كان كاريل تشسمان في الـ27 من عمره عندما اتهم بخطف فتاتين ، وحُكم عليه عام 1948م بالإعدام ، وفقاً لقانون ولاية كاليفورنيا ، وكانت هذه الولاية قد أصدرت قانوناً بإعدام الخاطف ، وذلك بعد حادثة خطف ابن الطيار المشهور لندنبيرغ ، غير أن الخطف يعني طلب فدية وإلحاق الأذى بالمخطوف .دفاع المتهم :
حاول تشسمان دون جدوى تبرئة نفسه من التهمة فقال : بأنه بريء ، وأن الفتاتين خلطتا بينه وبين الخاطف الحقيقي ، ثم قال : بأنه على افتراض أنه هو الخاطف ، فإنه لم يطلب فدية ، ولم يلحق الأذى بالفتاتين .المدعى العام :
غير أن المدعى العام قال : بأنه أخذ من إحدى الفتاتين 5 دولارات ، وأنه نقل الفتاتين بسيارته رغماً عن إرادتهما ، وهذا يكفي لتأكيد تهمة الخطف .السجن والتغييرات :
بقي تشسمان في السجن لمدة 12 عاماً ، تأجل خلالها تنفيذ حكم الإعدام 9 مرات ، وشهدت خلالها الأمة ازدهار موجة الروك آند رول ، وبدء الحرب الكورية وانتهائها ، علاوة على إرسال أول قمر صناعي إلى الفضاء ، غير أن تشسمان لم يضع وقته عبثاً خلال تلك السنوات ، فقد عمل على تثقيف نفسه ، وكتب ثلاثة كتب ذاع صيتها وبيعت نسخها على نطاق واسع .الصحافة والمتهم :
وفي ربيع عام 1960م ، ظهر تشسمان على غلاف مجلة التايم ، وشغلت قضيته الناس على جانبي المحيط ، في أمريكا وأوروبا على السواء ، وأخذ الناس يتحدثون عن مساوئ عقوبة الإعدام ويطالبون بإلغائها ، وكانت في ذلك الوقت تسع ولايات في أمريكا قد ألغت عقوبة الإعدام ، كما كان حاكم كاليفورنيا آنذاك ، براون ، يتطلع إلى إلغاء تلك العقوبة بدوره .تأجيل حكم الإعدام:
وعندما حان الموعد الأخير لتنفيذ حكم الإعدام في تشسمان ، أجّله الحاكم 60 يوماً أخرى ، وخلال تلك الفترة دارنقاش طويل بين مؤيدي عقوبة الإعدام ، ومعارضيها من أعضاء مجلس الولاية .الاحتجاجات على حكم الإعدام :
وقبل موعد تنفيذ حكم الإعدام والذي كان مقرراً في 2 مايو 1960م ، تجمعت مظاهرات الاحتجاج على إعدام تشسمان خارج سجن الولاية ، وكان من بين المحتجين الممثل الناشيء مارلون براندو ، كما أن حاكم الولاية تلقي سيل من العرائض التي تطالب بعدم إعدام تشسمان ، وبإلغاء عقوبة الإعدام بشكل كلي ، وكان بين الموقعين على تلك العرائض شخصيات معروفة أيضاً مثل بارجيت باردو ، وبابلو كاسالس ، والدكتور ألبرت شويتزر.القرار :
وقبل تنفيذ العقوبة بـ 12دقيقة فقط ، توصل المجلس الأعلى لولاية كاليفورنيا إلى إلغاء عقوبة الإعدام ، في الولاية بأربعة أصوات ضد ثلاثة ، وعند صدور القانون أسرع القاضي في سان فرانسيسكو ، بتكليف سكرتيره بالاتصال هاتفياً ، بسجن سان كونتين ، لإيقاف تنفيذ عقوبة الإعدام في المتهم تشسمان .سبق السيف العزل:
غير أن السكرتير اتصل برقم خطأ ، وفي هذا الوقت كانت إجراءات الإعدام ، قد بدأت ، وهكذا مات كاريل تشسمان ، في تمام الساعة الـ 10 صباحاً ، داخل حجرة الغاز في سجن سان كونتين ، وقد بكته الجماهير المحتشدة خارج السجن ، ونعته في اليوم التالي الصحف في أمريكا ، وكثير من بلدان العالم الأخرى ، وأبدت أسفها لإعدامه .اعترافات تشسمان قبل الموت :
وقبل موته كتب تشسمان عدة عبارات أكد بعضها على براءته فقال : لقد قمت خلال حياتي بعدة جرائم ، لكنهم يأخذون حياتي مقابل جريمة لم أرتكبها ، كما كتب يعبر عن رأيه في عقوبة الإعدام ، ويتمنى على المسئولين إلغاءها ، وطالب أنصاره ومؤيديه بمتابعة السعي ، لإلغاء هذه العقوبة المجحفة ، في كل مكان .