أصبحت الألمانية “إيرما غريس” واحدة من أكثر النساء شرًا في العالم أثناء اندلاع الحرب العالمية الثانية ، حيث أنها تمتعت على مدار سنواتها كساجنة بقتل آلاف السجينات بطرق وحشية ، فتلك الفتاة الصغيرة آنذاك ذات الوجه الجميل كانت وحشًا كاسرًا ، حيث تفننت في طرق قتل النساء في السجن ، لتصبح مؤهلة بتلك الجرائم لأن تصبح أصغر مديرة سجن ، ولكن ذلك لم يحدث حيث أنها سقطت في قبضة الحلفاء ، لتنتهي فيما بعد تلك الأسطورة المرعبة ، فمن هي إيرما غريس .نشأتها :
وُلدت إيرما إيلزا غريس في مدينة ميكلنبورغ بألمانيا خلال عام 1923م ، وكان والدها فلاحًا بسيطًا ينتمي إلى الحزب النازي آنذاك ، وقد عاشت طفولة مضطربة نتيجة لأجواء الحرب التي كانت تخيم على العالم ، كما أن والدتها قد انتحرت في ظروف غامضة ، بينما لم تكن غريس قد أتمت عامها الثامن .لم ينته الأمر عند هذا الحد ، بل إن إخوتها الأربعة بدأو في المعاناة مبكرًا نتيجة لظروف مرضية أدت إلى سقوطهم الواحد تلو الآخر ، وهو ما تسبب في طفولة قاسية لغريس التي لم تُكمل تعليمها نتيجة لتأخرها الدراسي ، حيث تخلت عن دراستها وهي في سن الخامسة عشر ، ثم قامت بالانضمام إلى الاتحاد النازي الخاص بالفتيات ، والذي يعادل اتحاد هتلر الخاص بالأولاد .نقطة التحول في حياتها :
تنقلت غريس بين الأعمال المختلفة لمدة عام بعد أن تخرجت من الاتحاد النازي ، حتى جاءتها الفرصة الذهبية بحصولها على وظيفة سجانة في عدة سجون ، حيث كانت السجون مكتظة في ذلك الوقت بسبب الحرب العالمية الثانية ، فكانت وظيفتها مجرد مراقبة السجينات وتعنفيهن فقط في بعض الأوقات .بعد عام واحد فقط تحولت غريس السجانة العادية إلى قاتلة محترفة ، حيث انها انتقلت من سجن إلى سجن بسبب احترافها المهنة خلال عام 1942م ، حتى انتقلت فيما بعد إلى معسكر الموت والذي كان النقطة الفاصلة في حياتها ، وهو معسكر معروف باسم “معسكر أوشفتز” ، والذي كان واحدًا من أهم المعسكرات في ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية .معسكر الموت :
كان معسكر أوشفتز يضم أكثر من ثلاثين ألف سجينة ، وهو ما جعل هناك بعض المشاكل في السيطرة على ذلك المعسكر الضخم ، ولكن بمجرد استدعاء غريس ابنة الاثنين وعشرين عامًا فقط تمكنت من إحكام قبضتها جيدًا على ذلك المكان بأبشع الطرق ، حيث أنها لجأت إلى قتل السجينات بلا ذنب ، حتى قيل أنها كانت تقتل في اليوم الواحد عشر سجينات .لجأت غريس إلى قتل السجينات بطرق وحشية من خلال تعذيبهم جسديًا ، كما كانت تقوم بتجويع الكلاب بالسجن وتتركهم ليلتهموا أجساد نساء السجن ، وكانت أيضًا تدفن بعضهن أحياء دون رحمة ، حتى أُطلق عليها لقب ملاك الموت والشيطان الأشقر ، وفي الحقيقة فإن ما كانت تفعله في ذلك الوقت لم يدخل في نطاق الجرائم ، بل إنه كان بالنسبة للسلطة آنذاك قمة الإخلاص في العمل الذي تستحق عليه أعظم تكريم .سقوط غريس :
حينما تمكنت قوات الحلفاء من دخول ألمانيا خلال عام 1945م ذهبوا لمراقبة السجون وتفتيشها ، فكانت المفاجأة الكبرى بوجود آلاف الجثث المقتولة للسجينات ، كما كان هناك الآلاف من النساء اللاتي كن في صراع مع الموت ، فانكشف الستار عن الوجه الحقيقي لغريس التي تم اعتقالها على الفور مع ثمانية من مساعديها ، حيث حُكم عليها بالإعدام في غضون شهور قليلة .