قد يكون النسيان في بعض الأحيان نعمة كبيرة ، ولكنه في أحيان أخرى قد يكون ابتلاء ، فقد يحدث أن ننسى يومًا أين تركنا بعض النقود أو المفاتيح أو حتى الهاتف النقال ، ولكن أن ننسى أين تركنا السيارة هذا هو الأمر العجيب ، وهذه قصة واقعية دارت أحداثها بألمانيا حول رجل أضاع سيرته ونسى أمرها ليجدها بعد عشرين عامًا وقد أصبحت خردة .فقد كان هناك رجل ألماني يبلغ من العمر 76 عامًا أصابه النسيان بشكل لا يصدق ، إذ أنه لم يتذكر على مدار 20 عامًا أين أوقف سيارته التي اشتراها حديثًا ، وظل طوال تلك الفترة يظن أنها سرقت ، فاكتفى بإبلاغ الشرطة في مدينة فرانكفورت ولكن الشرطة لم تجد لها أي أثر ففقد الأمل في إعادتها .وتعود فصول القصة إلى عام 1997م حينما كان ذلك الرجل يبلغ من العمر 56 عامًا آنذاك ، وفي مرة من المرات خرج بالسيارة وبعد أن أنهى عمله ركنها في مأرب صناعي قريب منه ، ولكنه بشكل غريب نسى ، نعم نسى السيارة ، أين ذهبت ، من أخذها لم يدري لذا قرر على الفور إبلاغ الشرطة عن سرقة سيارته ، وطوال عشرين عام لم تجد الشرطة أي أثر للسيارة .ولكن شاءت الصدفة بعد كل تلك الفترة أن تعثر الشرطة على السيارة في مرأب قديم لإحدى المنشآت الصناعية ، حيث كان صاحبه يعتزم هدمه وإعادة بناءه من جديد وفق ما نشرت صحيفة محلية ألمانية ، لذا أخطر السلطات بوجود سيارة تستقر في مرآبه من زمن بعيد لا يعرف لها مالك ، الأمر الذي جعل الشرطة تنتقل لمعاينة المأرب ورؤية السيارة وأخذ مواصفاتها .وبناءً على المعلومات التي أوردها مالك المبنى ، استطاعت الشرطة مطابقة مواصفات السيارة التي أدلى بها مع مواصفات السيارة المفقودة منذ عشرين عامًا ، والتي أدلى بها المالك في محضر الشرطة ، وبالفعل اتضح أنها هي نفسها ، فتم إخطار المالك ، وجاء برفقة ابنته ليراها ، وحينما وصل كانت المفاجأة .فبمجرد رؤيته للمأرب انتعشت ذاكرته ، وتذكر أنه هو الذي أوقفها بيديه في هذا المكان منذ عشرين عامًا ، وقالت السلطات في مدينة فرانكفورت أن السيارة لم تعد صالحة للاستخدام ، وسيتم إرسالها إلى مكب الخردة ، ويذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في ألمانيا فهي تعد الثانية بعد حادثة ميونخ .ففي الآونة الأخيرة أبلغ رجل ألماني الجنسية بمدينة ميونخ عن سرقة سيارته التي كان يقودها ، لتجدها الشرطة قابعة بعد عامين على مسافة 4 كيلومترات عن المكان الذي أبلغ الشرطة عنه ، واتضح فيما بعد أنه قد نسى أين أوقفها بعد حفلة للشرب في ميونخ ، واعتقد أنها سرقت ، لذا أبلغ السلطات وانتظر عودتها .