كانت تلك الغابة مهجورة ، ولم يكن يسكنها أحد من الإنس ، حيث كان يسكنها نفر كثيرون من الجن ، وبالتالي ، لما عرف الناس بأمر تلك الغابة ، لم يكن أي أحد يجرؤ على المرور ، والمشي فيها ، عثرت الفتاة على الرجل ، وعلى الفور ، قامت بإنقاذ حياته من الموت ، ومساندته ، حتى يتعافى مرةً أخرى .أراد ذلك الرجل العجوز ، أن يشكر تلك الفتاة على صنيعها ، ويرد إليها ، ولو جزء صغير من فضلها عليه ، فاعطاها ، بلا تردد ، مكافأة ، نظير أنها قامت بإنقاذ حياته من الموت ، والهلاك ، وقد أخبرها ذلك الرجل العجوز ، أنها حتى تتمكن من التخلص من تلك اللعنة ، فإنه يجب أن يقوم حبيبها بالتضحية من أجلها ، وأن يقوم بالتنازل عن قطرات دمائه ، وهو مرضي ، وعن طيب خاطر منه .وأشار الرجل العجوز إلى تلك الفتاة ، بأنه لا بد من وضع دماء حبيبها في قارورة ، يطلق عليها اسم قارورة العشق ، حيث يتم وضع قطرات كثيرة من الدم ، على القلادة من أوسطها
في قلب القلادة
، وعلى الفور ، أعطى الرجل العجوز ، للملكة الجميلة قطعة من القماش ، وأخبرها يأنه لا بد من أن يقوم جني من الأقزام ، ويشهد على ما يجري ، ويحدث حينها ، حتى تفك تلك اللعنة ، وترجع كما كانت .لم يكتف الرجل العجوز بذلك ، وإنما علم تلك الفتاة بعضًا من التعاويذ ، وشيئًا من السحر ، حتى تتمكن من جذب حبيبها إليها ، حيث ستمكنها بعض التعاويذ ، من أن تصل إلى أحلام الأمير ، الذي تحبه ، وبالفعل ، فقد كانت تأتي الأميرة إلى ذلك الأمير ، في الليل ، وكانت تتمثل للأمير ، في أبهى حلة ، وأجمل صورة .كان كل من الأمير ، والأميرة ، يتحدثان إلى بعضهما البعض كثيرًا ، وبالفعل فقد وقع ذلك الأمير ، في حب تلك الأميرة ، هذا إلى جانب أنها قد وقعت ، هي الأخرى ، في حب ذلك الأمير ، ودارت الأيام ، وأخذت تسير الأمور على نفس الوتيرة ، حتى تعلق الأمير بالأميرة تعلقًا وطيدًا ، وأراد أن يتقدم إليها ، حتى يطلب يدها إلى الزواج .