وسافر المرأتان إلى كندا معاً وتم جمع شملهما بعائلتهما ، وعلى الرغم من أن حياة توم انتهت بشكل مأسوي فقد سرت السعادة بين هؤلاء العبيد الذين نجوا وهربوا من عذاب العبودية ، سواء عن طريق تحريرهم أو بالفرار إلى كندا .