أن يتعرض شخص لظلم فاحش ، أو يكتئب بشدة نتيجة لأسباب مختلفة ، قد تكون أسرية أو متعلقة بشئون العمل والحياة ، فيلجأ إلى التخلص من حياته عنوة ، بالانتحار بأية وسيلة ممكنة بالنسبة له ، فهذا الأمر قد يكون مفهومًا لنا ، أما أن تلجأ مجموعة من البشر إلى الانتحار جماعة وعن اقتناع تام ، فقد نتوقف أمام الأسباب ، التي يمكن أن نجد بعضها مقنع ، والبعض الآخر مجرد هوس واختلال .انتحار أتباع طائفة بوابة السماء :
يعد مارشال أبليوهايت ” Marshall Herff Applewhite ” المولود في عام 1931م ، هو المؤسس لطائفة بوابة السماء ، هذا الرجل الذي كانت تسير حياته بشكل طبيعي للغاية ، تمتع خلالها بحس موسيقي عال ، ليتحول بسبب موهبته هذه إلى شخص مهووس ، ويشعر بأنه قد خُلق لأمر متفرد وغريب وخاص به وحده ، فبدأ في تحويل حياته المستقرة إلى شكل آخر مضطرب ، وتحديدًا في عام 1972م عندما اتجه إلى تأسيس طائفة دينية جديدة ، أسماها بوابة السماء .وادعى من خلالها أنه من نسل المسيح ، لينضم في رحابه أكثر من أربعين شخصًا ، نجح أبليوهايت في إقناعهم بأنهم صفوة الأرض ، وعليهم مغادرتها عن طريق الانتحار الجماعي ، حتى تنتقل أرواحهم الطاهرة المخلصة إلى السماء ، ومنها إلى الجنة مباشرة .والغريب في الأمر هو اقتناع الجميع بالخضوع لعملية اخصاء جنسي ، من أجل الذهاب إلى الجنة وهم في قمة الطهر ، بعيدًا عن الممارسات الجنسية القذرة ، والبدء في حياة جديدة بعد ذلك بجنة أبليوهايت.وشهد عام 1977م انتحار جماعي لأكثر من تسع وثلاثين شخصًا ، كانوا يتبعون ما يدع إليه أبليوهايت ” Marshall Herff Applewhite ” ، فقاموا جميعًا بتناول خليطًا قاتلاً من السم ، ثم وضعوا فوق رؤوسهم أكياسًا بلاستيكية ، تساعدهم على الموت اختناقًا ، وبالفعل مات الجميع على مدار ثلاث أيام متتالية ، ولم ينج من أتباع هذه الطائفة سوى الشخصين ، الذين وكّل إليهما أبليوهايت ، الحفاظ على المكان عقب رحيل الجميع إلى الجنة.انتحار سكان بلدة ديمين ” Demmin ” الألمانية:
خلال فترة الحرب العالمية الثانية عام 1945م ، قام مئات الأشخاص الألمان ، وتحديدًا من سكان مدينة ديمين ” Demmin ” الألمانية ، بالانتحار الجماعي إثر هزيمة ألمانيا في الحرب ، وما فعله جنود الجيش الأحمر من أشياء مروعة ، وحالات من القتل والاغتصاب والنهب للجميع.هذه العمليات الوحشية من الجانب الروسي ، دفعت المئات والذين تم تقدير أعدادهم بحوالي تسعمائة شخصًا ، بإنهاء حياتهم بوسائل عدة ، منها استخدام شفرات الحلاقة الحادة وتناول السم ، أو حتى الانتحار غرقًا.بالطبع كانت النساء هن الأكثر إقبالاً على الانتحار ، قبل أن تمتد أيدي الجنود الروس باغتصابهن ، فقمن بحماية أطفالهن بالغرق معهم في النهر ، ومنهن من اطمأنن بقتل الأطفال أولاً ، ثم الانتحار شنقًا على جذوع الأشجار ، وكانت تلك الحالات المتفرقة قد وقعت في أوقات مختلفة ، ولكنها قريبة من بعضها حتى تم وصفها تاريخيًا ، ضمن حالات الانتحار الجماعي.انتحار أخوية معبد الشمس :
تم تأسيس جماعة معبد الشمس في عام 1994م ، وكانت قد اكتسبت شهرتها بعدما تحدثت بشأنها وسائل الإعلام ، عقب أن انتحر من خلالها أكثر من ست وسبعين شخصًا.أسس تلك الطائفة الدينية محاضرًا فيزيائيًا يدعى جوزيف دي مامبرو ” Joseph Di Mambro ” ، وطبيب يدعى لوك جوريت ” Luc Jouret ” ، واتخذا من مدينة جينيف مقرًا لمعبدهما ، ولكنهما لم يقفا أمام معبد واحد ، بل قاما بتأسيس أكثر من مقر لهما في كل من ؛ كندا وسويسرا وأماكن أخرى ، وكان الفكر المؤسس لتلك الطائفة ، هو أن الأرض ثم تُمحى في التسعينات ، إثر كارثة مروعة ، وكان هؤلاء يدعون للحفاظ على الجنس البشري ، ويستعدون للمواجهة.وكانت خطة المواجهة في هذا الوقت ، هي اللجوء إلى الانتحار الجماعي ، من أجل تخليص الأرواح مما ألم بها من ظلم ونفاق ، فتسمو الأرواح بشكل روحي أعلى ، واقتنع بعملية الانتحار الجماعي أكثر من خمسين شخصًا وتابعًا للطائفة ، في كندا وسويسرا عام 1994م ، حيث تم إشعال النيران بالمباني التي انتحروا فيها بعد ذلك .