في يوم من الأيام ، وفجأة ، أخذت قطرات من الدماء ، تسيل بشكل متتابع من شريانه ، إلى أن امتلأت قارورة العشق ، وهي نفسها التي حلت بداخلها اللعنة ، حيث وقف القزم ، وهو صاحب المنظر البشع ، في مقابل القارورة ، وأخذت عيناه تتردد فيما بين ذلك الأمير ، وتلك الدماء التي تنساب من عروق الأمير ، وبين تلك القارورة الملعونة .أخذ القزم ، ينتظر بلهفه شديد ، وقت امتلاء القارورة ، حتى يحصل على مبتغاه ، وفي نفس ذات الوقت ، كانت جنية الأحلام ، تقدم المساعدة ، إلى ذلك الأمير النائم ، رغبةً منها أن يعود كما كان ، فهي تعرف حق المعرفة ، أنه لا يمكنه كسر اللعنة إلى الأبد ، ولكن لا بد من إحضار القلادة ، وإلا سيتمثل مصيره ، في الموت المحقق .كان الأمير في عالم آخر ، ولم يكن يدري ، أن الجنية ، قد تمكنت من استغلال نقطة الضعف الوحيدة لديه ، فهو يعشقها حد الجنون ، انتزع الأمير قلادته ، التي تكسر العظم منه ، كان شاحب الوجه ، ولم يتمكن من رؤية أي شيء ، ولكنه يحرك إصبعه ببطء شديد ، نظر الأمير إلى محبوبته ، وهي تأخذ القلادة من يديه .وقد تركت آثار اللعنة المتبقية على جسده ، وكذلك رقبته ، نظرت إليه نظرة عادية ، لا تحمل أيًا من معاني الشفقة ، أو الحزن ، رغم أنه كان على الأرض ، غارق بين الحياة ، والموت ، لم تهتم أبدًا به ، ورحلت على الفور ، كأنها لم تكن تعرفه ، في يوم من الأيام .أخذ الظلام يخيم على نظر الأمير ، وصارت دقات قلبه ، تدق سريعًا ، يحاصره الموت من كل جانب ، إلا أنه لم يمت على الفور ، فقد قدر إليه ، أن يظل حيًا ، حتى يرى خيانة محبوبته بعينيه ، كان يشعر بالأسى ، والحزن الشديد ، وفجأة ، اقترب منه شخص ، كان يحمل بين يديه إناءًا مملوءًا بالماء .أخذ الأمير يتتبع خطواته ، وأفعاله ، حيث رآه يجلس بشكل معتدل ، وقد نظر إليه ، فوجد فتاة ، لها ملامح دميمة ، تقشعر الأبدان لها عند رؤيتها ، اقتربت الفتاة منه ، وقدمت إليه الماء ، وكانت تحادثه ، وهي تمسك يديه ، بمنتهى الرقة ، شعر الأمير بأنه يعرف تلك الفتاة من زمن طويل ، فرغم وجهها القبيح ، إلا أنه قد أحس برابط قوي ، يربطهما ، ببعضهما البعض .نظرت إليه بفرح شديد ، لما عاد إلى الحياة ، أراد أن يتكلم ، لكنها أشارت إليه ، بالصمت ، حتى يسترد قوته ، وأخذت تجفف عرقه ، بقطعة من القماش ، تعجب كثيرًا منها ، فهي نفسها ، التي أهداها إلى محبوبته ، ذات يوم ، وكان بداخلها القلادة ، تلك المحبوبة ، التي تركته ، يواجه الموت منفردًا ، بعد أن تمكن من التضحية بدمائه ، حتى يفك تلك اللعنة عنها ، وهي التي أرسلتها إحدى الساحرات إليها ، ذات يوم ، حسبما أخبرته .