ليست الأماكن المسكونة كلها موحشة ، فبعضها جميل من الخارج ، ولكن يحوي باطنه الكثير من الألم ، الذي ولّد طاقات سلبية كثر ، هيأت الطريق لسكني الأشباح والأرواح المعذبة بالمكان ، ومنارة بينساكولا الأمريكية ، هي أحد الأماكن المسكونة بروح غاضبة ، تتلمس طريقها بين جدران المنارة .تقع منارة بينساكولا على حافة خليج استوائي جميل للغاية ، حيث تمتد لى طول 159 قدمًا بامتداد الساحل ، وشيدت من الأصل في عام 1826م ، ثم تم تجديدها عام 1859م ، مع الاختلاف الكبير بين كل من المنارة القديمة والحديثة .وتشتهر منارة بينساكولا بأنها موطنًا للأشباح ، وبعض الأرواح الشريرة المعذبة التي ما تلبث أن تظهر نفسها بكل قوة ، لمن يقترب من المنارة والتي تمثل محل سكنها ، حتى صار السكان المحليون يرتعدون من مجرد مشاهدتها ، وقد تم تسجيل تلك المنارة كواحدة من أكثر الأماكن المسكونة في أمريكا .القصة :
تروي قصة الشبح الغاضب في منارة بينساكولا ، هو شبح سيدة تدعى ميكيلا بينالبر ، والتي تزوجت من أحد الأشخاص ويدعى جيرميا إنغراهام ، وانتقل كلاهما للعيش داخل المنارة عقب بنائها بفترة وجيزة عام 1826م .وبطبيعة الحال كانت الأشهر الأولى من الزواج ، ممتلئة بالحب والمرح والسعادة ولكن ما لبثت الأيام أن مرت ، وتبدلت الأحوال وصار الحزن والمشاحنات ، هما أصحاب الكلمة العليا بين الزوجين .وقال البعض أن ميكيلا قد عانت لفترة طويلة ، من اعتداءات متتالية من قبل زوجها إنغراهام ، ويقول البعض الآخر بأن الأمر لم يكن سوى ، غيرة وصلت حد الجنون من جانب المنارة نفسها ، نحو الزوجين نظرًا للسعادة التي كانا يرفلان بها ، في بداية زواجهما ، ولكن أيًا كانت الأسباب ففي أمسية مظلمة ، من عام 1940م اندلعت مشاجرة عنيفة للغاية بين الزوجين ، انتهت بأن انتزعت ميكيلا سكينًا ضخمًا وقامت بقتل زوجها ، وهو نائم ثم ذبحته وقطعت رأسه ، وانطلقت ميكيلا عقب جريمتها ، وأختف السكين الذي فعلت به جريمتها .تم إلقاء القبض على ميكيلا ، التي لم تكن هناك أدلة كافية لإدانتها فأطلق رجال التحقيقات سراحها ، لتعود إلى المنارة وتعيش بها وحدها ، ولكن للأسف بدأ السكان المحليون يتجنبونها ، ولا يرغب أحدهم في الحديث إليها ، فعاشت ميكيلا وحدها داخل المنارة لعدة أعوام أخرى ، حتى توفت في عام 1855م .التلبس :
عقب وفاة ميكيلا عام 1855م ، اتفق العديد من السكان المحليون على عدد من المشاهدات ، لشبحها وأنها لم تترك المنارة حتى بعد وفاتها ، ولكنها تتعدى على كافة الزائرين والحرس ، القابعين أمام المنارة ، مما دفع البعض للقول بأنها شبح عدواني ولا ترغب في بقاء أحد بمنارتها .وبقيت بقع الدماء ، التي خلفتها جريمة قتل زوجها ، حتى تم تجديد المنارة ولكن كلما كان يتم إزالة تلك البقع ، كانت تظهر مرة أخرى من جديد! وقد تطوع البعض لإزالة تلك البقع ولكن دون جدوى ، بالإضافة إلى حدوث هجمات متكررة من شبح ميكلا ، على الزوار أو من يقتربون من المنارة ، مع سماع أصوات خافتة وهمس في المكان ، وكأنها تقل لهم ها أنا أراكم! كما سمع البعض صوت أنفاسها أثناء صعودهم على درج المنارة ، حتى أنهم قد شعروا بها تلحق بهم في كل خطوة .دارت بعض الأساطير والروايات بشأن المنارة ، التي تحولت فيما بعد إلى متحف ، حيث تناوب على حراستها حوالي أحد عشر حارسًا ، في الأعوام من 1863م و1886م ، حيث قتل منهم حوالي تسعة أفراد في ظروف غامضة ! بينما فر الباقون لينجو بحياتهم من هذا الشبح الغاضب .ومما لا شك فيه أن أرواح الماضي ، خاصة المعذبة منها ترفض الرحيل من الأماكن التي سكنتها ، وعاشت بها لفترة طويلة من الوقت ، وشبح بينساكولا مازال يجوب أرجاء المنارة حتى يومنا هذا ، ولكن تحولت المنارة مؤخرًا إلى متحفًا ومزارًا سياحيًا ، فإذا كنت تجد في نفسك الشجاعة ، قم بزيارة السيدة ميكيلا الغاضبة بنفسك .