يعني هذا المثل ويقال للدلالة على بعض الشخصيات التي تحب أن تخالف السير أو الطريق المعهود لكل الناس وتسلك طريقًا أخر .وفي زمنًا بعيد ، كان هناك شاعر اشتهر بهجائه اللاذع واسمه الحطيئة ، وفي مرة من المرات ذهب الحطيئة إلى الكوفة ، وهناك تقابل برجلًا فتحدث إليه وقال له : دلني على أكثر هذا البلد طائلًا ، فرد عليه الرجل وقال : عليك بعتبة بن النهاس العجلي .أشار الرجل بيديه على بيت عتبة ومضى الحطيئة نحوه وتصادف مع رجل فسأله : أنت عتيبة ، فرد عليه الرجل وقال لا ، إن اسمك لشبيه بذلك ، فقال : أنا عتبة فمن أنت ، فقال : أنا جرول فسأله عتبة : ومن جرول ، فقال : أبو مكيكة ، فقال عتبة : والله ما ازددت إلا عمى .فقال له : أنا الحطيئة ، فقال عتبة : مرحبًا بك ، فسأله الحطيئة قائلًا : حدثني عن اشعر الناس من هو ، فقال له : أنت ، فقال الحطيئة : خالف تذكر بل أشعر مني من قال : ومن يجعل المعروف من دون عرضه ، يفره ، و من لا يتق الشتم يشتم ، ومن يك ذا فضله فيبخل بفضله ، على قومه يستغن عنه ويذمم .ففهم عتبة ما يقصده الحطيئة وخرج الخطيئة من بيته وهو يقول : سئلت فلم تبخل ولم تعط طائلًا ، فسيان لا ذم عليك ولا حمد .