كم من جرائم ارتكبت بحق البعض من البشر ، ولم يتم الكشف عنها بسهولة وذهبت طي الكتمان ، وبقيت في صورة ألغازًا محيرة للجميع ، ولكن هناك بعض القص التي ارتبطت بأرواح معذبة وتئن من أجل القبض والانتقام من قاتلها ، ولعل قصتنا هذه هي إحدى القصص المثيرة في هذا العالم .زونا شو ، سيدة عزباء وأمًا لطفلة من زواج غير شرعي ، تبلغ منتصف العشرينات من عمرها ، كانت زونا فتاة طائشة ولا تستمع إلى كلام والديها بسهولة ، مما جعلها تقع في العديد من المشكلات أولها كان زواجها غير الشرعي ، وثانيًا إنجابهما طفلتها نتيجة هذا لزواج المختل ، وثالثًا هو ما أوقعت به نفسها عندما التقت بإدوارد ، إدوارد شاب غريب الأطوار لا أحد يعلم ماضيه ولا من أين أتى ، ولكنه كان لطيفًا إلى حد ما واستطاع أن يكتسب ثقة الكثيرون ، ومن بينهم زونا تلك المرأة العزباء الجميلة ، والطائشة أيضًا.تعرفت زونا إلى إدوارد في حفل أقيم بالبلدة وأخبرها أنه أتى من قرية مجاورة لبلدتهم بحثًا عن عمل ، والذي سرعان ما حصل بالفعل على فرصة عمل في مجال الحدادة ، واكتسب ثقة أهل البلدة نظرًا لدماثة خلقه ، لم يمر سوى وقت قصير جدًا ، وتزوجت زونا من إدوارد خلال أسبوعين من تعارفهما ، وسط اعتراض قوي من عائلتها وعدم رضاء والدتها تحديدًا عن تلك الزيجة ، فهم لا يعرفون عن إدوارد سوى ما أخبرهم به.في أحد الأيام ، أخبر إدوارد صبيه الذي يعمل في ورشته ، بأن يذهب لمنزله ويطلب من السيدة زونا إحضار غرضًا ما له ، وعندما ذهب الصبي إلى المنزل وطرق الباب عدة مرات ، انفتح الباب فلم يكن مغلقًا بشكلٍ جيد ، هنا دخل الصبي إلى المنزل ليجد السيدة زونا قد ارتمت أعلى السلم فظنها فاقدة الوعي .فانطلق راكضًا إلى منزله وأخبر والدته ، التي ذهبت واستعدت طبيب البلدة واتجهوا جميعًا إلى المنزل ، ليجدوا السيد إدوارد وقد حمل زوجته إلى غرفتها وبدل ثيابها بفستان طويل ومزركش وذو رقبة مرتفعة ، الأمر الذي أثار ضيق الأهل والجيران ، فقد كان من المعتاد أن تغّسل السيدة وتكفّن بواسطة النساء الأقارب ، ولكنهم صمتوا إزاء بكاء إدوارد ونحيبه المتعالي على زوجته ، وما أن دخل الطبيب إلى الغرفة وبدأ بفحص السيدة زونا ، حتى أجهش إدوارد ببكاءٍ مرير فلم يستطيع الطبيب القيام بعمله ، وعندما هم بإنزال ياقة الفستان إذا بإدوارد يجهش بالبكاء أكثر ويطلب منه أن يرحم زوجته ويدعها ترتاح ، فلم يتمالك الطبيب نفسه وخرج معلنًا وفاتها .ما تلى ذلك كان أكثر غرابة ، فقد أصر إدوارد على أن تُدفن زوجته بفستانها الذي ألبسها إياه ، مدعيًا أنها كانت تحبه ، ووضع خمارًا على جثتها غطى من رأسها وحتى قدميها مع وضع وسادة تحت رأسها داخل النعش ، حتى ترتاح الزوجة في رقدتها!ذهبت عائلة زونا إلى منزلها ، وأخذت والدتها الملاءة التي غطتها بها في فراشها لغسلها ، وما أن ذهبت إلى المنزل حتى وضعت الملاءة بالمياه ، فتحول الماء إلى اللون الأحمر القاني في مشهد أشبه بالدماء ، ثم عادت إلى لونها الطبيعي مرة أخرى من تلقاء نفسها ، هنا أدركت الأم الثكلى أن ابنتها قد ماتت مقتولة ، وبالطبع لم يكن هناك أدنى شك سوى في زوج ابنتها الذي كانت تلقبه بالشيطان فالعلاقة بينهما لم تكن جيدة من الأساس .ظلت الأم تدع الله أن تأتي ابنتها إليها لتحكي لها عن قاتلها ، وعقب مرور أربعة أسابيع ، رأت الأم وكأن سقف المنزل يضئ بنور مبهر فأغمضت عينيها وعندما فتحتهما وجدت ابنتها تقف أمامها ، وروت لها بأن ليلة مقتلها ذهب زوجها إلى المنزل .وكان قد اعتاد على ضربها والعنف لمفرط بحقها ، وأثناء تناوله العشاء نهض هائجًا ومدعيًا بأنها قد وضعت له لحم أقل مما ينبغي بطبقه ! فقام بخنقها بكلتا يديه حتى كُسر عنقها وفارقت الحياة ، ثم عاد يستكمل عشاءه وكأن شيئًا لم يحدث ، وأدارت زونا رأسها لتري أمها كسر عنقها ، فأصبح وجهها تجاه ظهرها ، وسطع الضوء مرة أخرى ، واختفت زونا .ذهبت الأم الثكلى إلى المأمور وأخبرته بشأن ما رؤيتها ، وطلبت إعادة فتح التحقيق في مقتل ابنتها ، وأمام شهادة الطبيب بأنه لم يكن قد أستكمل فحصه للجثة ، أمر المحقق بإعادة فتح القضية وتشريح الجثة نظرًا لما حدث من قصور تجاه واقعة وفاة مشكوك بأمرها .وبالفعل تم تشريح الجثة وتبين أنها قد قتلت خنقًا ، وتطابق ما تم إيجاده من دلائل مع رواية الأم ، وألقي القبض على إدوارد الذي تم الكشف بأنه قد تزوج مرتين قبل زونا ، واحدة طُلقت لسوء المعاملة والعنف الأسري ، والأخرى توفت في ظروف غامضة ، فتم إدانته والحكم عليه بالسجن مدى الحياة ، ولكنه توفى في السجن عقب مرور ثلاثة أعوام إثر إصابته بمرض غامض ، ودُفن إلى جوار سور السجن.