قصة زمار هاملين الحقيقية

منذ #قصص منوعة

تعد قصة زمار هاملين من أشهر قصص الأطفال على مستوى العالم ، وقد تم تداول تلك القصة الخرافية في جميع أنحاء أوروبا على مدار قرون ، وهي تحكي قصة ثأر رهيبة ، ولكن تم تبديل بعض أحداثها مع مرور السنوات .قصة زمار هاملين الخرافية :
تحكي القصة أنه في عام 1284م كانت مدينة هاملين تعاني من مشكلة رهيبة مع الفئران ، فقد كانت هاملين ميناء مزدهر في ذلك على نهر فيسر في ولاية سكسونيا السفلى بألمانيا ، وقد كانت المراكب الملييئة بالقمح والذرة تصل إلى الميناء ليتم طحنها وتحويلها إل  دقيق لصنع الخبز والكعك .لكن الفئران هاجمت المخازن وأكلت القمح والذرة وأيضًا نشرت البراغيث في كل مكان ، وأصبحت الحياة في هاملين بمثابة كابوسًا لا يحتمل ، وفي محاولة منه لحل الأزمة أعلن عمدة هاملن أنه سيمنح جائزة قدرها 100 جيلدر ذهبي لمن يحل مشكلة الفئران .وفي اليوم التالي وصل إلى المدينة رجل يرتدي ملابس زاهية ، وادعى أنه صياد الجرذان وسوف يخلص هاملين من الفئران مقابل مبلغ الجائزة ، وبالفعل أخرج الرجل زمارته وبدأ يعزف عليها ، وفجأة خرجت آلاف الفئران من المنازل والمخازن والمخابز وتبعت الزمار ، وظل يعزف والفئران تتبعه حتى خرج من البلدة ووصل إلى نهر ويسر فقفز في الماء وتبعته الفئران واحدًا تلو الأخر وغرقوا جميعًا .عاد الزمار إلى القرية ليحصل على الجائزة ، ولكن العمدة ضحك وأعطاه خمسين جيلدر فقط ، فغضب الزمار وقرر الانتقام من أهل المدينة ، وبعد أيام قليلة كانت القرية تحتفل بعيد القديس يوحنا وبول وذهب جميع الراشدين إلى الكنيسة وتركوا الأطفال ، فعاد الرجل إلى القرية واستخدم زمارته ولكن تلك المرة لم تتبعه الفئران ، ولكن أطفال القرية جميعًا ماعدا الصم الذين لا يستطيعون سماع صوت المزمار والمكفوفين والمشلولين الذين لا يستطيعون السير ، واصطحب الزمار الأطفال إلى مكان في الجبل واختفى مع الأطفال للأبد ، وفي ذلك اليوم فقدت المدينة مائة وثلاثون طفلًا .ولفترة طويلة تم التعامل مع قصة زمار هاملين على أنها قصة خيالية ، وتم تداوها عبر الأجيال ، ولكن القصة قد تكون أكثر من مجرد خيال ، فالأدلة التاريخية تشير لحدوث شيء رهيب بالفعل لأطفال المدينة الألمانية في يوم السادس والعشرين من يونيو عام 1284م .أدلة من التاريخ :
نحن نعرف التاريخ الدقيق لتلك الحادثة من خلال نقوش موجودة على الزجاج الملون بكنيسة البلدة والتي كانت موجودة في ساحة المدينة حتى تدميرها عام 1660م ، والنافذة تحمل صورة للزمار ومكتوب بجواره ” في يوم القديس جون وبول عام 1284م والذي يوافق 26 يونيو ، أتى الزمار الذي يرتدي ملابس ملونة إلى هاملين ، وأخذ 130 طفلًا بعيدًا ” ، وهذا التاريخ يظهر مرة أخرى بعد مرور مائة عام في العام 1384م وبجواره عبارة ” لقد مر 100 عام منذ أن غادر الأطفال ” .وقد بدأت القصة تتطور في القرون اللاحقة مع بقاء القصة الأصلية كما هي ، وقد وجدت إشارة في التاريخ اللاتيني لمدينة لونينبرغ الألمانية للزمار وهي تعود لمنتصف القرن الخامس عشر الميلادي ، وتصف الزمار بأنه شاب وسيم في حوالي الثلاثين من عمره ، يحمل معه مزمار فضي ويعزف ألحانًا ساحرة .أما الشخصية المركزية في القصة ، وهي الزمار فقد كانت شائعة في القرون الوسطى ، حيث غالبًا ما كان يتم توظيف عمال المناجم لقيادة الاحتفالات التي تقام في المدينة ، وكانوا يرتدون أثوابًا متعددة الألوان  ، وكان معظم الزمارين يعيشون مثل المتشردين وكانوا في بعض الأحيان من مثيري الشغب .ولم تتضمن الحكاية الأصلية أي فئران ، فقد بدأت القوارض تظهر في أوروبا في القرن السادس عشر ، في الوقت الذي عانت فيه أوروبا من الطاعون ، لذلك فإن الربط بين الفئران التي جلبت الأمراض والزمارين الذين كانوا دائمًا من مثيري الشغب أمر طبيعي ، وفي كل الأحوال أصبحت الفئران جزءًا هامًا من القصة .حقيقة ما حدث :
إن أكثر النظريات التي تفسر تلك القصة شيوعًا هي أن الأطفال ماتوا بسبب الممرض وأن الزمار هو رمز للموت ، وهناك مقولة أخرى تفيد بأن الأطفال ذهبوا مع الحملة الصليبية الفاشلة في عام 1212م ، ولكن معظمهم إما مات في الطريق أو تم بيعه للعبودية ، ولكن تلك القصة لا تشرح علاقة الزمار بالأمر ، كما أن قصة اختفاء الأطفال حدثت بعد تلك الحملة بحوالي 70 سنة .وتقترح نظرية أخرى أن الأطفال هنا ليس المقصود بها أطفال ، ولكن شباب القرية ، وأن هذه القصة مجرد كناية عن الهجرة التي كانت شائعة في القرن التاسع عشر ، حيث تم تقديم العديد من المكافآت للألمان من ملاك الأراضي من أجل الاستقرار في مورافيا وشرق بروسيا ،ونتيجة لذلك هاجر آلاف من سكان سكسونيا السفلى وفستفاليا واستقروا في الشرق .واليوم أصبح زمار هاملين شخصية شهيرة وشائعة في المدينة ، على الرغم من الجزء المظلم في القصة ، فهناك مطاعم تحمل اسم زمار هاملين ، وهناك شارع يسمى “شارع بلا طبول” ويزعم أنه هو الشارع الذي قاد فيه الزمار الأطفال خارج المدينة ، وفي كل عام يعتبر سكان المدينة أن يوم 26 يونيو هو يوم اصطياد الفئران .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك