هذا المثل ينقل حقيقة واحدة وهي أن هناك دائمًا حلًا لكل مشكلة مهما كانت درجة صعوبتها ، فقط علينا أن نبذل قصارى جهدنا من أجل البحث عن حلول مجدية ، وفي بعض الأحيان قد يبدو لنا أن هناك بعض المشاكل التي لا تحل .ولكن مع القليل من الجهد يمكن حل الكثير من المشاكل ، التي يصبح الجميع سعداء بعد انتهائها والتخلص من عبئها ، فكما يقول المثل الإفريقي الشهير كل ما هو جيد ينتهي بشكل جيد All is well that ends wellقصة المثل :
كان هناك عبدًا يدعى أندرو كلبس ، كان يحلم دائمًا بالحرية ويتوق إلى أن يعتقه سيده الذي كان يعامله بشدة وقسوة ، ولما يئس أندرو من ذلك قرر أن يخطط للهرب بعيدًا عن شر سيده ، وبالفعل نجح واستطاع الهرب إلى الغابة المجاورة ، وسار في تلك الغابة الكثيفة كثيرًا ، محاولًا أن يجد ما يسد به جوعه وعطشه .وأثناء بحثه المستمر سمع هديرًا يأتي من خلفه ، فلما التفت ليتبين السبب وجد أسدًا يقف بالقرب منه ، فكان على يقين من أن الأسد سيقتله بعد لحظات ، ولكن حينما اقترب الأسد منه ظهرت بين أنيابه الكبيرة شوكة حادة عالقة في فمه .ويبدو أنها كانت تؤلمه بشدة ، حيث كانت هناك الكثير من الدماء التي تسيل من مخالب الأسد ، فشعر أندرو أن الأسد يستنجد به ، وبالفعل قرر مساعدته وإزالة تلك الشوكة من بين أنيابه ؛ لعله يمتن له ويتركه دون أن يأكله .وبالفعل بعد أن أزال أندرو الشوكة نظر إليه الأسد نظرة مطولة كأنه يشكره فيها ، وبعدها غادر وتركه يعيش ، ولكن بعد ذلك ببضعة أيام ، تم القبض على أندرو كلبس ثانية من قبل سيده ، الذي كان غاضبًا جدًا لهروبه وعقابًا له قرر رميه إلى أسد جائع .وكانت تلك الممارسات شائعة في اليونان القديمة وقتها ، حيث كان الكثير من العبيد يلقون في كثير من الأحيان إلى الساحة لمواجهة أسد جائع ، وفي اليوم التالي تجمع الحشود لمشاهدة المعركة التي سيقتل فيها العبد أندرو .وتم جلب أسد جائع من الغابة في قفص حديدي إلى ساحة القتال ، وفي نفس الوقت تم إحضار أندرو كلبس وأخرجوه في الساحة ليواجه مصيره المحتوم ، وفتح الحراس القفص للأسد فخرج منه مسرعًا ليسد جوعه .وفي تلك الأثناء كان أندرو كلبس يقف بعيدًا وهو يرتجف بشدة من رؤية الأسد المفترس ، ولكن حدث شيء غريب حينما قدم إليه الأسد ليقتنصه ، نظر إليه ثم توقف فجأة ، وبدلًا من أن ينقض عليه سار ببطء وجلس بالقرب منه وجعل يمسح رأسه بجسده .إنه نفس الأسد الذي أنقذه أندرو في الغابة ، رفض أن يأكله للمرة الثانية عرفانًا بالجميل ، وحينما رأت كل الحشود تصرف الأسد اندهشوا كثيرًا ، حتى أن سيد أندرو نفسه قرر أن يتركه ويحرره من العبودية .