كان جون وجينيفر جيبونز ، المعروفان باسم “التوأم الصامت” ، يتحدثان بالكاد إلى أي شخص باستثناء بعضهما البعض – منذ ما يقرب من 30 عامًا، ولكن بعد ذلك ، توفي توأم في ظروف غامضة.في أبريل عام 1963م داخل المستشفى العسكري بعدن باليمن ولدت فتاتان توأمان وكانت ولادتهما عادية وأيضًا سلوكهما كرضع كان طبيعي جدًا لكن سرعان ما أدرك والديهم أن الطفلتين جون وجينيفر ليستا مثل الفتيات الأخريات، فبعد بلوغهما سن التحدث أدرك الوالين جلوريا وأوبري جيبونز أن الفتاتان لا ينفصلان عن بعضهما البعض بشكل غير عادي كما أنهما لم يتحدثان بنفس طريقة الأطفال الأخرين، وسرعان ما طورت الفتاتان لغة خاصة بهما لم يفهمها أحد سواهما.تنحدر عائلة جيبونز في الأصل من بربادوس في الكاريبي وهاجرت إلى بريطانيا العظمى في أوائل الستينيات، على الرغم من أن الأسرة تتحدث الإنجليزية في المنزل ، إلا أن جون وجينيفر بدأتا تتحدثان لغة أخرى ، يعتقد أنها نسخة سريعة من اللغة الكريولية التي يتحدث بها سكان بربادوس.ولم تكن اللهجة الغريبة هي السبب الوحيد في جعل الفتاتين معزولات، فكونهما الأطفال السود الوحيدون في مدرستهم الابتدائية جعلهم هدف للتنمر القاسي من باقي التلاميذ، وقد أدى ذلك لتعميق ارتباطهما ببعضهما البعض.ومع زيادة التنمر على الفتاتين في المدرسة بدأت إدارة المدرسة في جعلهما يغادران المدرسة مبكرًا عن باقي الطلاب على أمل أن يتمكنوا من تجنب التنمر والمضايقة.
وعندما وصلت الفتاتان لسن المراهقة أصبحت لغتهما غير مفهومة لأي شخص أخر في العالم وقد طوروا صفات أخرى مثل رفض التواصل مع أي شخص غريب ورفض القراءة أو الكتابة في المدرسة.وفي عام 1974 لاحظ طبيب اسمه جون ريس سلوك الفتيات الغريب أثناء إجراء فحص طبي سنوي في المدرسة، ووفقًا لريس فإن الفتاتين لم يظهرا رد فعل طبيعي عند إعطائهما اللقاح، ووصف سلوكهما بما يشبه الدمى وقد نبه الطبيب مدير المدرسة لذلك، لكن مدير المدرسة رفض تقرير الطبيب وأخبره أن الفتيات لا يعانين من أي اضطراب نفسي خاص، لكن ريس أبلغ طبيب نفساني وأصر على تسجيل الفتيات في العلاج النفسي.وبالرغم من عرض الفتيات على عدد من الأطباء والمعالجين النفسيين، إلا أنهما رفضن التحدث لأي شخص وبقيت حالتهن لغزًا.في فبراير من عام 1977 ، التقت أخصائية علاج النطق ، آن تريهارن ، بالفتاتين، وقد رفضا التحدث في حضورها لكنهن وافقن على تسجيل حواراتهما إذا تُركتهما بمفردها.
وكان لدى تريهان شعور بأن جون ترغب في الحديث معها، لكن جينيفر كانت تجبرها على عدم فعل ذلك، ووفقًا لتريهان فإن جينيفر جلست صامتة لكنها شعرت بقوة نظرتها، وشعرت أنها ترهب أختها.وفي النهاية تم اتخاذ القرار بفصل التوأم الصامت وإرسال الفتيات إلى مدرستين داخليتين مختلفتين، وكان الأمل هو أن كل فتاة عندما تصبح بمفردها سوف تكون قادرة على تطوير إحساسها بذاتها وتخرج من قوقعتها، وتبدأ في التواصل مع العالم الأوسع من حولهما.وعلى الفور اتضح أن التجربة فاشلة، فبدلًا من أن تندمج كل فتاة مع العالم بدأتا تنسحبان أكثر وأصبحتا شبه جامدتين، ففي مرحلة انفصالهما احتاج الأمر شخصين ليخرجا جون من الفراش، وبعد ذلك تم دعمها على الحائط حتى لا تقع وكان جسدها صلبًا وثقيلًا مثل الجثة.وبعد جمع شمل الأختين معًا مرة أخرى أصبحتا مرتبطتين ببعضهما أكثر، كما أنهما أصبحتا أكثر انسحابًا وبعدًا عن العالم، ولم يعودا يتحدثان إلى والديهما باستثناء التواصل معهما عن طريق كتابة الرسائل.بعد العودة لغرفتهما معًا مرة أخرى كانت الفتاتين تقضيان وقتهما في اللعب بالدمى، وتسجيل بعض التخيلات التي ألفاها سويًا وكانا يشاركها مع أختهما الصغرى روز والتي كانت في ذلك الوقت هي الوحيدة في العائلة التي تتواصل معهما.في عيد ميلاهما تم إهداء كل واحدة من التوأمين دفتر يوميات فبدأتا في كتابة مسرحيات وأفكار وأظهرا شغفًا بالكتابة الإبداعية، وعندما بلغتا سن 16 عامًا، حصلتا على دورة في الكتابة الإبداعية عن طريق البريد، وبدأتا أيضًا في ادخار أموالهما القليلة حتى تتمكنا من نشر كتابتهما في بعض الصحف.
وبينما تبدو قصة امرأتين صغيرتين تنأى بنفسيهما عن العالم الخارجي وتنسحبا معًا للتركيز على الكتابة وكأنها الموقف المثالي لصياغة رواية عظيمة تنشر باسم الفتاتين ، ثبت أن هذا ليس هو الحال بالنسبة للتوأم الصامت، فقد كانت موضوعات روايتهم المنشورة غريبة ومقلقة مثل سلوكهم تمامًا.
وقعت معظم القصص التي ألفاها في الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد في ماليبو، وتمحورت حول مجموعة من الشباب الجذابين الذين يرتكبون جرائم مروعة، ولم يتم نشر سوى رواية واحدة فقط للفتاتين تحت اسم “مدمن بيبسي كولا” وهي تتحدث عن مراهق شاب غرر به معلمه في المدرسة الثانوية.
وبعد نشر كتابهما شعرت الفتاتين بالملل من مجرد تأليف روايات وقررتا الخروج خارج جدران غرفة نومهما ، وتجربة العالم مباشرة، وفي سن 18 بدأت الفتاتين في تجربة الكحول والمخدرات وارتكاب جرائم صغيرة، وفي النهاية تحولت الجرائم الصغيرة لكبيرة بعد إشعال عدة حرائق متعمد، وتم اعتقالهما في 1982م، وتم وضعهما في مستشفى شديد الحراسة للجنائيين المجانين.
في المستشفى بدأ الأطباء بعلاج الفتاتين بجرعات زائدة من مضادات الزهان، مما تسبب في عدم وضوح الرؤية لدى جينيفر، وعاشت الفتاتين في المصحة لما يقرب من 12 عامًا، وخلال تلك الفترة لم تتوقفا عن تدوين يومياتهما، وقد بدأت الفتاتين في التحدث للطبيب وطلبا منه أن يدعهما تخرجنا لكنه رفض وأبلغهما أنهما سيظلان في المصحة لمدة 30 عامًا.
وأخيرًا في عام 1993م تم اتخاذ تدابير لنقل التوأم إلى عيادة أخرى ذات إجراءات أمنية أقل في ويلز، وعند وصولهما وجد الأطباء جينيفر لا تستيقظ ثم تم الإعلان عن وفاتها عن عمر يناهز 29 عام، بسبب التهاب مفاجيء في القلب.
وفي حين أن وفاة جينيفر المفاجئة كانت مفاجئة للجميع، إلا أن جون بعدها بدأت تتحدث إلى الجميع كما لم تفعل طوال حياتها، وتم إطلاق سراحها من المستشفى بعد فترة وجيزة، وبدأت تعيش حياة طبيعية نوعًا ما، ولم يعد لديها الرغبة في التزام الصمت مرة أخرى.
ومن خلال الاطلاع على يوميات الفتاتين التي دونتاهما ومن خلال صحفية تسمى والاس كانت مهتمة بالحالة الغريبة للفتاتين وتواصلت معهما قبل دخولهما المستشفى، وقد استجابا للحديث معها، واكتشفت أن جون كانت تخشى أختها جينيفر بشدة وأنها كانت تخشى أختها بشدة، بينما كتبت جينيفر في مذاكراتها عن أختها أنها تراها هي وأختها أعداء قاتلون ووصفتها بوجه بؤس وخداع وقتل، أما جون فكانت ترغب بشدة في إبعاد نفسها عن أختها الاستبدادية.
وتقول الصحفية والاس أنها زارت الفتاتين قبل مغادرتهما للمصحة، وأجرت محادثة معهما وفي منتصف المحادثة قالت لها جينيفر ” سأموت وضحكت” ، فردت عليها لا تكوني سخيفة ستتحررين قريبًا وأنت لست مريضة لماذا ستموتين، فقالت جينيفر ” لأننا قررنا”، وقد نبهت والاس الأطباء لتلك المحادثة لكنهم قالوا لها ألا تقلق.
وفي صباح اليوم الذي تم نقلهما فيه داخل سيارة خاصة، أراحت جينيفر رأسها على كتف جون وقالت ” أخيرًا سنخرج” ثم انزلقت في غيبوبة، وبعد أقل من 12 ساعة ماتت، وعندما سئلت جون عن سبب صمتهما طوال تلك السنوات، قالت أنهما اتفقتا على ذلك منذ زمن طويل أن تكتفي كل منهما بالأخرى.