بداية القصة كانت عندما عشقت الهيجمانة بنت العنبر بن عمرو وأحبت عبشمس بن سعد ، كان عبشمس بن سعد يلقبونة بالمقروع ، وفي يومًا من الأيام قرر مقروع أن يغير على قبيلة الهيجمانة ، وبعدما سمعت الهيجمانة بذلك قامت بإخبار أبيها .فقال مازن بن مالك بن عمرو حنت ولات هنت أي بمعنى أنها اشتاقت وليس هذا وقت اشتياقها ، وبعدها رجع من الغيبة إلى الخطاب فقال : وإني لكِ مقروع ، أى بمعنى كيف ستحصلين عليه ، ويقال هذا لمن يحن إلى شيئًا قبل أن يأتي أوانه .أحداث القصة :
يقال أن عبشمس بن سعد أو عبد العزى كما كان اسمه في الجاهلية ، كان جميل الخلقة وحسن الوجه ، وسمي عبشمس اشتقاقا من عبء الشمس ضوئها ، ولكن حذفوا الهمزة .وكان سعد بن زيد مناة كثير الشغف والحب ناحية الهيجمانة ، وكان يمنع عنها كل الرجال ويقاتل لأجلها ، وفي مرة جاء الحارث بن كعب بن سعد ليدافع عن عمرو ، ولكنه ضرب في رجله وشلت ، ومن بعدها سمي بالأعرج .وجاء عبشمس إليهم وكان يريد أن يأخذ حقه من رجل الأعرج ، ولم يعطوه بنو عنبر بن عمرو ، فقال عبشمس لقومه : إن خرج إليكم مازن بن مالك بن عمرو مترجلًا قد لبس ثيابه ، وتزين فظنوا به شرًا ، وإن جاءكم أشعث الرأس خبيث النفس فإني أرجو أن يعطوكم حقكم .وفي المساء راح إليهم مازن مترجلًا مرتديًا ثياب نظيفة وفي كامل زينته ، فأخذتهم الريبة منهم وقام عبشمس بدس بغضًا من أصدقائه ليسمعوا ما يقال فسمع واحدًا منهم رجلًا من الرعاء يقول : لا نعقل الرجل ولا نديها ، حتى ترى داهية تنسيها .ولما عاد أصدقاء عبشمس إليه وأخبروه بما سمعوا ، قال عبشمس : إذا جن عليكم الليل برزوا رحالكم ، وأقيموا ناحية ، وبالفعل تركوا خيامهم ونادى مازن وأقبل إلى القبة وقال : ألا لاحي بالقرى فإذا الرجال قد جاءوا وعليهم السلاح حتى أحاطوا بالقبة فاكتنفوها .وكانت القبة خالية من بني سعد ، فلما عرف عبشمس بهذا جمع بني سعد وغزاهم ، وكان في عقوتهم ونزل ليلة مظلمة وبها برق ورعد وأخذ يبحث عن قومه ، وقد رأته الهيجمانة فذهبت إلى أبيها وقال له أنها رأت ساق عبشمس في البرق فعرفت أنه هو ، فقام العنبر وأرسل إلى بني عمرو وجمعهم ، وأخبرهم بما سمع من ابنته ، فقال مازن حنت ولات هنت وأني لكِ مقروع .ثم قال مازن للعنبر : ما كنت حقيقيًا ان تجمعنا لعشق جارية ، قال لها أبيها : أي بنية ، اصدقي فإنه ليس للكذوب رأي ، وبعد ذلك قام عبشمس بتتبع العنبر وقال له : ياعنبر دع أهلك فإن لنا وإن لك .فقال له العنبر : لكن من تقدم منعته ومن تأخر عقرته ، فأقترب منه عبشمس ورأته الهيجمانة فنزعت خمارها ورأى وجهها وحدثت عبشمس قائلة : يا مقروع نشدتك الرحم لما وهبته لي ، واستسمحته فوهبه لها .