يحكى أنه خلال حقبة الممالك الثلاث المتحاربة في دولة الصين قبل الميلاد، كان هناك مملكة تدعى "شوهان" كان بها محارب شجاع قوي وخبير في استراتيجيات القتال والحروب، وهو القائد "شوكو ليانغ"، وبينما كانت الحرب دائرة بين الممالك الثلاثة أرسل القائد شوكو ليانغ كل جيشه للقتال في إحدى المعارك على بعد عدة أميال من مملكته، ولم يترك معه سوى مائة رجل فقط لحمايته.
لكن "شوكو ليانغ" تفأجئ أن "سيما يي" القائد في إحدى الممالك يقود جيشاً مكوناً من مائة وخمسين ألف محارب، وأنه يسعى إلى احتلال مدينته الصغيرة، حينها علم "شوكو ليانغ" أن المائة جندي المكلفين بحمايته لن يصمدوا طويلاً أمام هذا الجيش الهائل القادم تجاههم وأن مدينته سوف تسقط بين أيديهم لا محالة.
أخذ القائد الصيني يفكر حتى خطرت بباله خطة رائعة، لكنها تحتاج إلى القليل من الحظ وتعتمد على صيته وسمعته في فنون القتال والحروب والخدع الحربية.
هنا أمر "شوكو ليانغ" جنوده بإزالة جميع الأعلام وأن يلبس الجنود لباس الفلاحين العاديين، وطلب منهم فتح البوابات المؤدية إلى المدينة كلها، بينما جلس هو فوق سور المدينة لابساً عباءته وحاملاً آلة القانون الموسيقية.
وعندما اقترب جيش العدو الزاحف اتجاه المدينة، بدأ القائد يعزف على القانون وتظاهر أنه منهمك في العزف، وعندما وصل الجنود مدخل المدينة، أمر "سيما يي" جنوده بالتوقف، وبدأ ينظر في دهشة إلى ملامح "شوكو ليانغ" الذي تجاهله تماماً واستمر في عزف الموسيقى وتظاهر أنه لا يكترث أبداً لهذا الهجوم الكاسح على مدينته.
وقع "سيما يي" ضحية لفخ "شوكو ليانغ" وحيلته الحربية الذكية، وأيقن أن ما يحصل هو خدعه حربية من خدع "ليانغ" فخاف أن يقع في هذا الفخ وأمر جنوده بالتراجع والانسحاب سريعاً إلى أراضيهم.