عندما توفي ملك اسكتلندا ، الكسندر الثالث ، بدون وريث ذكر للعرش في عام 1286م ، ترك وراءه فراغ في السلطة ، تنافس العديد من المتنافسين ، بما في ذلك داخل اسكتلندا وخارجها ، للمطالبة بالتاج الفارغ ، وكان هناك اثنان من أقوى المتنافسين هما “روبرت بروس Robert the Bruce ” ، وجون باليول John Balliol ، الذي أيدته إنجلترا
كان روبرت في الأصل من نورماندي ، وتقدم روبرت بالمطالبة بعرش اسكتلندا استنادًا إلى حقيقة أنه كان أقرب الأقارب الذكور للملك ألكسندر الثالث ، كما أعلن العديد من الاسكتلنديين دعمهم له ، بدا البلد على شفا حرب أهلية بين “حراس المملكة” الاسكتلنديين ، مجموعة من النبلاء الذين تم تعيينهم للحفاظ على النظام ، ودخل الملك إدوارد الأول ملك إنجلترا للتدخل
وأطلق على الملك إدوارد الأول أيضًا لقب “لونغشانكس Longshanks ” لارتفاعه المهيب ، وصف بأنه ” أسد في الكبرياء والشرسة ” ولكنه كان “نمرًا في التقلب والتفاوت” ، ولقد رأى فرصة لا تقاوم لتوسيع نفوذه على الاسكتلنديين بعد وفاة الملك
نشأ روبرت Robert the Bruce VIII المولود عام 1274م ، في مناخ عاصف بعد وفاة ألكسندر الثالث ، وقد تم تذكيره باستمرار أن “في عروقه من الدم الملكي الإنجليزي ” ، كما أنه لم ينس الإهانة الكبيرة التي لحقت بأسرته من خلال رفض مطالبته بالعرش ،كان العديد من الاسكتلنديين الآخرين أقل إثارة من أن ملكهم تبين أنه دمه إنجليزي ، وبلغ هذا الإحباط ذروته في عام 1294م عندما طالب إدوارد بالدعم العسكري الاسكتلندي لحربه مع فرنسا ، وكان الاسكتلنديون غاضبين من أن أمرهم بالقتال والموت من أجل ملك أجنبي ، وردًا على ذلك استأنف حراس المملكة وعادوا بمبعوثيهم إلى فرنسا للتفاوض على معاهدة تحالف منفصلة ، مما أثار غضب إدوارد لدرجة أنه في عام 1296م قرر أن الوقت قد حان لاجتياح باليول وغزو اسكتلندا لنفسه
قطع إدوارد وجيوشه الطريق إلى اسكتلندا بسرعة ووحشية وأطلق عليها اسم الملك الإنجليزي “مطرقة الاسكتلنديين”، لقد كان مصمماً ليس فقط على احتلال الاسكتلنديين ولكن على سحقهم وأهانتهم ، ولم تكن لصرامة إدوارد الأثر الكامل الذي كان يقصده وفي عام 1297م ، قام الاسكتلنديون الغاضبون ضد الإنجليز بقيادة ويليام والاس
على الرغم من كونه دائمًا شخصية مهمة في وطنه الأم ، إلا أن مكان والاس في التاريخ المشهور تم ترسيخه في فيلم Mel Gibson لعام 1995م بعنوان Braveheart ، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا وتحويل والاس إلى اسم مألوف ، ولكن قصته عن حروب الاستقلال الاسكتلندية ، وخاصة دور روبرت بروس فيها ليس دقيق تمامًا
كانت عائلة بروس قد دعمت في البداية غزو إدوارد ، ظنا منها أن إزاحة بليول من شأنه أن يفسح المجال نحو التاج ، وعندما أصبح واضحًا كان لونغشانكس ينوي أن يحكم البلد بنفسه ، قرر روبرت بروس البالغ من العمر 21 عامًا المغامرة مع المتمردين ضد رغبة أبيه ، وفي عام 1297م قام والاس بهزيمة القوات البريطانية المتفوقة في معركة ستيرلنغ بريدج ، ولكن تبع ذلك هزيمة خاصة به في معركة فالكيرك في عام 1298م ثم أجبر والاس على الفرار ، وتم اعلانه خارجًا على القانون
واستمر الإنجليز والاسكتلنديون في المعركة حتى عام 1304م عندما قدم روبرت بروس وبقية النبلاء الأسكتلنديين عرضًا إلى إدوارد
الملك الخارج عن القانون :
يصور Braveheart روبرت بروس كسياسي جبان خان والاس لتعزيز مصالحه الخاصة ، في حين أنه يمكن الاستنتاج بشكل معقول أن بروس كان له دائمًا مطلبه الخاص بالعرش إلا أننه دعم التمرد تم إعدام والاس في عام 1305م عندما انتهى الأمل في الاستقلال وظهر حامل جديد للقضية ، تم تعين روبوت وصيًا على العرش مع جون ومن الممكن أن لونغشانكس حاول أن يجلب له حلفاء بين النبلاء الاسكتلنديين من خلال منحهم قوة
والعقبة الأخيرة التي وقفت بين روبرت بروس والتاج الاسكتلندي كان كومين Comyn ، والذي كان يريد أن يكون ملكًا ، وفي محاولة للتغلب على الاقتتال الداخلي الذي أصاب النبلاء الاسكتلنديين لفترة طويلة وعرقل فرصهم في الاستقلال ، التقى بروس وكومين في كنيسة جريفريرس كيرك في أوائل عام 1306م
طعن بروس كومين أمام المذبح ، وبالتالي أزال عقبيه الأخير على العرش ، وفي هذه المرة كان بروس اعتبر خارج عن القانون وأجبر على الفرار ، قبل التتويج في مارس من عام 1306م ، كانت بالكاد بداية موفّقة لعهدتهم سجن أخواته وزوجته ، وأُجبر أنصاره على الاختباء ، بدت الأمور قاتمة بالنسبة للرجل كان ملك بالاسم فقط ، بدأ “الملك الخارج عن القانون” في الاستفادة من أساليب حرب العصابات التي جلبت له نجاحاته المبكرة لدرجة أنه بدأ في الحصول على الدعم من المواطنين ، وكان نجاحه ضد البريطانيين في معركة لودون هيل عزز من شرعيته بين الاسكتلنديين
كما انتعشت انتصارات روبرت بروس وتزايدت الأساطير المحيطة به وكذلك شعبيته ، بدأ الشعب الاسكتلندي في الالتصاق خلفه باعتباره الأمل الأخير للتحرر من إنجلترا ، واثبت ذلك في معركة The Battle of Bannockburn الذي وضع فيها حدًا للسيطرة الإنجليزية ولم تتخلى إنجلترا رسميًا عن مطالبها بشأن اسكتلندا حتى عام 1328م ، عندما استغل الملك روبرت بروس الأزمة الداخلية للبلاد واجتاح شمال إنجلترا ، مما اضطر إدوارد الثالث في عام 1328م ليعلن اسكتلندا دولة مستقلة وروبرت بروس ملك عليها