قصة منظمة صناع الملائكة

منذ #قصص بوليسية

منظمة صناع الملائكة هذا ليس اسم لمجموعة من الممرضات أو المشتغلات بالأعمال الخيرية أو خدمة المجتمع ، ولكن هذا الاسم أُطلق على أغرب منظمة نسائية عرفها العالم ، وعلى عكس جميع المنظمات النسائية لم يكن هدف تلك المنظمة مساعدة الفقراء أو جرحى الحرب ، ولكن تلك المنظمة تعتبر أخطر مجموعة للجريمة المنظمة عرفها العالم ، حيث قامت تلك المجموعة بقتل ما يزيد عن ثلاثمائة شخص ، فما هي قصة تلك المنظمة العجيبة ؟.اعتقد البعض أن قصة منظمة صناع الملائكة قصة خرافية ولكنها أحداث حقيقية حدثت في إحدى البلدات المجرية وتدعى ناجرييف ، دارت تلك الأحداث في الفترة بين عامي 1914م إلى 1929م ، حيث كانت الفتيات في تلك الفترة يتم إجبارهن على الزواج من قبل أهاليهن دون الرجوع لهن أو أخذ موافقتهن ، كما أن الطلاق في ذلك الوقت لم يكن متاح .كما أن الزوجات كانوا يلاقين معاملة سيئة من قبل الأزواج ويجبرن على القيام بأعمال المنزل ، وأعمال الزراعة ، بينما الزوج جالس وربما يتناول الخمر ، كما أنه من حقه أن يضرب زوجته لأتفه الأسباب .وربما قد شكلت فترة الحرب العالمية الأولى فرصة لهؤلاء النسوة للنجاة من هذا المصير ، حيث ذهب الكثير من رجال القرية لجبهات القتال ، ونالت النساء أخيرًا قدر من حريتهن ، ولكن هذا الوضع لم يستمر طويلًا حيث انتهت الحرب وعاد الرجال للقرية وعادوا لمعاملة السيدات بنفس الطريقة السابقة .ولذلك قامت إحدى سيدات القرية وتدعى مدام فازيكاس بوضع حد لمعاناة هؤلاء النساء ولكن بطريقة لم تكن تخطر على بال أحد ، كانت السيدة فازيكاس قد أتت إلى القرية عام 1911م بصحبة زوجها ، الذي سرعان ما اختفى في ظروف غامضة .وكانت السيدة فازيكاس تعمل قابلة وقد تم تقديمها للمحاكمة عشرة مرات ما بين عامي 1911- 1921م  بتهمة الإجهاض ، حيث كانت تقوم بعمليات إجهاض لنساء القرية ، ولكنها في كل مرة كانت تفلت من العقاب .استطاعت مدام فازيكاس إقناع إحدى سيدات القرية بوضع حد لمعاناتها عن طريق وضع السم لزوجها ، وقد أعطتها قارورة تحتوي على سم الزرنيخ ، كانت مدام فازيكاس كانت قد استخلصته من أشرطة كانت تباع لقتل الذباب ، حيث كانت تقوم بنقعها في الماء فيذوب الزرنيخ الموجود بداخلها في الماء .تكررت حوادث موت الأزواج في القرية دون أن يلاحظ أحد ، ومع الوقت اتسعت دائرة الجرائم  لتشمل قتل الأباء أيضًا ، فبعض السيدات قد قامت بقتل والديها لأنهم يزعجونها أو لترثهم ، كما أن بعض السيدات قد قمن بقتل أبنائهن أيضًا من أجل التفرغ للعشيق ، وبعض السيدات كانوا يقتلن عشيقهن لاستبداله بأخر .وكانت كل تلك الجرائم تتم تحت رعاية وبتنسيق من مدام فازيكاس التي كانت تبيع الزرنيخ للنساء مقابل عشرون دولار للقارورة ، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت ، وقد كان الشخص المسئول عن استخراج تصاريح دفن الموتى قريبًا لمدام فازيكاس ولذلك كانت تصاريح الدفن تستخرج دون إجراء أي تشريح للجثة .كشف سر الجريمة :
ظلت جرائم مدام فازيكاس محصورة داخل قريتهم وقد كانت الكثير من نساء القرية متواطئات في تلك الجرائم ولذلك لم يتم الكشف عن تلك الجرائم إلا عن طريق الصدفه ، فقد طفت إحدى جثث القتلى على شاطئ إحدى البحيرات ببلدة مجاورة لبلدة ناجرييف وقد وجدها أحد طلاب الطب وقد وجد فيها بغيته حيث قام بتشريحها فاكتشف أن الجثة مليئة بالزرنيخ .لذلك توجه الطالب على الفور إلى الشرطة وقام بالإبلاغ عن الجثة ، بعد أن توصلت الشرطة لصاحب الجثة ، ومن خلال التحقيقات ظهرت شبهات حول موت الكثير من رجال قرية ناجرييف ، قامت الشرطة بنبش مجموعة كبيرة من القبور لتكتشف أن الزرنيخ موجود في العديد من الجثث .قامت الشرطة بإلقاء القبض على مائة سيدة من سكان القرية ، وعلى الرغم من أن معظمهن قد حاولن الإنكار ، إلا أن اعتراف بعضهن كان كفيل بفضح أمر باقي أفراد المنظمة ، وقد حكم على 8 سيدة منهن بالإعدام ، و7 بالمؤبد ، و11 سيدة حصلن على أحكام بالسجن .أما الرأس المدبر للجرائم مدام فازيكاس فقد قامت الانتحار بتناول الزرنيخ حين أتت الشرطة للقبض عليها ، وعلى الرغم من انتهاء جرائم القتل إلا أن سمعة سيدات قرية ناجرييف ظلت سيئة ، أما الرجال فأصبحوا أكثر وداعة من زي قبل .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك