صديقنا كان مهندساً ذكياً جداً – بارعاً جداً ومجتهداً في عمله – وذات يوم وبدون سابق إنذار أفلست الشركة التي كان يعمل بها وأغلقت أبوابها في وجهه، وما كان منه إلّا أن بدأ بالبحث عن عملٍ آخر مناسب له، فذهب للكثير من الشركات ولكن بدون جدى، فلا توجد وظيفة مناسبة له، فقرر أخيراً فتح عيادة طبية.
وبالفعل قام بتجهيز العيادة ووضع لافتة على واجهة العيادة مكتوبٌ عليها : “سنقوم بعلاج أي مرضٍ فيك مقابل 600 ريال، وإذا لم يتم علاجك وشفائك فستحصل على 1000 ريال”.
وصادف ذلك مرور أحد الأطبّاء بجوار العيادة وقرأ تلك اللافتة وقال في نفسه : “يالها من فرصةٍ سهلة لأحصل على 1000 ريال” ودخل إلى العيادة، وبدأ كلامه مع المهندس قائلاً : “أصابني مرضٌ وفقدتُ حآسّة التذوق أيها الطبيب”..
فأجابه المهندس قائلاً : “لا تقلق !” وبعدها طلب من الممرضة أن تأتي بالدواء رقم 5، وأن تقوم بوضع ثلاث قطرات منه في فم المريض، ولم تمض ثوان حتّى أحضرت الممرضة ذلك الدواء وقامت بوضع الثلاث قطرات في فم الطبيب..
وقام الدكتور يصرخ ويصيح بأعلى صوته قائلاً : “ماهذا ! إنّهُ الجازولين” تبسّم المهندس قائلاً : “أرى بأنّ الله قد أكرمك بالشفاء، وأعاد إليك حآسة التذوق، هلُمّ إليّ بالـ 600 ريال” ودفعها الطبيب وهو يستشيطُ غضباً وأقسم على نفسه أن يسترد ماله.
ولم تمضِ عدّةُ أيامٍ حتّى عاد الطبيبُ للعيادة من جديد ودخل للمهندس وهو يقول : “أيها الطبيب، لقد فقدتُ ذاكرتي جرّاء حادثٍ مرير ولم أعد أتذكّرُ أي شيء !” فقال له المهندس أبشر، ثم نادى على الممرضة وهو يقول : “أحضري الدواء رقم 5”.
وهنا أجاب الطبيب على الفور قائلاً : “أليس هذا هو الجازولين الذي استخدمته المرة السابقة !” فابتسم المهندس قائلاً : “أبشر، فلقد عادت إليك ذاكرتك، والآن عليك أن تدفع الآن 600 ريال” وكاد الطبيب أن يفقد عقله ودفع المال وخرج ولكنه لم ييأس.
وبعد أسبوعٍ تقريباً عاد الطبيب مرةً ثالثة للعيادة وقال للمهندس : “فقدتُ بصري أيها الدكتور ! ويتوجّبُ عليك علاجي !” فقال له المهندس : “للأسف لا يُمكنني أن أعالج هذا المرض، لذا سأطيعك الـ 1000 ريال” ففرح الطبيبُ كثيراً وأحسّ بأنّه قد انتصر أخيراً..
فقام المهندس وأحضر 500 ريال ومدها للطبيب، وهنا أسرع الطبيب قائلاً : “ماهذا ! هذه 500 ريال فقط، وليست 1000” فضحك المهندس كثيراً وقال : “يبدوا بأن بصرك قد عاد إليك والآن عليك أن تدفع 600 ريال” فدفع الطبيب المال وانطلق في طريقه ولم يعد لتلك العيادة مرةً أُخرى..
النهاية.