يعتبر السفاح جون كرستي من القتلة المتسلسلين الذي هزت جرائمه الرأي العام ببريطانيا ليس فقط بسبب بشاعتها ، ولكن لأنه بجانب ارتكابه جرائم قتل بشعة بحق ثمانية من الضحايا الأبرياء بينهم طفلة ، ولكنه أيضا تسبب بإعدام شخص بريء ، وقد ساهم جون بغير قصد في إلغاء عقوبة الإعدام ببريطانيا ، على الرغم من أنه تم إعدامه .إعدام بريء :
بدأت القصة حين توجه تيموثي إيفانز للشرطة للإبلاغ عن اختفاء زوجته بيرل وطفلته جيرالدين ، وحين حققت الشرطة معه شعر بالارتباك ثم أخبرهم أن زوجته قد توفت بسبب تناول الكثير من حبوب الإجهاض وقد ألقى بجثتها بإلقائها بالبالوعة الكبيرة أمام المنزل ، وأن السيد كريستي جاره بالطابق السفلي قد أرسل الطفلة لأحد أقاربه لرعايتها .فتوجهت الشرطة إلى المكان المحدد وبحثت عن الجثة لكنهم لم يعثروا على شيء ، سألت الشرطة تيموثي مجددًا عن مكان زوجته فأخبرهم أن جاره السيد كريستي هو من أعطاها حبوب الإجهاض أثناء وجوده بالعمل لأنه شكا له من عدم قدرته على رعاية طفل أخر .وتوجهت الشرطة لاستجواب السيد كريستي ، على الفور حين رأى الشرطة أخبرهم أن تيموثي هو من قام بقتل طفلته وزوجته ، بحثت الشرطة في جميع أنحاء المنزل حتى وجدت جثة الزوجة والطفلة ملفوفتين بملاءة وموضوعة داخل الغرفة المخصصة للغسيل بالمنزل .وعلى الفور تم اقتياد تيموثي للسجن ، وعلى الرغم من عدم توافر أدلة وإصراره على أنه بريء تم إعدامه بجريمة قتل زوجته وطفلته في 9مارس 1950م ، وتم إغلاق القضية التي شغلت الرأي العام .القاتل الحقيقي :
ولكن في الواقع لم تكن تلك هي نهاية القضية ، ففي عام 1953م قام السيد جون كريستي بترك منزله بعد أن رحلت زوجته للعيش لدى أقربائها ، وقام صاحب المنزل بتأجير الطابق العلوي الذي عاش فيه القاتل تيموثي وزوجته لمستأجرين جدد .وكان المطبخ بشقة تيموثي صغير فطلب المستأجر من صاحب المنزل أن يستخدم المطبخ بالشقة السفلى التي عاش بها جون كريستي ، حاول المستأجر الجديد إجراء بعد الترتيبات بحجرة المطبخ السفلية ، ولكنه حين أزاح أحد الواليب داخل المطبخ وجد المفاجأة .كانت هناك ثلاثة جثث موضوعة بفتحة داخل الحائط ، على الفور أتت الشرطة وقامت بالبحث داخل جميع أرجاء المنزل وبالفعل تم العثور على جثة تحت أرضية المنزل وجثتان بالحديقة وجميعهم لسيدات ، بحثت الشرطة عن جون كريستي في كل مكان وتم القبض عليه بعد عشرة أيام ، بعد التحقيق معه أعترف جون كريستي بجرائمه والتي من ضمنها جريمة قتل السيدة تيموثي وطفلتها .حيث أقنعها أنه يستطيع إجراء عملية إجهاض لها ، وقد خدعت بيرل وزوجها بمظهر كريستي الذي بدا ودودًا ومسالمًا وحين نزلت إلى منزله قام بالاعتداء عليها ثم خنقها واعتدى عليها مجددًا ، وبعد أن انتهى منها توجه للطفلة وقام بلف ربطة عنق حول رقبتها وخنقها حتى الموت .أما ضحيته الأولى فكانت فتاة مهاجرة نمساوية تدعى روث فرست وكانت تعمل بأحد المصانع ، تعرف عليها كريستي عام 1943م ، واستغل حاجتها إلى المال واستدرجها لمنزله أثناء سفر زوجته ، وقام بخنقها في الفراش ثم قام بدفنها في حديقة منزله .أما الضحية الثانية وتدعى موريل ايدي فقد كانت زميلته بالعمل ، وكانت تشكو من آلام في صدرها فأقنعها كريستي أنه يستطيع علاجها ، وأثناء غياب زوجته اصطحبها لمنزله استخدم الغاز لجعلها تغيب عن الوعي واعتدى عليها ثم خنقها مثلما فعل مع السيدة تيموثي جارته .أما ضحيته الرابعة فقد كانت زوجته ، وقد صرح كريستي بأنه قتلها ليريحها من آآلام المرض التي أصبحت لا تفارقها ، ثم دفنها تحت أرضية المنزل ، وفي مطلع عام 1953م وعلى مدار شهرين استدرج كريستي ثلاثة فتيات أخريات ، وفي كل مرة كان يغتصب الضحية ويقوم بخنقها وقد وضع تلك الجثث الثلاثة داخل فتحة في أحد جدران المطبخ وقام بوضع دولاب المطبخ أمام الفتحة .وحين أصبحت الرائحة داخل المنزل لا تطاق هجر كريستي المنزل ، ليعيش بأحد الفنادق وقد أخبر الجميع أن زوجته قد رحلت إلى منزل أهلها ، لتحظى برعايتهم أثناء فترة مرضها .وبعد محاكمة قصيرة تم إعدام جون كريستي على جرائمه في 22 يونيو 1953م ، وفي عام 1966م تم إقامة محاكمة جديدة لتيموثي إيفانز وتم تبرئته من تهم القتل ، ولكن ما الفائدة إذا كان قد مات بالفعل ، وقد كانت تلك القضية سببًا رئيسيًا في إلغاء عقوبة الإعدام بإنجلترا.