قصة شيف بلا يدين

منذ #قصص منوعة

عندما تقرأ هذه القصة ستدرك أن تجاربك لا تساوي شيء على الإطلاق مقارنة بما مرت به هذه الفتاة البالغة من العمر 22 عامًا ، إنها مارسيل أباتان التي تعمل شيف للمعجنات بفندق Edsa Shangri-La في مانيلا ، قد تبدو هذه الوظيفة روتينية وسهله لأي شيف عادي ولكن ليس لطاهية بلا يدين .نعم إن مارسيل لا تملك يدين على الإطلاق ومع ذلك تطهو وتعد كل شيء فقط بمعصميها إذا رأيت حلواها أو تذوقت طعامها ستنبهر من المذاق الجيد والشكل الممتاز التي استطاعت أن تخرج به تلك الفتاة المعاقة أطعمتها ، وخلف تلك الإعاقة تكمن قصة دامية تعرضت لها الفتاة وهي طفلة صغيرة .ففي الخامس والعشرين من ديسمبر عام 2000م بمدينة زامبوانجا الفلبينية كانت مارسيل أباتان الفتاة البالغة من العمر إحدى عشر عامًا تمضي برفقة عمها لجلب الماء ، وبينما هما سائران على الطريق استوقفهما أربعة رجال كانوا يحملون السكاكين الطويلة ، هددوهم بالقتل وطلبوا من عمها الاستلقاء أرضًا ففعل أمروا به ، ولكنه فوجئ بسكاكينهم تخترق جسده ورقبته .كانت مارسيل في صدمة كبيرة مما حدث خاصة أن هؤلاء الرجال كانوا جيرانهم ، حاولت الفرار منهم ولكنهم ركضوا ورائها بكت وتوسلت لهم أن يتركوها ولكن قام أحدهم بجرح عنقها بسكينه الحاد ، سقطت مارسيل على الأرض وفقدت وعيها وعندما استيقظت رأت الكثير من الدماء من حولها ، كما شاهدت أقدام الرجال قريبة منها فتظاهرت بالموت حتى يرحلوا ، وبالفعل عندما ابتعدوا قليلًا ركضت مارسيل إلى المنزل .لكن على طول الطريق كانت يداها تتدلى منها والدم ينهمر منهما بغزارة ، فقد قام هؤلاء الرجال بقطعها حينما رأت مارسيل المنظر أخذت ترتعد ولكنها ظلت تجري بكل طاقتها المنهكة ، في بعض الأحيان كان يغمى عليها وتقع على الأرض ، ولكن تستعيد وعيها فتهرب مرة أخرى .عندما اقتربت مارسيل من منزلها رأتها والدتها فصرخت في رعب شديد ، وعلى الفور جلبت بطانية لفت بها ابنتها الغارقة في الدماء ونقلتها إلى المستشفى ، ولكن هنا كانت المشكلة فالمسافة من منزلها إلى الطريق السريع كانت 12 كيلومتر ، لهذا استغرق الأمر 4 ساعات فقط للوصول إلى الطريق السريع.وعندما وصلوا إلى المستشفى اعتقد الأطباء أن مارسيل ستموت بسبب كمية الدم الغزيرة التي فقدتها ، لكنهم شملوها بالرعاية لمدة خمس ساعات فقد استغرق الأمر 25 غرزة لمعالجة جرح السكين الموجود في رقبتها وظهرها ، واستطاعت مارسيل النجاة بعد معافرة طويلة ولكنها للأسف فقدت كلتا يديها .لم تنتهي مأساة مارسيل وأسرتها عند هذا الحد فحينما عادوا إلى منزلهم ، وجدوه قد نهب بالكامل وتم حرقه من هؤلاء الحمقى الذين حاولوا قتلها ، ولأنهم كانوا فقراء كان الأمر صادم فعلاوة على ما حدث لم يكن لديهم المال لدفع 50 ألف فرانك مقابل فواتير المستشفى ، ولكن الله سبحانه وتعالى أرسل لهم العديد من الملائكة على طول الطريق لمساعدتهم .حيث قام رئيس الأساقفة أنطونيو ليديسما وهو أحد أقاربهم البعيدين بدفع فواتير المستشفى ، وساعدهم في تقديم هؤلاء المجرمين للمحكمة حتى حكم عليهم بالسجن ، بعدها كافحت مارسيل للتعامل مع إعاقتها كانت تعتمد اعتمادًا كليًا على والدتها لكنها عادت إلى المدرسة ، وبسبب سخرية زملائها مما هي فيه كانت كثيرًا ما تغرق في البكاء .وفي عام 2004م رتب رئيس الأساقفة ليديسما لمارشيل فرصة التعليم في مركز مانيلا لإعادة التأهيل والتدريب للأشخاص ذوي الإعاقة ، فتعلمت كيفية الكتابة والقيام بالأعمال المنزلية ، والأهم من ذلك أنها أصبحت تتصالح مع إعاقتها فلم تهتز ثقتها بالله ولم تلعن حظها ، ولكنها كانت أكثر تصميمًا وإرادة على إكمال حياتها بصورة طبيعية .فقد كانت ترى أن الله نجاها من هذا الهجوم الذي وقع لها لسبب ما ، وهو أن لديها مهمة تفعلها في الحياة وبالفعل بدأت مارشيل مهمتها تلك بالتخرج من المدرسة الثانوية والالتحاق بدورة إدارة الفنادق والمطاعم المقامة لمدة عامين بمدينة كاجايان دي أورو وتخرجت منها عام 2008م ، كما حصلت على الميدالية الذهبية للفنون والحرف .واستمرت مارشيل أباتان في التقدم رغم كل المعوقات ففي عام 2011م أنهت تعليمها لتكون رئيس للطباخين وهي بلا يدين ، فلم يستطع أي شيء أن يوقف تلك الشابة الصامدة عن الوصول إلى حلمها والعيش بصورة طبيعية مثل أي شخص أخر .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك