يضطر البعض منا الانتقال من مسكن إلى آخر وفقًا لتغير ظروف المعيشة ذاتها ، فالبعض ينتقل إما للزواج أو تغيير محل العمل ، أو غيرها من الأسباب التي قد تدفعنا إلى الذهاب لمكان جديد لا نعلم عن ماضيه شيئًا ، حقًا فمن سيبحث في تاريخ منزل ما أو سكن حصل عليه بعد عناء ، وبه كافة المزايا التي يرغب بها ، ولكن هل دائمًا يكون المنزل الجديد آمنًا ؟ ما الضامن أن منزلك ليس مسكونًا بروح ما ؟تروي سيدة تُدعى سناء قصتها مع منزلها ، حيث تزوجت وانتقلت للعيش مع زوجها في منزل قريب من عمله ، ويبعد عن منزل عائلتها بمسافة لا بأس بها ، وكانت شقة بسيطة الثمن وقريبة من محل زوجها ، سارت الأيام بين بقائها في الاعتناء بمنزلها وانتظار زوجها لحين العودة من عمله ، لم تشعر شيء غريب أو غير مألوف ، ولكن لا تسير الأحداث دائمًا بنفس الوتيرة .علمت سناء بحملها عقب عدة أشهر من الزواج ، الأمر الذي جعلها وزوجها يطيران فرحًا وسرورًا بهذا الخبر المميز ، فأخيرًا سوف يأتي طفل يحمل ملامحهما معًا ، ومرت الشهور وجاء الطفل المنتظر ، طفل جميل الوجه والملامح ، ولكن منذ أن عادت به سناء من المشفى عقب الولادة وهو لا ينفك عن البكاء بشكلٍ هستيري ، ونصحها البعض وزوجها أن يقوما بإعطائه عقاقير لآلام المعدة أو مشروبات مهدئة ، ولكنه كان يستيقظ باكيًا بشدة إذا ما هدأ ونام قليلاً.بالطبع سوف يظن البعض أنها تلك الفترة العسيرة عقب الولادة ، ولكن للأسف استمر هذا الأمر مع الطفل حتى بلغ عامين فالطفل لا ينفك عن البكاء قط! ، لدرجة أن والدته بدأت تشعر بالانهيار جراء البكاء المتواصل لابنها ، ولم يتوقف الأمر عند ذلك ، ففي أحد الأيام كانت الأم تعد الطعام ولأول مرة كان الطفل صامتًا ، وهنا بدأت الأم تسمع صوت طرقات مع على الحائط فذهبت لتفقد الطفل ، لتجده جالسًا أمام الحائط وشيء ما غير مرئي يمسك برأسه ، ويطرق بها الحائط!وسط حالة من الفزع الشديد ذهبت الأم لتجذب طفلها من أمام الحائط ، فإذا به يتحدث إليها باكيًا ويقول لها السيدة العجوز ، السيدة العجوز ، وانفجر في بكاء هستيري ، وهنا أدركت الأم أن بكائه ليس كما تصورت هي وغيرها بأنه لأسباب عادية وإنما الأمر قد يتعلق بشيء من وراء الطبيعة ، شيء متعلق بعالم الجان .سافر الزوج للعمل خارج البلاد ، وظلت سناء مع طفلها وقد أنجبت طفل آخر عقب مرور خمسة أعوام ، لم يتوقف خلالها طفلها عن البكاء والرعب ، ولكنه بدأ يتحدث عن سيدة عجوز قبيحة الهيئة والطلعة ، ترغب في أخذه إليها وألا تتركه لأمه .ارتعبت الأم كثيرًا فهي تعلم بأن رؤى الأطفال غير الخيالية هي رؤى واقعية ، لذلك قررت أن تأخذ الطفل إلى أمها وتتركه لديها بضعة أيام حتى تأتي بشيخ ما يفحص المنزل ، ولكن ما أن عادت إلى منزلها حتى حدثتها أمها ليلاً وهي تبكي مرتعبة ، وتروي بأنها قد شعرت بتصلب جسدها كله ، وازدادت حرارة المنزل فجأة ثم أتت إليها سيدة عجوز قبيحة الوجه ، وطلبت منها أن تعيد الطفل لمنزله حتى لا تضطر إلى أذيتها ، وأنها بمجرد ذهاب العجوز قد ارتخت عضلات جسدها مرة أخرى واستطاعت الحركة ، فحدثتها فورًا.عاد الزوج مسرعًا من سفره ليجد حلاً في تلك المشكلة ، وبالفعل أحضر الزوج أحد الشيوخ إلى المنزل الذي قام بقراءة بعض الآيات القرآنية ، ثم نظر للزوجين بأن المنزل به روح ما لا ترغب بوجودهما ، وطلب منهما أن يضعا الورقة التي كتبها لهما في مكان مرئي بالمنزل ، وبالفعل أخذت سناء الورقة من الشيخ ووضعتها فيما يطلق عليه النيش ؛ وهو عبارة عن دولابًا يتم وضع بعض الأدوات المنزلية به في مكان ظاهر من غرفة المعيشة ، ثم قرأت بعض الآيات القرآنية على ماء وتحممت بها هي وزوجها والطفلين .وفي هذا اليوم نهضت سناء لتتوضأ من أجل صلاة الفجر ، كان كل من بالمنزل نائمون وما أن وقفت سناء أمام الحوض في الممر الفاصل بين الغرف ، حتى رأت تحت قدميها دماء لزجة تزحف على الأرض تحت قدميها ، ارتعبت سناء بشدة وصرخت بشدة ، ليأتي زوجها ويشاهد ما شاهدته هي بل أشار بيده إلى غرفة الطهي التي امتلأت فجأة بالدماء ، حيث كانت تخرج الدماء من الحوائط والأخشاب .فحملا الطفلين وفرا من المنزل واتصلا بالشيخ ، وما أن دلف الشيخ عقب ذلك إلى المنزل حتى أخبرهما بأن الروح التي كانت تسكن بالمكان ، لم تتحمل الطرد بالكيفية التي فعلوها ، فالقرآن قد آذاها ولم تتحمل فرحلت مخلّفة ما تركته من دماء ، وأمر الزوجين بتنظيف منزلهما والعودة إليه مع الاستمرار في قراءة القرآن بشكل دائم .وبالفعل تحسنت الأمور بعد ذلك ، ولم ير الطفل السيدة العجوز مرة أخرى ، ولكن من كانت السيدة العجوز ، هل هي شبح لسيدة سكنت المنزل قبل تلك العائلة ؟ أم أنها روح ما تم تحضيرها ولم تنصرف ؟ لا أحد يعلم حتى الآن.