في قرية صغيرة كانت تعيش امرأة عجوز وحيدة وكان لهذه العجوز كن تربي فيه الدجاج، تسلط ثعلب ماكر علي دجاجات العجوز وكان يذهب الي كن الدجاج ويسرق منه دجاجة لغدائه وعشائه ثم يعود ادراجه الي وكره سعيداً .. اما العجوز فكانت تستيقظ كل صباح فتري الدجاجات قد نقصت واحدة فتحزن لذلك أشد الحزن وتتمني لو تعرف السارق الذي يسرق دجاجتها لتفضحه بين الناس .
ذات ليلة أرقت العجوز وابتعد النعاس عن جفنيها وفيما هي ساهمة تفكر في دجاجاتها سمعت صياح الدجاجات، فعلمت أن السارق قد جاء، فخفت مسرعة نحو الكن وهي تهز عصاها الطويلة استعاداداً لضرب اللص، فوجئت العجوز بأن اللص هو ذلك الثعلب الماكر الذي تظاهر بالخوف والمرض والعجز وقال لها بصوت مرتجف : ارجوك يا سيدي اذبحيني أو احرقيني واعملي كل شئ تريدينه ولكن لا تحبسيني مع هذا الديك الملعون، فاني اخاف أن يفقا لي عيني بمنقاره الحاد .
ضحكت العجوز في سرها وقالت له : انت حكمت علي نفسك بالعقاب الذي يجب أن اعاقبك به، واخذت حبلاً وربطت به الثعلب في زاوية من الكن وحبست معه الديك الذي عينه لها وعادت الي بيتها سعيدة لأنها استطاعت اخيراً ان تمسك بالسارق، وفي الصباح تجمع الناس علي صوت العجوز وهي تصيح : يا ناس يا عالم تعالوا انظروا، لقد خدعني الثعلب الملعون فأكل ديكي وهرب !