في إحدى الغابات ، كان يعيش القرد ميمون مع أمه ، وكان القرد ميمون يحب اللعب والحركة والقفز ، وفي أحد الأيام وبينما القرد ميمون جالسًا فوق فرع الشجرة ، رأى سلحفاة تسبح في مياه النهر ، فقال ميمون في نفسه : ما أحلى السباحة لابد أن أقلد تلك السلحفاة وأسبح في النهر مثلها .ونزل ميمون في النهر وهو لا يعرف السباحة ، وكاد يغرق فأخذ يصيح ويقول : أنقذوني إني أغرق ، وسمعت أم ميمون صوت استغاثة ابنها القرد ميمون ، فركضت مسرعة حتى وصلت إلى شط النهر ، وأحضرت جذع شجرة طويل ، وأمسكت بأحد أطرافه ، وطلبت من ميمون أن يمسك بالطرف الآخر .وفعل ميمون كما أمرته أمه وجذبته وأنقذته ، فقالت له أمه : لماذا نزلت إلى النهر وأنت لا تعرف السباحة ؟ ، فقال لها : لقد رأيت السلحفاة تسبح في النهر بمهارة ، فأردت أن اقلدها واسبح مثلها ، فردت أمه وقالت : إن الله جعل الحيوانات مختلفة في الشكل ، ولكل منها صفات تميزه ، فلا تحاول أن تقلد غيرك حتى لا تصاب بضرر ، وكن كما خلقك الله.اعتذر ميمون لوالدته ، ووعدها بأنه لن يقلد أحد من الحيوانات ، وبعد مرور عدة أيام كان ميمون يجلس على الشجرة يأكل الموز ، فنظر ووجد طائر جميل يقف على الفرع الآخر من الشجرة ، فألقى بالموزة عليه فخاف الطائر وطار بعيدًا .فقال ميمون : ما أجمل الطيران لابد أن أقلد هذا الطائر وأطير مثله عاليًا ، وفتح القرد ميمون ذراعيه ، وقفز من فوق الشجرة ، فسقط على الأرض وكسرت قدماه ويداه ، فقالت له أمه : أنت قرد متمرد يا ميمون ، لقد قلت لك أكثر من مرة لا تقلد الآخرين ، ومرت الأيام وشفي ميمون من جراحه وكسوره ونسي وصية أمه له .جلس ميمون على الشجرة يتأمل الحيوانات ، وأثناء ذلك مرت غزالة رشيقة أمام القرد ميمون ، وكانت تجري برشاقة وخفة ، فقال القرد ميمون : ما أجمل تلك الغزالة ، تجري برشاقة وسرعة فلابد أن أقلدها .وجرى ميمون خلف الغزالة مقلدًا قفزاتها ، فسقط القرد ميمون في فخ الصياد ، وقطع الفخ ذيل القرد ميمون ، تألم ميمون كثيرًا ، وظل يصرخ من شدة الألم وهو يطلب الاستغاثة ، أتت أمه وقالت له : كم أنا حزينة عليك يا ولدي ، لقد حذرتك أكثر من مرة أن لا تحاول أن تقلد الآخرين ، ولم تصغي إلى نصيحتي فنلت جزاءك .مغزى القصة:
أن يتعلم الطفل أن لكل مخلوق مميزات خاصة به حباها له الله ، وصفات مختلفة عن غيره ، فلابد أن لا يقلد الآخرين تقليد أعمى بدون استفادة.