يتفنن العديد من القتلة والسفاحين بأساليب مميزة لكل منهم ، فتارة نجد من يترك خلفه علامة واحدة مميزة له مع كل ضحية ، حتى يعلن أنه هو من قام بها ، وتارة أخرى نجد من ينفذ جريمته بأسلوب واحد يدلل أيضًا عليه هو بحد ذاته ، ولكن دون أن يكشف كلا منهما ستره ويفضح هويته ، ولكن هل سمعت أو قرأت من قبل عن قاتل يأخذك معه أثناء ارتكابه للجريمة ؟ قاتل قرر أن يدعك تشاهد ما فعل دون أن ينسب له أحدهم شيئًا لم يقم به ، بكل فخر وتيه.البداية
في أحد الأيام بعام 2012م ، فوجئ مستخدمي موقع الصدمات الكندي ؛ وهو موقع متخصص بعرض الروايات والقصص والفيديوهات الصادمة ، بمقطع مدته 11 دقيقة كان هو الأكثر مشاهدة وصدمة للمستخدمين ، حيث ظهر بالفيديو المنشور شاب بملامح آسيوية مقيد إلى فراش ومعصوب العينين وكأنه لايدري أين هو ، ثم ظهر خلال المقطع أحد الأشخاص يرتدي ملابس سوداء اللون تغطي وجهه فلا يمكنك أن تراه بدقة.مع بداية المقطع تشاهد هذا الشخص الغامض وقد بدأ في قطع رقبة الضحية ، من اليمين إلى اليسار بكل هدوء على أنغام الموسيقى بالذبح كما حدث في بداية فيلم ، أمريكان سايكو ، ثم قام بتغطية وجه الضحية بقميص أسود اللون وأحضر معولاً يتم تكسير الثلج به ، وبدأ يضرب به صدر الضحية وبطنه ، لعدة دقائق .توقف القاتل قليلاً ثم بدأ في تقطيع لحم ضحيته ، بالفخذ والذراعين ، ثم لعله شعر بالملل فقام بقطع رأس ضحيته بالسكين ، ثم أمسك بها أمام الكاميرا ليشاهد المستخدمين ما حدث واستعرض أمام الكاميرا بعدما حملها ما فعله بالضحية ، ثم بدأ مرة أخرى في تقطيع أطراف الضحية وأخذ يمثّل بالجثة يمينًا ويسارًا ، إلى أن انتهى منها ليبدأ في شذوذ جديد .بدأ القاتل في ممارسة الرذيلة والشذوذ مع بقايا الضحية ، ليستمر بذلك في أفعاله الشنعاء وبعد أن أنهكه التعب قام بالتهام مؤخرة الضحية ، هو وكلبه الذي لم يشاركه هذا الطعام بل اكتفى بالوقوف ساكنًا .بعدما انتهى المجرم من طعامه ، قرر أن ينهي الفيديو بمقطع أكثر صدمة للمشاهدين ، فقد أخذ ذراع الضحية اليسرى وقام بالاستمناء بها حتى انتهى وأنهى الفيديو الذي تم تعديله ، لكي لا يستغرق أكثر من 11 دقيقة.عقب انتهاء هذا المقطع ، انهالت بلاغات ضخمة للغاية لشرطة تورنتو بشأن المقطع ، ولم تكن مهمة رجال الشرطة بسيطة ، فالمقطع لم يُظهر أي علامة أو دليل يصلون من خلاله إلى القاتل أو مكانه ، وهنا بدأ رجال الشرطة في البحث عن هوية الضحية ؛ والذي كان من السهل التعرف عليه ، واكتشف رجال الشرطة أنه طالب صيني يدرس الهندسة في جامعة كونكورديا.الإيقاع بالقاتل :
زادت الضغوط على رجال الشرطة عندما تمادى معهم القاتل ، وأرسل لهم طردًا به القدم اليسرى للضحية ، وأرسل طردًا مماثلاً لحزب المحافظين الكندي وبه اليد اليمنى للضحية ، وهو أحد أكبر الأحزاب بالدولة .تلا ذلك ، إبلاغ أحد حراس العقارات عن توصّله لجذع بشري ملقى في مكب النفايات الخاص بالعقار ، فقام رجال الشرطة بفحص المكب وتفتيش العقار كاملاً ، ولكن ما أرشدهم على الجاني هو كاميرا المراقبة الخاصة بالعقار ، والتي سجلت من قام بإلقاء تلك البقايا البشرية في المكب ، وأظهرت وجه القاتل وتم التعرف عليه ، وهو لوكا ماجنوتا .لوكا ماجنوتا :
لوكا هو ابن لزوجين قد انفصلا منذ صغره في عام 1982م عقب ولادته ، وتركت مهمة رعايته لجدته ، وفي عام 2002م بدأ العمل كراقص تعري ، ثم أعقب ذلك بعام ظهوره كبطل أفلام إباحية ، وكان يحمل اسك إيريك ، حتى تم إلقاء القبض عليه في بعض قضايا النصب ، وما انتهى منها حتى بدّل اسمه إلى لوكا ماجنوتا.كانت أفعال لوكا طوال حياته تتسم بالعنف والاضطراب ، فقد أخذت صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي تتسم بالعنف ، وقام بنشر فيديو لنفسه لا يظهر فيه وجهه وهو يقوم بقتل قطتين صغيرتين بالاختناق ، وبالفعل أخذ نشطاء حقوق الحيوان بالبحث عنه طويلاً ، وكادوا أن يصلوا له خاصة بعد إبلاغ أحدهم عن تطابق ملابس لوكا مع تلك التي ظهر بها الشخص في الفيديو .وما أن ابتعدت الشكوك عنه ، حتى ارتدى ملابس بابا نويل ونشر لنفسه مقطعًا آخر ، وهو يطعم قطة صغيرة لثعبان عملاق ، وظل البحث جاريًا عنه بواسطة نشطاء حقوق الرفق بالحيوان ، إلى أن جذب انتباه المستخدمين بفيديو آخر وكان هو من علّق عليه حتى ينتشر ، وكان الفيديو بعنوان معتوه واحد ومطرقة الثلج ، وذلك قبل أن ينشر فيديو جريمته بعدة أيام.الفرار :
عقب أن تم التعرف على لوكا ، تم تعميم صورته الشخصية وإبلاغ الإنتربول بالقبض عليه ، نظرًا لأنه قد هرب إلى فرنسا في نفس اليوم الذي نشر به المقطع ، وعلم لوكا بملاحقة الشرطة له من أجهزة الإعلام ، فاستقل حافلة نحو ألمانيا ، ولكن تم إلقاء القبض عليه وترحيله تمهيدًا إلى محاكمته بكندا .النهاية :
تمت المحاكمة على مدار 12 أسبوعا متواصلاً ، حيث اتضح أن المجرم والضحية جمعتهما علاقة جنسية شاذة من قبل ، وظل سبب القتل غير مبرر ، وقدم دفاع لوكا أوراقًا تثبت أنه مضطرب عقليًا ، ولكن المحكمة نفت ذلك ولم تأخذ به ، وتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة .