هي إحدى البطلات البارزات ، ليست بطلة في مجال التعليم ، أو الرياضة أو غيره من مجالات الحياة ، إنها بطلة استطاعت أن تنتصر على مرضها ، بل وتصبح نموذجًا ملهمًا لكل من تمر بنفس ظروفها ، فالإصابة بسرطان الثدي من أصعب الصراعات التي يمكن أن تواجه المرأة في حياتها ، وصدمة التشخيص نفسها قد تؤدي إلى دخول المريضة في اضطرابات تؤثر على صحتها النفسية والجسدية ، ما يؤدي إلى تدهور حالتها
أميمة التميمي بطلة حقيقة رغم ظروفها القاسية :
لا تشبه قصتها تلك القصص التي يمكن أن تسمعها من مريضات صارعن نفس هذا المرض وانتصرن عليه ، وما يميزها فعلًا هي الظروف الصعبة التي مرت بها ، والطريقة التي اكتشفت بها اصابتها به ، والأخطاء الطبية الفادحة التي كادت أن تودي بحياتها ، لولا أنها أظهرت شجاعة نادرة ، وإصرارًا على الحياة ، رغم المعاناة التي تمر بها المريضة ، والاضطراب والتوتر اللذان يلاحقانها بعد معرفتها بالإصابة
متى اكتشفت أميمة التميمي إصابتها بمرض سرطان الثدي :
لم يكن يخطر على بالها أن تصاب بهذا المرض نظرًا لعدم وجود حالاتٍ للإصابة به في عائلتها حتى أنها لم تكن تهتم بإجراء الإشاعات المقطعية للثدي ، ولكنها في المقابل ، كانت تحرص على إجراء الفحص الذاتي للثدي بانتظام ، واكتشفت إصابتها بالمرض ، في سن الـ 43 ولها في ذلك الوقت ابنتان
كيف اكتشفت إصابتها بالمرض :
ظهرت عليها بعض الأعراض التي أقلقتها ، كان من أهمها هو وجود كتلة بارزة الحجم تشعر بها بمجرد اللمس ، وعندما راجعت صفحات الإنترنت وجدت أن كل هذه الأعراض هي أعراض لمرض سرطان الثدي في اليوم التالي مباشرةً ، ذهبت لإجراء الفحص والإشاعة ، ولكن لم يظهر فيها شيء ، ولكنها أعادتها للاطمئنان وبالفعل تأكدت من الإصابة
أخطاء الأطباء التي حدثت لها ودورها في نفسيتها :
أحست أميمة بتخبط الأطباء ، وعدم استقرارهم في خطة العلاج ، وكانت ترى في بعض الأحيان أن القرارات تتعلق برأيها ، وكأن الأمر الذي يتعلق بحياتها لم يكن ذا أهمية عندهم
الصدمة الأولى في مرحلة العلاج كانت عند اختلاف الأطباء في الجهاز الذي يوضع في حالتها ، كل هذا كان في غرفة العمليات ، فالجهاز الموجود يستخدم للحقن لمدة ثلاثة أشهر ، والمفروض أن يركب لها جهاز يستخدم لمدة 6 أشهر ، فاستشاروها فلم يكن أمامها رأي آخر فاضطرت لإجراء العملية ، وبعد خروجها ثاني يوم ، زارتها الطبيبة واعتذرت لها فقد قاموا بتركيب هذا الجهاز عن طريق الخطأ
وبعدها جاءتها الصدمة الأخرى ، حول هل تستحق حالتها العلاج الكيمائي أم لا ، فبعدما خضعت لجلسة علاج كيميائي فعلًا ، اعتذرت لها الطبيبة عن ذلك الخطأ مؤكدة أن حالتها لا تحتاج العلاج الكيميائي
سفرها إلى لندن واستمرار اختلاف الأطباء حول طبيعة العلاج التي تحتاجها :
قررت السفر للندن ، وهناك اختلف الأطباء في لندن حول طبيعة العلاج التي تحتاجها فمن قال العلاج بالهرمونات ومن قال العلاج الكيميائي ، ولكنها كانت قد اقتنعت يقينًا أن العلاج الكيميائي لا يناسبها فكانت تترك كل من يحدثها عن العلاج الكيميائي
الأطباء الذين كان لهم دور بارز في إرشاد أميمة إلى الطريق السليم :
توجهت أميمة إلى طبيبة بريطانية ، التي أقنعتها بضرورة إجراء عملية جراحية قبل إتمام العلاج ، وحولتها إلى طبيب من أهم أطباء جراحة الثدي في لندن ، وهو دكتور سوري الجنسية
وبالفعل تمت العملية بنجاح باهر ، فقد تم استئصال الورم مع الحفاظ على الجلد ، ووضع موسعات للأنسجة للحفاظ ، على أن يعود شكلها إلى سابق عهده ، وكأن هذا الشيء ما رفع معنوياتها ، بعدما كانت قد أخبرت في السابق أنه سيتم استئصال الثدي بكامله وسيتم ترقيع مكانه من الجسم
حالة أميمة الصحية بعد العملية :
استعادة صحتها شيئًا فشيئًا بعد العملية وبدأت رحلة العلاج بالأشعة بالإضافة إلى الهرمونات ، وبعد شهر خضعت لعملية تجميل لاسترجاع شكلها ، وبالفعل انتهت من رحلة العلاج بعد سبعة أشهر ، لتبقى آثار العملية على جلدها دليل على كفاحها
احساس أميمة التميمي بأهمية دورها في توعية المرأة السعودية ضد مرض سرطان الثدي ، وتأليفها كتاب بعنوان شيء في صدري :
ولم تكتف البطلة بدور المريضة ، بل أرادت أن تكون ملهمة للنساء بتجربتها في مقاومة السرطان ، ويعد تأليفها لهذا الكتاب حلقة في سلسلة كفاحها المستمر ، منذ علمت بإصابتها بالمرض وقبولها الأمر بكل رضا وإصرار على الشفاء ، إلى كتابة هذا الكتاب الذي يتناول رحلتها مع المرض وكل التجارب التي مرت بها