الاوزة التائهة


في منزل جميل يسكن الشاطر حسن اشجار الغابة تطل بأوراقها الخضراء من خلال نوافذه ونسمات الهواء الرطبة تداعب وجوه أهل المنزل .. طرق طارق الباب فهرع الشاطر حسن لفتحه ووجد إوزة بيضاء متوسطة العمر تقف امامه فقال لها مرحباً : اهلاً بالإوزة البيضاء، لم تجب الاوزة وكأنها لا تعرف الكلام، انحدرت دمعتان من عينيها ثم انخرطت في البكاء .

جلس إليها الشاطر حسن ومر باصابع يده الرقيقة على ریش ظهرها الأملس في عطف وحنان. قال الشاطر حسن : ماذا حدث ياصغيرتي ؟ قالت الاوزة بعد تردد : طلبت من أمي الإوزة الكبيرة أن أخرج مع أختي الإوزة الصغيرة ، کی نلعب عند الأشجار القريبة من بيتنا، فسمحت لي وأوصتني بمراقبة أختي جيدة خشية بعدها عن المكان وتعرضها لاعتداء حيوان مفترس وعندما خرجنا سوية ، انهمكت في اللعب مع بعض الطيور الصديقة ناسية أختى المسكينة التي رحلت عن المكان. وجريت مذعورة أبحث عنها ولم أجدها صاحت الأوزة باكية وقالت : أه يااختى المسكينة. بان الحزن على وجه الشاطر حسن وقال للاوزة مؤنبة : هذه عاقبة الإهمال ياصغيرتي …. وعدم اطاعة أوامر الكبار.

سكت الشاطر حسن قليلا وقال : هيا بنا نبحث عنها فقد تجدها. اندفع الشاطر حسن وبصحبته الإوزة البيضاء يفتشان عن الإوزة التائهة وفي الطريق قابلا السلحفاة العجوز الطبية وسالها الشاطر حسن في لهفة عن الإوزة قالت السلحفاة : مرت بي منذ ساعة وكانت جائعة .. جائعة… قدمت لها بعضا من أعواد البرسيم، قبلتها شاكرة وانصرفت بعد أكلها.

قال الشاطر حسن للسلحفاة : وفي أي طريق ذهبت …؟ أشارت السلحفاة الى طريق ملتو بين الأشجار… قال الشاطر حسن في حزن : هذا الطريق يؤدي إلى بيت الثعلب .. اسرعي يا إوزة لتلحق بها قبل أن يراها ويلتهمها دون رحمة. مرت ضفدعة صغيرة قافزة أمام الشاطر حسن ، استوقفها قليلا وسألها عن الإوزة قالت الضفدعة : إنها على بعد خطوات من منزل الثعلب تجلس تحت شجرة الموز ازداد خوف الشاطر حسن على الإوزة التائهة ، وجرى مسرعا ومن خلفه الإوزة حتى وصل في الوقت المناسب قبل خروج الثعلب من بيتها وعندما رأتهما الإوزة الصغيرة جرت نحوهما في فرح وعانقت أختها عناقة حارة اختلطت دموع الحزن بدموع الفرح في عيني الإوزة البيضاء وقالت : حمدا لله على سلامتك ياأختي الصغيرة وبسعادة غامرة حمل الشاطر حسن الأوزقين بين زراعية وقال ضاحكا: لقد ضاعت من الثعلب اكلة لذيذة ومضی بهما إلى الإوزة الأم.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك