قصة إعدام ماكسيميليان إمبراطور المكسيك

منذ #قصص منوعة

في التاسع عشر من يونيو 1867م ، تم إعدام الأرشيدوق النمساوي فرديناند ماكسيميليان ” Ferdinand Maximilian ” إمبراطور المكسيك ، على تلة خارج كويريتارو ” Querétaro ” بأمر من بينيتو خواريز Benito Juarez ، رئيس الجمهورية المكسيكية ، وكان موت ماكسيميليان حدثًا رئيسيًا في فترة مضطربة من التاريخ المكسيكي ، شهدت فترات من الاضطرابات السياسية المثيرة والحرب الأهلية ومحاولات فرنسية لبسط نفوذها الإمبراطوري على البلاد .كان بداية عهده هو فترة حرب الإصلاح من 1858م إلى 1861م ،في الفترة التي تلت حرب أعوام 1846م إلى 1848م مع الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث كانت المكسيك تعاني من عدم الاستقرار حيث تنافست الحكومات المحافظة والليبرالية المتعاقبة .وخدم بينيتو خواريز كوزير للعدل في الحكومة الليبرالية لخوان ألفاريز Juan Alvarez ، وكان له دور أساسي في إنشاء دستور عام 1857م والذي قلص سلطات الكنيسة، وردا على ذلك ، أطاح الجنرال المحافظ زولواغا ” Zuloaga  ” ، بالحكومة الليبرالية وعمل على عكس الدستور ، وتبع ذلك حرب أهلية ، حيث قاد خواريز القوى الليبرالية ضد زولواغا ، تم تأكيد انتصار الليبراليين في عام 1861م عندما اختارت الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بحكومة خواريز .سيطر الحزب الليبرالي في المكسيك على البلاد ، ولكن تركت سنوات الصراع  المكسيك في حالة من الخراب المالي الكبير ، مما اضطرها إلى التخلف عن سداد الديون المستحقة للحكومات في أوروبا ، فأرسلت كل من بريطانيا وفرنسا وإسبانيا قوات عسكرية إلى فيراكروز لاسترداد ديونها ، وفي حين تفاوضت بريطانيا وإسبانيا على حل وسط مع المكسيك ، لم تستطع فرنسا التوصل إلى اتفاق ، ولكنها أرادت استغلال الفرصة لإنشاء إمبراطورية تابعة على أراضي المكسيك .وهاجمت القوات الفرنسية فيلاكروز في أواخر عام 1861م ، مما أجبر خواريز وحكومته على التراجع إلى شمال المكسيك ، كان 6000 جندي فرنسي واثقون من أن النصر سيكون سريعا ، فهاجموا بلدة بويبلا دي لوس انجليس ، وتمكن خواريز من تجميع قوّة لإبعاد الفرنسيين ، وخلال أربع وعشرين ساعة من الحصار الذي بدأ بهزيمة مفاجئة للجنود الفرنسيين ، مما أجبرهم على التراجع وأظهر أن تأسيس الحكم الفرنسي على المكسيك قد يكون بعيد المنال .قدم الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث عرضًا لماكسيميليان ، أن يكون حاكم لمملكة لومباردو-فينيسيا والعرش المكسيكي في عام 1863م ، وجاء العرض الفرنسي كجزء من صفقة بين نابليون ومجموعة من المحافظين المكسيكيين ترغب في قلب الحكومة الليبرالية للرئيس ، بينيتو خواريز ، مع ضمان الدعم من الجيش الفرنسي ، انطلق ماكسيميليان إلى المكسيك بعد أن ظن خطأ أن الشعب المكسيكي قد صوت لصالحه ليكون إمبراطوراً له .وتميزت السنوات الأولى من حكم ماكسيميليان بالقتال بين قوات خواريز وقوات المحافظين الفرنسيين والمكسيكيين ، في البداية بدت الحرب وكأنها تسير لصالح ماكسيمليان مع دفع جويريز إلى الشمال إلى المكسيك .ولكن نهاية الحرب الأهلية الأمريكية لعبت دوراً حاسماً ، مع انحسار النزاع الداخلي ، بدأت الحكومة الأمريكية بالضغط على فرنسا لإزالة قواتها من المكسيك ، على أساس أن وجودها انتهك مبدأ مونرو ”   the Monroe doctrine ” في مارس 1867م وافقت فرنسا ، وفجأة ووجد ماكسيميليان نفسه بدون الدعم العسكري اللازم لدعم حكومته .وتم دفع قوات خواريز إلى الجنوب ، وسرعان ما استعا فيلاكروز السيطرة ، وفر ماكسيميليان إلى كويريتارو واستسلمت قواته في 15 مايو 1867م ، وعلى الرغم من محاولات القادة الأوروبيين لعدم قتله ولكنه تم إعدامه في 19 يونيو ، كعقوبة له على الأرواح التي فُقدت في الحرب الأهلية بسببه .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك