لم يخطئ من قال أن الهند بلد العجائب ، فهناك ترى العبادات الغريبة ، والتقاليد الأغرب وكل يوم يطل علينا هذا البلد بما هو عجيب وغريب ، فهناك أناسٌ يلبسون زيًا يجعلهم مثل القرود الكبيرة ، وهم منتشرون بالهند أتعلمون لماذا ؟ لقد اجتاحت الهند في الآونة الأخيرة ما يقدر بحوالي 50 مليون قردة ، وبعضها اقتحم بيوت الناس وروعوا وسرقوا العديد في الشوارع .ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تسببوا في موت بعض الناس ، وفي عام 2014م قررت شركة بنيودلهي بالهند معالجة قضية القرود الكثيرة ، التي لديهم في المدينة من خلال توظيف رجال يرتدون زي يسمى langurs ، وذلك لإخافة القرود الصغيرة وهو زي يشبه شكل القرود الكبيرة .ومعظم القرود التي تسكن عاصمة الهند هي قرود مكسيكية من فصيلة ريسوس ، ومن خلال بضع عشرات من المقلدين المحترفين للقرود الأكبر التي تتبع فصيلة لانغور الرمادية ، كانت المدينة قادرة على إبقاء القرود بعيدًا عن مبنى البرلمان في الهند وموظفيه .وعلى الرغم من أنه قد يبدو من السخافة الاستعانة برجال يرتدون ملابس غريبة ، تجعلهم كالقرود فقط لإخراج القرود الصغيرة وإبعادها ، لكن مشكلة القرود في الهند هي في الواقع خطيرة للغاية ، حتى أن حكومة البلاد أشارت إلى تلك المشكلة التي لديها مع القرود كحالة طوارئ عامة ، فهناك حاليًا حوالي 50 مليون قرد في الهند .وقد ابتليت نيودلهي بهم بشكل غريب حيث أصبحت تلك القرود تقتحم بيوت الناس ، وتروع وتسرق الآمنين من الناس في الشوارع ، وحتى في بعض الحالات كانت تسبب الموت للناس ، ففي عام 2007 م توفي نائب رئيس بلدية دلهي بعد أن دفعته القرود من شرفة منزله ، وفي عام 2012م أصيب شخصٌ يبلغ من العمر 14 عامًا بجروح خطيرة ، بعد سقوطه من شرفة منزله بعد أن دفعته القرود أيضًا .وتكمن المشكلة في أن القرد حيوان محمي في الهند ومقدس ، لأنه يُعتقد أن للقرود علاقة مع الهانومان إله ديمي ، الذي يتخذ شكل قرد وهكذا يقوم الناس بتحية هانومان عن طريق تغذية القرود ، وفي عام 2007م أمرت محكمة هندية بإصدار أوامر بوضع القرود في الملاذات ليتم تغذيتها من قبل البشر ، بدلاً من أن تتغذي القرود بنفسها عن طريق تناول الطعام مباشرة من النباتات .وتنفق الهند الكثير من المال لتغذية هذه القرود ، حيث أنفقت الحكومة مبلغ 488،000 دولار في عام 2013م لتغذى فقط القرود التي تعيش في محمية أسولا بهاتي للحياة البرية ، والتي كانت تضم 16،000 قرد في ذلك الوقت .والمشكلة هي أنه على الرغم من أن الحكومة تنفق الكثير من المال ، إلا أنه برغم إطعام هؤلاء القرود لا يزال هذا الطعام غير كافٍ ، ونتيجة لذلك تبحث القرود عن الطعام في أماكن أخرى ، بما في ذلك المناطق التي يسكنها البشر بكثافة ، وبين عامي 2007م و2012 م حاصرت الحكومة الهندية في نيودلهي 13013 قردة ، طبقًا لما قاله مدير الخدمات البيطرية لحكومة مدينة دلهي .لكن هذا الرقم لا يفسر حتى عشرات الآلاف من القرود الآخرين ، الذين يتجولون في أرجاء المدينة ويستمرون في تعكير صفو السلام بها ، ومن العجيب أن وزير الدفاع الهندي مانوهار باريكار عين اثنين من أفراد الجيش ، للدفاع عنه ضد القرود أثناء ذهابه إلى العمل في منطقة ساوث بلوك ، بالمركز السياسي للمدينة .عندما زار الرئيس السابق باراك أوباما البلاد ، تم توظيف الرجال لإسقاط القرود بعيدًا باستخدام المكنسة والمقالي أثناء جولته في المدينة ، ومع تلك المشكلة القاسية فإنه ليس من المستغرب أن تلجأ الحكومة في نهاية المطاف إلى ارتداء الملابس الرجالية ذات الأزياء الشبيهة بالقرود لحل المشكلة .