أصيب الديك بمرض خطير ، تسبب عنه فقدان ألوانه الزاهية الجميلة ، وصار ريشه بدون ألوان تجمله ، فأصبح شكله قبيح ، ولم يعد جذابًا كما كان من قبل ، وكان الديك يبكي كثيرًا على ما أصابه ، ويحزن على حاله ، لكن كان ينهي ألمه بقوله : الحمد لله فهذا قضاء الله .سمعت الزهرات الطيبات الموجودة في المزرعة صوت بكاء الديك وحزنه ، فاقتربت نحوه وقالت له الزهرة الحمراء : ما الذي يحزنك يا ديك ، ولماذا تبكي ؟ ، قال لها الديك وصوته حزينًا : كنت أتمنى أن يعود ريشي للونه الجميل مرة أخرى ، لأصبح جميلًا كما كنت ، فقد كان عرفي وصدري باللون الأحمر الجميل مثل لونك أيتها الزهرة الحمراء ، وكانت بطني باللون الأصفر مثل لونك أيتها الزهرة الصفراء الأنيقة ، وكان ذيلي باللون الأزرق مثل لونك أيتها الزهرة الزرقاء البديعة ، فكم كنت جميلًا ، أما الآن فقد صرت قبيح المنظر .وظل الديك يبكي وهو يشعر بالحسرة على حاله ، فقالت الزهرات الطيبات : لا تحزن يا ديك ، هذا قضاء الله ولكن سوف نحاول مساعدتك جميعًا ، حتى تعود كما كنت من قبل صاحب أجمل ريش في المزرعة .وأخذت الزهرات الثلاثة ذات الألوان الزاهية يتشاورن سويًا كيف يساعدن الديك حتى يصبح سعيد ، فقالت الزهرة الصفراء : لدي فكرة رائعة ، وهي أن تقوم كل واحدة منا بتلوين جزء من جسم الديك بلونها ، فأنتي يا زهرة يا حمراء لوني عرفه وصدره بلونك الأحمر الجميل ، وأنتي أيتها الزهرة الزرقاء لوني ذيله وبطنه ، وأنا سوف ألون ما تبقى من ريشه بلوني الأصفر الرائع .وبالفعل أخذت الزهرات الطيبات يلونون الديك بجد ونشاط ، وبعد مرور ساعة أصبح الديك ذات ألوان جميلة وزاهية ، فرح الديك وقال : لقد أصبحت أجمل طائر في المزرعة ، شكرًا لكم أيتها الزهرات الطيبات ، لولا مساعدتكم لي بألوانكم الزاهية لظللت طائر قبيح.فقالت الزهرات الطيبات : لا شكر على واجب يا ديك ، فهذا واجب على كل صديق تجاه صديقه ، فيجب أن يساعد صديقه في وقت الشدة بكل ما يستطيع ، وانصرف الديك سعيدًا وممتنًا ، لصديقاته الزهرات الطيبات على معروفهن معه.