قصة بنك ليمان براذرز

منذ #قصص منوعة

بعد مرور ما يقرب إلى 168 عامًا انحسر الأمل أمام موظفي بنك ليمان براذرز في وجود أي مستقبل لهم بين جنبات هذا الكيان الضخم الذي تعرض لأضخم حدث على الإطلاق وهو الإفلاس بعد أزمة مالية زلزلت قواعده .فقد شهدت شوارع وول ستريت تجمع المارة والقنوات الفضائية أثناء خروج الموظفين بحقائبهم في وداعٍ أخير لذلك الصرح الذي كانوا يعملون به بعد أن قدم البنك طلبات الإفلاس إلى الجهات المعنية صباح يوم الاثنين الموافق 18 سبتمبر 2008م في إشهارٍ بأنه لم يعد هناك أمل .كان إفلاس بنك ليمان هو الإفلاس الأكبر في التاريخ حيث تجاوزت أصوله الأصول العملاقة الأخرى مثل وورلد كوم وإنرون ، كما أن ليمان كان رابع بنك استثماري في الولايات المتحدة الأمريكية وقت انهياره حيث كان يعمل به 25 ألف موظف حول العالم .وقد كان زوال ليمان بسبب وقوعه ضحية للأزمة المالية التي تسببت فيها القروض العقارية عالية المخاطر بالولايات المتحدة الأمريكية ، والتي اجتاحت الأسواق المالية العالمية عام 2008م ، وقد كان انهيار بنك ليمان حدثًا هامًا حيث أدى إلى تكثيف الأزمة بشكل كبير وساهم في تأكل ما يقرب من 10 تريليون دولار من القيمة السوقية من أسواق الأسهم العالمية في أكتوبر 2008م ، وهو أكبر انخفاض حصل على الإطلاق في ذلك الشهر .تاريخ ليمان براذرز :
كان لدى ليمان برذارز أصول متواضعة تعود جذورها إلى متجر صغير أسسه هنري ليمان في مونتغمري بولاية ألاباما عام 1844م ، وفي عام 1850م أسس هنري ليمان وإخوته إيمانويل وماير شركة ليمان براذرز ، ومع نمو الاقتصاد الأمريكي في العقود التالية ازدهرت الشركة لتصبح قوة عالمية.وكي يحافظ الإخوة ليمان على نجاح شركتهم كان عليهم أن يواجهوا الكثير من التحديات على مر السنين ، ومنها أنهم نجوا من إفلاس السكك الحديدية في القرن التاسع عشر ، والكساد العظيم في ثلاثينيات القرن العشرين وحربين عالميتين ، ونقص رأس المال عندما انفصلت عنهم شركة أمريكان أكسبريس  AXPعام 1994م .وعلى رغم من قدرات بنك ليمان على تخطي كل تلك العقبات والأزمات التي واجهته ، إلا أن انهيار سوق الرهن العقاري بالولايات المتحدة الأمريكية أدى في نهاية المطاف إلى زلزلة هذا الكيان الضخم والإطاحة به .أزمة الرهن العقاري وبداية الإنهيار :
كان بنك ليمان واحدًا من أوائل شركات وول ستريت التي انتقلت إلى أعمال إنشاء الرهون العقارية ، ففي عام 1997م اشترى بنك ليمان مقرًا له في ولايتي كولورادو وأرورا لخدمات القروض ، وفي عام 2000م توسع بنك ليمان في شراء سندات الرهن العقاري وسرعان ما أصبح ليمان قوة كبيرة في سوق الرهن العقاري .وبحلول عام 2003م قدم ليمان قروض بقيمة 18.2 مليار دولار ليحتل بهذا المرتبة الثالثة في الإقراض ، وبحلول عام 2004م تجاوز هذا الرقم ووصل حجم الإقراض إلى 40 مليار دولار ، وفي عام 2006م كانت شركتي أرورا و bnc تقرضان ما يقرب لـ 50 مليار دولار شهريًا ، وهكذا تحول ليمان إلى صندوق تحوط عقاري متنكر في هيئة بنك استثماري .وبحلول عام 2008م كان لدى بنك ليمان أصول تبلغ قيمتها 680 مليار دولار مدعومة فقط ب 22.5 مليار دولار من رأس المال الثابت ، وكانت كل الموجودات العقارية التجارية أكبر بثلاثة أضعاف من رأس المال ، وفي مثل هذا الهيكل عالي الاستدانة كان انخفاض قيمة العقارات بنسبة 3 إلى 5 % من شأنه أن يمحو كل رأس المال وهذا ما حدث .ففي يونيو 2008م أعلن بنك ليمان عن خسارة في الربع الثاني من العام قدرت بـ 2.8 مليار دولار ، وكانت هذه أول خسارة له منذ انفصاله عن أمريكان إكسبريس وقد أفادت إدارة البنك بجمعها نحو ستة مليارات دولار أخرى من المستثمرين كما عززت السيولة لديها بنحو 45 مليار دولار ، وانخفضت الأصول الإجمالية بمقدار 147 مليار دولار ، كما خفضت الرهون العقارية بنسبة 20% ولكن كل هذه التدابير كانت قليلة جدًا ومتأخرة للغاية .حيث انخفض سهم ليمان بنسبة 77% في الأسبوع الأول من سبتمبر 2008م وسط تراجع أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم ، وهكذا ظلت أوضاع ليمان المالية في تدهور مستمر حتى أعلنت الشركة عن خسارة قدرها 3.9 مليار دولار قبل نهاية العام مما أكد على هشاشة وضع الشركة المالي .ومع بقاء مليار دولار نقدًا فقط بمنتصف سبتمبر ، كان بنك ليمان ينحدر إلى الهاوية ولم تنجح الجهود الأخيرة بينه وبين بنكي باركليز وأمريكا بشأن شراء حصة ليمان والاستحواذ عليها وقد شكك الكثيرون في أن للحكومة الأمريكية يد في إفشال تلك الصفقة وانهيار ليمان .وفي يوم الاثنين 15 سبتمبر تم إعلان بنك ليمان لإفلاسه وقد أدى انهيار هذا البنك لانهيار الأسواق المالية العالمية لأسابيع ، وذلك نظرًا حجم الشركة الضخم ودورها كلاعب رئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة وعلى المستوى الدولي بصفة عامة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك