قد يكون الحصول على من الصعب الحصول على قبعة جيدة أمر صعب للغاية، وهذا ربما ما دفع الكاتب الشهير هي جي ويلز ذات مرة لسرقة قبعة عمدة كامبريدج وترك له ملحوظة تقول” لقد سرقت قبعتك، تعجبني قبعتك سوف احتفظ بها”، كل هذا ربما يقودنا إلى الدول الاسكندنافية في القرن التاسع عشر والتي كانت مليئة بالأساطير، ومن بين تلك الأساطير قصة القبعة على العمود، والتي تحكي عن ملك يدعى إريك أنونسون، ويطلق عليه أحيانًا اسم إريك ويذرهات، وهو ملك شبه أسطوري لدى السويدين، ويتم الاحتفال بذكراه دائمًا عن طريق وضع قبعة على منحدر.يقال أن أنوندسون كان إما ابن ملك السويد أنوند أوبسال أو ابن الفايكنج الأسطوري راجنار لوثبروك، ولكن كونه ابن ملك السويد هي النظرية الأكثر قبولًا.وتروي الأساطير أن إريك كان ملكًا عظيمًا وناجحًا للغاية، واستطاع أن يوسع مملكته باتجاه الشرق بكل براعة، وكان يقوم بغاراته في كل صيف وغزا مناطق فنلندا وكيرجالالاند وكورلاند وإستونيا ودول أخرى بالشرق، ويذكر أيضًا أن هناك حواجز ترابية وأسوار وأعمال عظيمة أخرى من آثار الملك إريك مازالت موجودة في تلك المناطق حتى اليوم، ويقال أيضًا أن إريك كان ملكًا متواضعًا يستمع إلى كل ما يقوله كل فرد من رعاياه.وقد ذكر التاريخ كثير من الغارات التي قام بها الملوك السويديين القدامى على دول الشرق، لكن ما الذي جعل حملات إريك بالتحديد.هنا تأتي الأسطورة التي كانت منتشرة في منطقة وادي مالار السويدي، وفقًا لتلك الأسطورة فإن إريك كان ناجحًا بسبب قبعته السحرية، ولا تذكر الأسطورة من أين حصل على تلك القبعة، لكن يقال أريك عندما كان يرتدي قبعته كان يستطيع اكتساب خصائص سحرية تجعله يسيطر على الريح والطقس عن طريق تحريك تلك القبعة في اتجاه معين، وهذا الأمر كان مفيد جدًا في عصر الفايكنج حيث كانت السفن هي وسيلة النقل الرئيسية، فكانوا يشنوا هجماتهم المدمرة المفاجئة عن طريق البحر.لكن بالنسبة لإريك فإن تلك القبعة قد زادت من هيبته أكثر من أي ملك فايكنج أخر، حتى أنهم أطلقوا عليه اسم “إريك قبعة الطقس” أو ” إيريك ” ويذر هات”.وبالنسبة لملك لديه تلك القبعة السحرية كان من الطبيعي أن لا تتوقف طموحاته عند اكتساح الشرق فقط فكان يسعى لإنشاء مملكة كبيرة مثل التي يحكمها الملك السويدي سيغورد رينج وابنه راجنار لوثبروك، لذلك وضع خططه من أجل توسيع مملكته باتجاه الغرب من خلال ضم بعض الأراضي المتنازع عليها إلى مملكته، مثل غرب السويد والنرويج.بدأت الحملة الغربية بشكل جيد جدًا بالنسبة لإريك، حيث تمكن من إخضاع عدة مناطق في غرب السويد وجنوب النرويج، حتى أنه وصل إلى منطقة فايكن التي يحكمها هارالد فيرهير وأجبر السكان المحليين على قبولهم كحاكم لهم، وصلت تلك الأخبار إلى ملك النرويج الذي كان يسعى لتوحيد النرويج، فهرع مسرعًا نحو الجنوب وعاقب كل من خانوه من السكان الذين خضعوا لإريك، وبسرعة استطاع أن يستعيد الأراضي التي استولى عليها إريك.من ناحية أخرى ، كان إريك مشغولاً بتناول الطعام مع أتباعه في إحدى المناطق التي غزاها حديثًا والتي تسمى فارملاند، ولكن ذات يوم اقترب منه أحد أغنى المزارعين في المنطقة ، ويدعى آكي ، الذي دعاه إلى منزله لحضور احتفالهم بعيد محلي، وكان هذا مناسبًا لإريك لكنه لم يكن يعلم أن هذا الشخص قد دع الملك هارالد إلى نفس الوليمة.ومن أجل أن يستطيع أكي استضافة الملكين معًا قام ببناء منزل طويل جديد، وكان هذا المنزل أكبر بكثير من منزله القديم، وقام بتزيين هذا المنزل بطريقة أفضل كثيرًا من القديم، واشترى بعض المفروشات الجديدة وأواني وأطباق جديدة تلائم الملك بحاشيته، وفي نفس الوقت قام بوضع المفروشات البالية والأواني والأطباق القديمة في المنزل القديم.عندما وصل كلا الملكين دعا آكي الملك هارالد إلى منزله الجديد، بينما عرض على إريك البقاء في المنزل القديم، بعد الاحتفال سار الملك هارالد إلى المنزل الجديد وعرض على الملك هارالد أن يتخذ ابنه أوبي كخادم مخلص له، فقبل هاروالد العرض بسرور،وأخبر آكي أنه أصبح صديق له.علم إريك ما فعله آكي مع هارالد وأنه فضله عليه بشكل واضح فشعر بالإهانة، فأخذ آكي وأخبره أنه يريد أن يتحدث معه، وسارا معًا باتجاه الغابة، ثم سأله عن سبب تفضيل هارالد عليه، فأجاب آكي أنه اختار وضع ملك النرويج في المنزل الجديد لأنه مازال شابًا صغيرًا في السن، بينما إريك كبير، لكنه يخضع أيضًا لمك السويد.لم تعجب تلك الإجابة إريك فقرر أن يقطع رأس مضيفه بسيفه وترك جثته في الغابة، وعندما علم هارالد بهذا قرر الانتقام لصديقه المخلص وإشاعة الفوضى في أراضي الملك إريك.طارد هارالد إريك خارج أراضي فارملاند وأخضع المنطقة بالكامل لإرادته، فعاد إريك إلى مملكته، لكنه كان مازال غاضبًا من آكي وهذا الملك النرويجي الشاب، وقد كان واثقًا من قدرته على الفوز بتلك الحرب كما فاز في جميع حروبه السابقة.ووفقًا للأسطورة فإن رجال الملك هارالد كانوا يتبعون إريك سرًا بعد عودته لوطنه، وبالطبع فإن إريك لم يشك في أن أي شخص يمكن أن يتبعه أثناء وجوده في قلب السويد، وذات يوم خرج بدون حراسه وسافر إلى جزيرة صغيرة في وسط بحيرة مالارين، وهذه الجزيرة تعرف حاليًا باسم ” قبعة الملك”، وبينما كان إريك يستمتع بجولته المنفردة كان النرويجيون يجهزون أنفسهم.فتبعوا إريك إلى تك الجزيرة وحاولوا الإمساك به، لكنه لاحظ وجودهم في الوقت المناسب، وتمكن من الفرار بعيدًا عنهم، فطاردوه حتى وصلوا إلى منحدر شاهق في أعلى قمة على الجزيرة، فأصبح إريك محار بأعدائه من جميع الجهات وخلفه المنحدر شديد الانحدار، فلم يعد أمامه إلا خيارين وهما إما أن يسلم نفسه لأعدائه أو يقفز من المنحدر.فاختار إريك القفز، وبالفعل حفز حصانه فقفز من المنحدر المرتفع وسقط في الماء وبالرغم من صعوبة القفزة، فقد نجا هو وحصانه، وتمكن من السباحة هو والحصان حتى وصلا إلى بر الأمان، لكنه ففد قبعته أثناء تلك المغامرة المثيرة.وبطبيعة الحال فإن إريك بعد أن أصبح بلا قبعة، فإنه قد فقد قدراته الخارقة، وكان من الطبيعي أن تسير الفترة المتبقية من حروبه على عكس توقعاته في البداية، لأنه أصبح الآن ملكًا عاديًا، فخسر كل الأراضي التي حصل عليها سابقًا في حروبه ومعظم مناطق غرب السويد، وتوفى الملك إريك بعد ذلك، وترك ابنه المسمى بيورن، والذي حكم السويد لفترة طويلة بعده.وبالرغم من خسارته للحرب فإن السكان المحليين ظلوا يحبونه لأن المناطق التي حكمها كانت تعاني من فراغ في السلطة خلفه الملوك الدنمركيين الضعفاء الذين حكموا تلك المناطق في أواخر القرن التاسع، ومن المحتمل أن تكون قصة القبعة مجرد أسطورة لكن شخصية الملك إريك قد تكون حقيقية، وتكريمًا لذكراه فإن السكان في جزيرة ” قبعة الملك” قاموا بوضع قبعة كبيرة على عصا على تلك المنحدرات في أوائل القرن السابع عشر، وتم استبدال تلك القبعة عدة مرات، ومازالت قصة الملك إريك تروى حتى اليوم.