قصة رحلات ماركو بولو في بلاد المغول

منذ #قصص منوعة

يعد ماركو بولو أشهر رحالة أوروبي قبل كريستوفر كولمبوس في بدايات أوروبا الحديثة ، هو أسبق الذين عبروا آسيا الوسطى واستقر بالصين ، وترك لنا تجربة مدونة بسجله بميناء جوا بعد عودته من الأسفار مع رفيق السجن روستكان ، تلك التجربة التي ألهمت خيال الأوربيين وحفزتهم لاكتشاف العالم واكتشاف الأقطار المجهولة منه ، ولد ماركو في العام 1254م بجزيرة الريالتو بالبندقية  ولكن لا أحد يعرف عن حياته الأولى شيئًا  فهو لم يدخل مدرسة ولم يتعلم القراءة ولا الكتابة .كان أبوه وعمه من تجار البندقية الصغار وكانا يسافران للشرق للتجارة ، خرج ماركو وهو بسن صغيرة مع ابيه وعمه لمدينة عكا و توجهوا للقدس التي كانت تحت حكم المغول وكان أبوه وعمه يحملون خطاب من البابا جريجوري التاسع بعكا لخان المغول ، فقام الخان بتزويده بألواح الذهب وخاتم كوبلاي خان لضمان الآمان .واستطاعوا بلوغ أرمينيا بفضل تلك الألواح حيث كان مركز تجمع التتار ومنها وصلوا إلى أرضروم بلاد التركمان ، وفيها بدأ يصف لنا حواديت ألف ليلة وليلة والسندباد ، وبدأ يحدثنا عن الجبال العالية والأخاديد الغائرة التي تنساب من جداول المياه ، ثم مروا بالموصل وتحدت ماركو عن حرير الموسلين ، وانطلقوا لتبريز حيث تجارة الحرير المطعم بخيوط الذهب وتجارة اللؤلؤ .ثم واصلوا السير لمدينة كرمان التي كانت مشهورة بمناجم الفيروز وبعد عدة أيام وصلوا لميناء هرمز على الخليج العربي كانت الحرارة خانقة ، ومنه قرروا الذهاب للصين بالطريق البري ، فلحقوا بالقوافل المسافرة لهضبة الباميز شمالًا حتى يصلوا لدولة كوبلاي خان حيث الخان الأعظم وأثناء عبورهم لبلاد فارس كانوا يجمعون معلومات لصالح كوبلاي خان عن طائفة الحشاشين التي كانت تعطل الأمن وتقطع الطريق على القوافل ، ذكر ماركو أن هولاكو سلطان المغول أراد أن يتخلص منهم فدمر قصر عجوز الجبل بعد حصار ثلاث أعوام وأباد الحشاشين .ثم سافر ماركو وأسرته لقشغر بغرب الصين وعبر صحاري جرداء قليلة الواحات ليصل لسور الصين العظيم ، وتوقفوا عام كامل في مدينة كانتشيو والتي وجدوا بها ثلاث كنائس ومسجد ومعابد صينية ، وتعلم ماركو لغة التتار وبعد سنوات من التنقل استعد للقاء كوبلاي خان ، خان المغول الأعظم فوصل لبلاطه عام 1275م مع ابيه وعمه ، وكان الخان يجلس على عرشه ويصدر أوامره اليومية لتصريف الأمور بالدولة .أوفد كولاي ماركو بولو بمهمة عبر الصين الأولى معرفة من يقبلون عملته الورقية ومن يرفضونها ، والثانية إعداد بيان بصادرات المناطق المختلفة ، عبر ماركو ثماني مناطق من الصين حتى بلغ اعتادت أن يقدم المضيف زوجته أو اخته إكرامًا له ثم بلغ منطقة أخرى اسمها زار دندان ومعناها ذوي الأسنان الذهبية ، فقد ساعدت أسرة ماركو على فتح الصين الجنوبية ، وفي عام 1286م أراد والده وعمه العودة للبندقية ولكن كوبلاي خان رفض الإذن لهما ، ووافق أخيرًا على سفر الثلاث لفارس عام 1292م لمصاحبة عروس مغولية .وفي كل محطة مروا بها كان أبوه وعمه يشتريان البضائع للتجارة ثم أبحروا لشمال سقطرة أمال ساحل الجزيرة العربية لميناء هرمز ليجد جيوش المغول تقاتل جيوش فارس فسلم التجارة الأمير للملك الغزنوي المنتصر ، وأنتهى أمر آل بولو إلى تبريز ، ورحلوا متخفيين لتفليس في جورجيا والتي كانت خاضعة للتتار ، نزل الأب والعم بترابيزون على سواحل البحر الأسود وركبوا المركب لمدينة القسطنطينية ، ومروا بأرخبيل ببحر ايجه ثم عادوا لديارهم في البندقية عام 1295م والتي كانت خالية ليس بها إلى خادمهم العجوز بعد رحلة دامت خمس وثلاثين عامًا .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك