مهما اختلت طرقنا أو أهدافنا أو أفكارنا في الحياة،ومهما وصلنا إلى مواقع أو كونا ثروات فإن الموت هو النهاية الحتمية لأي إنسان ولد يومًا، لكن بعض الأشخاص يتميزون في تلك الحياة، وتظل ذكراهم بعد موتهم، وهناك أشخاص يعيشون مجهولين وتختفي سيرتهم بمجرد موتهم، لكن هناك أشخاص قليلون تم ذكرهم لفترات طويلة بعد موتهم ليس بسبب ما قدموه في حياتهم، لكن بسبب طريقة موتهم الغريبة والتي لم تتكرر كثيرًا.قصة وفاة ماري ريسر الغامضةفي حوالي الساعة الثامنة من صباح يوم 2 يوليو 1951م وصلت السيدة بينسي كاربنتر، وهي مالكة المنزل الذي تقطن به السيدة ماري ريسر، وكانت تحمل معها برقية تخص السيدة ريسر وكوب قهوة ساخن للسيدة ريسر، وعند انتظارها أن يفتح الباب وجدت أن مقبض الباب المعدني ساخن بشكل غير عادي، فاتصلت ببعض النجارين في المنطقة وقامت بفتح الباب، وعندما دلت وجدت بقايا جثة محترقة ويعتقد أنها كانت جثة السيدة ريزر.كان معظم الجسد مغطى بالرماد والأجزاء المتبقية منها هي العمود الفقري والقدم اليسرى لتي لا تزال ترتدي الحذاء، كما تم العثور على الجمجمة وقد تقلصت لحجم فنجان شاي، مع اختفاء جميع ملامح الوجه.بعد استدعاء الشرطة تم فتح تحقيق بقيادة جي آر رايشرت وهو رئيس الشرطة المحلية، وقد وجد التحقيق أنه بالرغم من احتراق كامل جثة السيدة ريس تقريبًا إلا أن الغرفة لم تتأثر لحد كبير بالحريق، تم فقط إذابة بعض الأجهزة وأصبحت لينة بفعل الحرارة، وذاب مقبس كهرباء، وتوقفت الساعة عند الساعة 2:26 صباحًا.شعرت الشرطة بحيرة شديدة لأن هذا الحريق قد سبب أضرارًا كبيرة للسيدة ريسر وقدرت حرارته بحوالي 3000 درجة فهرنهايت، لذلك لا يمكن أن يتر هذا الحريق بقية المنزل بل والغرفة نفسها التي وجدت بها الجثة سليمة.أرسل جي رايشرت إلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيه إدجار هوفر ليأخذ عينات من مسرح الجريمة منها شظايا زجاجية وجدت بين الرماد، وقطع أسنان صغيرة متفحمة وبعض السجاد والحذاء المتبقي، فأرسل هوفر فريقًا من المحققين التابعين لمكتب التحقيقات الفيدرالي وعالم الأنثوبولوجيا الفيزيائية بجامعة بنسلفانيا ويلتون كروجمان لفحص المكان والتحقيق في الحادثة.وبعد عدة أسابيع من التحقيقات أعلن المكتب أن السيدة ريسر توفت بما يعرف باسم تأثير الفتيل، فقد كانت السيدة ريسر تتناول الحبوب المنومة بانتظام، ويعتقد أنها نامت أثناء التدخين فاشتعلت النار في ثوب نومها، وقد استنتج المحققون إلى أن جسم الإنسان يحتوي على كمية من الدهون مواد أخرى قابلة للاشتعال كافية لجعل الجسم يضيء مثل الشمعة.لكن رايشرت وكروغمان لم يستطيعا تصديق هذا الاستنتاج وعلق كروغمان قائلًا أنه يجد صعوبة في تصديق أن جسم الإنسان بمجرد اشتعاله سوف يستهلك نفسه حرفيًا، كما يفعل فتيل الشمعة.قد لا نعرف أبدًا ماذا حدث للسيدة رايسر، فقد كتب كروغمان أن الرأس قد لا يترك مكتملًا في حالات الاحتراق العادية لكنه بالتأكيد لا ينكمش إلى حجم صغير، وفي ظل وجود حرارة كافية لتدمير الأنسجة الرخوة فإن الجمجمة فعليًا تنفجر للعديد من القطع الصغيرة، ولم يرى كروجمان أي استثناء من تلك القاعدة كما أنه لم يرى حريق تصل حرارته لتلك الدرجة ولا يحرق المكان بأكمله، وسواء كنا مقتنعين بقصة الاحتراق الذاتي أم لا فإن تلك القصة تخبرنا أن الحقيقة ربما تكون أغرب من الخيال.قصة وفاة الممثل غاريث جونزجاريت جونز هو ممثل بريطاني ولد في 6 يونيو 1926م، وقد اشتهر ليس لأنه ممثل لكن بسبب طريقة وفاته، كان جونز يمثل في برنامج تليفزيوني مباشر على شبكة تليفزيون ITV في المملكة المتحدة في 30 نوفمبر 1958م، وأثناء استراحة بين مشهدين أصيب جونز بنوبة قلبية أدت إلى وفاته، والغريب في الأمر أن شخصية جونز التي كان يمثلها في العرض كان يجب أن تموت أيضًا بنوبة قلبية خلال العرض.قصة وفاة الراقصة أنجيلا دنكان بسبب وشاحأنجيلا إيزادورا دنكان كانت راقصة أمريكية ذاعت شهرتها في جميع أنحاء أوروبا، وقد عاشت ورقصة في أوروبا الغربية والاتحاد السوفيتي، لكنها توفيت في نيس بفرنسا في 4 سبتمبر 1927م عن عمر يناهز 50 عامًا وقد تم اعتبار وفاتها أحد أغرب حوادث الوفاة في العالم.في لية 14 سبتمبر عام 1927م كانت دنكان تستقل سيارة مملوكة للميكانيكي الفرنسي الإيطالي بينيتو فالشيتو، وكانت ترتدي وشاحًا حريريا طويلًا منسدلًا ومطرز يدويًا، صممه الفنان الروسي رومان شاتوف، وأهدته لها صديقتها ماري ديستي.قبل خروج دنكان طلبت منها ديستي أن ترتدي عباءة لأن السيارة مكشوفة والطقس بارد، رفض دنكان ارتداء العباءة واختارت أن ترتدي الوشاح، ويذكر أنها قبل خروجها قالت لدستي وبعض الرفاق الآخرين” الوداع يا أصدقائي أنا ذاهبة إلى المجد”، كان وشاح دنكان ملفوف حول رقبتها، لكنه عند ركوبها السيارة انحشر الوشاح بين عجلات السيارة والمحور الخلفي، وعندما دارت السيارة التي كانت مكشوفة، سحب الوشاح دنكان خارج السيارة وكسر رقبتها، وعندما وصلت دنكان إلى المستشفى كانت قد فارقت الحياة.وفاة عالم الرياضيات جوعًاكان كورت جودل من أهم علماء الرياضيات في القرن العشرين ولد في عام 1906، وفي عام 2000 أدرجته مجلة تايم ضمن أفضل 100 مفكر مؤثر في تاريخ العالم.لكن عالم الرياضيات العبقري كان لديه بعض المشاكل الصحية والنفسية، خاصة بعد أن أصيب بنزيف حاد نتيجة إصابته بقرحة الاثنا عشر قرر أن يتبع نظام غذائي صارم للغاية أدى لفقدانه كثير من الوزن، وكانت زوجته تدعمه، لكنه كان أيضًا مصاب بخوف مرضي من إمكانية تعرضه للتسمم، لذلك فإنه كان يرفض تناول أي طعام إلا الذي تعده له زوجه أو أن تتذوقه أولًا.في أواخر عام 1977م دخلت زوجة جودل المستشفى وبسبب مرضها احتجزت فيها لمدة ستة أشهر ولم يعد بإمكانها تحضير الطعام لزوجها، وخلال فترة غيابها رفض جودل تناول أي الطعام، وفي النهاية مات بسبب الجوع، وكان وزنه يبلغ 29 كيلو فقط عند موته، وذكر تقرير وفاته أنه توفي بسبب سوء التغذية.وفاة كليمنت فالانديغام بعد أن أثبت وجهة نظرةكان فالانديغام سياسيًا ناجحًا ومحاميًا بارعًا في أوهايو، لكنه عام 1871م دفع ثمن هذا النجاح، فقد كان يدافع عن موكله المتهم في قضية قتل رجل في حانة عن طريق إطلاق الرصاص عليه،حاول فالانديغام أن يثبت أمام المحكمة أن الضحية قد أطلق النار على نفسه بطريق الخطأ أثناء سحب مسدسه من جيبه بينما كان يقف من وضع الركوع، كما تشاور فالانديغام مع زملائه محامي الدفاع في غرفته، وأوضح لهم كيف سيوضح ذلك لهيئة المحلفين، وقد اختار مسدسًا يعتقد أنه فارغ ، ووضعه في جيبه وفي المحكمة قام بتنفيذ الأحداث كما كان من الممكن حدوثها في الحانة، لكن للأسف فإن المسدس لم يكن فارغًا كما اعتقد، فخرجت منه رصاصة اخترقت معدته.وعلى الرغم من أن فالانديغام أصيب بجروح مميتة، إلا أن القاضي حكم ببراءة المتهم الذي كان يترافع عنه لأنه اقتنع بوجهة نظر فالانديغام، أما المحامي البارع فقد نقل إلى المستشفى في حالة خطيرة، ولم يستطيع الأطباء إخراج الرصاصة، وتوفي في اليوم التالي.