قصة الممثل شليتزي ذو الرأس الدبوس

منذ #قصص منوعة

لقد كان لدى شليتزي Schlitzie قدرة ذهنية لعمر ثلاثة أو أربعة أعوام فقط ، ولم يتمكن منه التحدث سوى بعبارات وجمل قصيرة ، لهذا حوله المخرجين والقائمين على إدارة السيرك في ذلك الوقت إلى عرض جانبي “غريب” ، وقد وصفوه في بداية عروضه بالسيرك أنه “The Monkey Girl” و”آخر الفضائيين” .وكان الجميع يشير إليه ببساطة كـ “رأس الدبوس” أو “الغريب” ، وكان العرض الشهير له في أوائل القرن العشرين وما سبب له الشهرة ، هو فيلم  سيء السمعة عام 1932م  يسمى فعلًا Freaks ، وكان يعرف هذا الممثل فقط باسم Schlitzie .والحقيقة أننا لا نعرف فقط اسمه الكامل والحقيقي ، ولا نعرف أي شيء عن حياته خارج “العرض الغريب” ، وبدلًا من ذلك فإن العالم يتذكر فقط Schlitzie وتشوهاته التي تركته مع رأس مشوه وصغير ، تلك التشوهات هي التي أدت إلى شهرته ، ولكن في النهاية كانت قصته لها نهاية حزينة .حياته السابقة :
لا يُعرف سوى القليل جدًا عن حياة Schlitzie ، لكنه ولد في وقت ما عام 1901م ، ربما في برونكس بنيويورك (وفقًا لما يقال في شهادة ميلاده ، وأيضا قد يكون اسم ولادته سيمون ميتز أو شليتزي سورتيز أو قد لا يكون ، لكن الحسابات غير المؤكدة تختلف ولا يعرف أحد على وجه اليقين هويته الحقيقية ، لأنه عاش بين العديد من الآباء بالتبني خلال حياته المبكرة .وفي حين أن هذه الحقائق غير واضحة ، فإننا نعلم أن شليتزي قد ولد بحالة تسمى صغر الرأس ، وهو تشوه يتسم بدماغ وجمجمة وجسم صغير ، وبالطبع كان لديه مشكلة عقليه ، وذلك بسبب عدد من العوامل المختلفة ، التي يمكن أن تؤدي إلى تلك الحالة بعد الولادة ، وفي حالة شليتزي ولد مع هذا التشوه ، وبهذا تشكلت حياته منذ البداية وحتى النهاية .فتلك الحالة الجسدية والذهنية ، تركته معاقًا بشكل خطير ، فحتى كشخص بالغ بالسن كانت قدره شليتزي الذهنية بعمر ثلاثة أو أربعة أعوام فقط ، ورغم كبره لم يتمكن من التحدث سوى بعبارات وجمل قصيرة ، وفي هذه الأثناء بالطبع ، كانت رأسه الصغيرة والمشوهة لشكله هي من أدت إلى شهرته ، وممارسة مهنته في السيرك والتمثيل مدى الحياة .نزوة شلتيزي :
كسب شليتزي لقمة العيش من السيرك في أوائل القرن العشرين ، بما في ذلك سيرك دوبريتش الدولي ، ورينجليج بورس وسيرك بارنوم وبالي ، وسير توم ميكس ، وسيرك Clyde Beatty.  ، حيث أمضى معظم هذا الوقت وتلك السنين ، وهو يؤدي دور الأنثى على خشبة المسرح ، على الرغم من أنه كان بالطبع ذكرًا بالميلاد .وكان من شأنه أن يؤدي دور فتاة في كثير من الأحيان ويلبس ثوب الفتاة ، وقيل أن شليتزي كان يفضل دور الفتاة على هذا النحو ، لأن ارتداء ثوب الفتاة جعل من السهل عليه تغيير حفاضاته ، وهو أمرٌ ضروري لأنه كان يعاني من سلس البول .وقد اشتهر عندما كان يرتدي ثوبًا منهم في العروض المسرحية ، وارتفعت شهرة شيليتزي أكثر في عام 1932م ، عندما ظهر في فيلم Freaks الشهير وهو قصة من الحب والخيانة في عالم غريب ، والفيلم هو الأكثر شهرة اليوم لأنه يضم عددًا من “النزوات الغريبه ” ، والشخصيات الغريبة مثل “شيليتزي .مشهد من Freaks يضم شيليتزي :
لقد تعرض الفيلم لانتقادات واسعة ، بسبب رعبه البشع وأيضًا شموله ” للنزوات الغريبة ” ، حيث كان الممثلون يقومون بأداء مرعب ، وهكذا تعرض الفيلم لخطر كبير في الصحافة ، حيث وصفته صحيفة هوليوود ريبورتر بأنه هجوم شائن على المشاعر والحواس والأدمغة ، وحُظر في العديد من المدن .حتى أن إحدى النساء هددت بمقاضاة MGM المنتجة للفيلم ، بعد أن زعمت أن الفيلم تسبب لها بالإجهاض ، وفي نهاية المطاف منعت MGM عرضه ، ولكن بعد ذلك حصلت شركة ترويجية على الفيلم وقامت بعرضه في جميع أنحاء البلاد .وعلى الرغم من السلبية المحيطة بالفيلم ، إلا أن شليتزي سرق أضواء العرض حيث كان يظهر الممثل شليتزي ، الذي يتصرف بكل لطف وبرائه ويظهر نوع السلوك الذي جعله المفضل بين الممثلين ، وطاقم العمل وأيضا المفضل لدى الجماهير .كان سحر شليتزي هو الطفولية المحيطة بكل أفعاله ، وعلى الرغم من أنه بالكاد كان يستطيع أن يتكلم ، إلا أنه كان لا يستطيع السيطرة على مثانته ، فارتدى ثياب الفتيات في كل مكان ، وأصبح شليتزي أحد النجوم المشاهير آنذاك .استمرار العروض :
بقي شليتزي في هذا الطريق الذي يجمع بين التمثيل مع عروضه بالسيرك ، وفي عام 1936 م أصبح مدرب الشمبانزي جورج سورتيز ، الذي كان يعمل بسيرك توم ميكس هو الوصي الشرعي على شليتزي ، فقد أحبه سورتيز ورعاه وكان كل هذا يسير بشكل جيد حتى موت سورتيز في عام 1965م .وفي تلك الأثناء لم ترغب ابنة سورتيز في رعاية شليتزي ، وقررت وضعه بمؤسسة عقلية في لوس أنجلوس ، وبقي شليتزي في مستشفى للأمراض العقلية ، لمدة ثلاث سنوات حزينًا وحيدًا وعلى الرغم من أنه لم يكن لديه عائلة أو منزل ، إلا أنه أحب السيرك وعثر على شيء من الحب والعطف هناك .كانت تلك هي الحياة الوحيدة التي عرفها ، في حين أن المستشفى العقلي كانت عقيمة وعدائية وباردة ، ومن قبيل الصدفة شاهده بيل أنكز وتكلم معه ، فضغط على الفور على المستشفى ووعدهم بأنه سيقدم له الرعاية ، وقد سمحت المستشفى لـ شليتزي بأن يذهب مع أنكز ، وهنا عادت له الروح والحياة مرة أخرى .ثم عاد شليتزي وعمل بسيرك دوبرش الدولي قبل أن يتقاعد في لوس أنجلوس ، ولكن حتى في فترة التقاعد كان شليتزي يتمتع بالأداء ويستمتع بالناس ، حيث كان يطعم الحمام والبط في حديقة ماك آرثر قبل أن يموت في عام 1971م .وحتى وفاته لم يكن لـ Schlitzie منزل ولا ثروة على الرغم من شهرته الكبيرة ، وحتى في الموت لم يكن لديه مقبرة ، و لم يكن قادرًا على شراء قبر ، لقد مات وحيدًا بعد أن أسعد الكثيرين ورسم على وجوهم الابتسامة ببراءته العجيبة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك