ليلة في مشرحة زينهم



كانت ليلة لن انساها ما حييت ..
أود أن أقول أولا بأنك إذا كنت من الذين يفضلون الابتعاد عن المشاكل والذين يقولون "الباب الذي يأتي منه الريح سده وأستريح" فلا تقرأ هذا الموضوع , وأود أيضا أن انوه إن من يحدثكم الآن ليس الكاتب وإنما هو ضمير الكاتب الذي لا يريد أن يتأذي احد .. أما إذا كنت ممن يحبون المغامرة والغوص في المجهول فتعالي معي عزيز القارئ لأحكي لك ما حدث .

في البداية أود أن أعرفكم بنفسي .. أنا طالب في كلية الحقوق المرحلة الثانية جامعه القاهرة اسمي (احمد) كنت أعيش حياة هادئة لا أؤمن بالأشباح ولا العفاريت وإنما أؤمن بالجن المذكور في (القران الكريم) . قصتي حدثت عندما كنت في السادسة عشر من عمري . في ذات يوم أتاني احد أقاربي واسمه (سعيد) وهو حاصل علي مؤهل متوسط , وشاء القدر أن يعمل حارس داخلي في مشرحة زينهم .. جاء يتوسلني أن آتي معه وأجالسه خلال مناوبته , ولم أتردد في ذلك , وافقت ولم أكن اعرف ما هي مشرحة زينهم , وقد قال لي بأن لا أخبر أحدا حتى لا يمنعوني من الذهاب , وبالفعل أخبرت أمي إني ذاهب حتى أبيت عند خالتي والدة (سعيد) , واتصلت أمي بمنزل خالتي ليرد عليها (سعيد) ويقول لها نعم لقد أتي (احمد) , فأطمئنت أمي وذهبنا أنا وسعيد إلى مقر عمله في (مشرحة زينهم) .

وكان يوجد عسكري علي البوابة الخارجية فسلم عليه (سعيد) ودخلنا , ولن أقول لكم وجدنا أشباح أو عفاريت .. لا لم يكن بالمشرحة احد غيرينا أنا وسعيد الذي قال لي علي سبيل المزاح (عد الجمايل دي خروجه لم تتكرر مره أخره في حياتك) .

وفعلا ما حدث تلك الليلة لن يتكرر ما حييت , فبعد جلوسنا بحوالي ساعتين قام سعيد وقال لي سوف اذهب لإحضار الطعام , هناك رجل يبيع " كبده وكفته " وهو ليس ببعيد من هنا .. سأرسل

عبد لله

العسكري , وبالفعل أعطاه المال حتى يأتي لنا بالطعام لنأكل نحن الثلاثة .

بعد قرابة الربع ساعة سمعت صوت ارتطام شيء بالأرض ففزعت وقلت ماذا يحدث ؟ .. فقال لي سعيد لا تقلق هذا الصوت قادم من الخارج وضحك علي , فأحسست وقتها كم أنا جبان , وقلت له كذبا بأني لم اخف , ثم جلسنا نضحك علي الرعب الذي كنت فيه حتى ضاع خوفي واطمأنيت . ثم قال (سعيد) لماذا تأخر عبد الله هكذا سأذهب لأرى ما يؤخره .

وبقيت أنا جالسا بمفردي , ولم يمر وقت طويل حتى سمعت صوت ارتطام شيء بالأرض مرة أخرى , فجبنت عن القيام من مكاني لأعرف ما حدث , ثم تكرر الأمر , هذه المرة كان الصوت أشبه بخربشة على الأرض , فاستجمعت شجاعتي وقررت أن أقوم لأرى ما يحدث , وكنت ساعتها أسب وألعن في (سعيد) علي هذه المحنة التي أوقعني فيها .

تجولت قليلا في المشرحة حتى وجدت بابا ففتحته ودخلت إلى حجرة طويلة فيها دولاب من الحديد وبه أدراج كثيرة جدا , وكل درج يتميز عن الآخر بالرقم الموجود عليه , فمشيت حتى آخر الغرفة وعند رجوعي وجدت على الأرض كاميرا , فتعجبت كثيرا لأني كنت متأكدا بأني حين مشيت من هنا أول مرة لم يكن هناك شيء على الأرض . المهم لم أفكر كثيرا , كنت صغير السن , وقد طرت بالكاميرا فرحا كأني وجدت كنزا , فقلت لنفسي يجب أن أخفي هذه الكاميرا عن سعيد وأحتفظ بها لنفسي . ثم خرجت من الغرفة وأغلقت الباب .

كان سعيد قد عاد هو وعبد الله فجلسنا نأكل , ثم قلت له بأني يجب أن أعود إلى المنزل , فأرادني أن أبقى لكنني أصررت على العودة رغم تأخر الوقت . وعندما وصلت للمنزل كانت الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل , فذهبت إلي غرفتي حتى اكتشف ما بداخل الكاميرا , لكن للأسف كانت فارغة ولم أجد فيها شيئا , فوضعتها على المنضدة بجوار السرير ونمت لاستيقظ بعد ذلك بقليل على صوت فلاش الكاميرا . في بادئ الأمر ظننت أن بالكاميرا عطل وطرقت عليها بيدي عدة طرقات حتى توقفت . ثم بعد ذلك بدقائق سمعنا صرخات تأتى من الخارج لتعلن موت الحج (حسين) جارنا .

ومنذ ذلك الحين كلما اشتغلت الكاميرا كان ذلك بمثابة إنذار بموت أحدهم ! .. وحينما كانت تعمل كنت أموت من الرعب على أحبائي وأصدقائي خشية أن يكون أحدهم هو الذي سيموت . وما عرفته بعد ذلك أخافني أكثر وأحزنني أيضا , لأني علمت بأن هذه الكاميرا كانت مع ابن خالتي (سعيد) وبأنه أحتال علي بصورة بشعة تلك الليلة لكي يعطيني إياها مستغلا صغر سني حينئذ .

طبعا قد تتساءل عزيزي القارئ قائلا : طيب لماذا لم تتخلص منها وتريح نفسك ؟ ..

لكني أؤكد لكم بأني حاولت كثيرا , عرضتها على الآخرين مجانا , لكن لا احد يريد أخذها . فعدت إلى سعيد , وبعد مشاجرة كبيرة أخبرني بأنني لن أتخلص منها أبدا إلا إذا أعطيتها لمن يطلبها .

أنا اعلم بأن نصف كلامي لن يصدقه احد , لكني أؤكد لكم بأن قصتي حقيقية , وأنا متأكد بأن البعض سيعجبه أن يحصل على الكاميرا , لذلك سأضع تليفوني في آخر الصفحة لتتصل بي وتطلبها مني إذا رغبت , وبذلك أكون قد " أعطيتها لمن يطلبها " .

* نشرت هذه القصة وصنفت على انها واقعية على ذمة من يرويها وانا لست مسئول عن صحتها *

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك