في إحدى غابات الشمال الباردة عاشت مجموعة من الحيوانات في سلام زمنًا طويلًا ، وفي أحد الأيام قدم إلى الغابة مجموعة من الفئران وتظاهرت بالضعف والجوع ، وبعد مدة انتشرت الفئران في أنحاء الغابة ، ونشرت الفساد في كل مكان ، اشتكت حيوانات الغابة من الفئران ، فطلبت من ملك الغابة الأسد العجوز أن يخلصهم من الفئران ، استدعى الأسد جماعة من الفئران وأخبرهم بشكوى جميع الحيوانات منهم ومن فسادهم .فقال فأر خبيث للأسد : إن الفساد يجري في دمائنا وأرى أن ينقلنا الملك إلى شاطئ الزيتون البعيد عن الغابة ، قال الملك : ولكن شاطئ الزيتون ليس ملكي ، فأصحابه الحملان والغزلان والخيل العربية وبعض الصقور ، فقال الفأر الخبيث : يا مولاي لا نريد منك إلا الوعد بالمساعدة وسوف نتسلل نحن إلى شاطئ الزيتون ، وسنكون خير أعوانكم هناك.أعلن الملك وعده للفئران ، فبدأت تتسلل إلى السفن المتجهة إلى شاطئ الزيتون ، وهي تحلم بالدفء الجميل ، فرحت الفئران عندما رأت أرض الزيتون تظهر من بعيد وبدأت تستعد لدخولها ، وحينما وصلت إلى الشاطئ أخذت تلهو وتلعب وتعيث في الشاطئ فسادًا ، حتى أنها دمرت أغصان الزيتون.ولم تكتفي بهذا فبعد فترة أغارت الفئران على الشواطئ المجاورة وأخذت تفسد فيها ، وتسرق طعام الحيوانات الأخرى لنفسها ، ولم تخشى من شيء ، فقد كان وعد الملك لها هو ملاذها الأمن ، وحاولت الحيوانات أن تعيش في سلام مع الفئران ، ولكنها كانت دائمًا تنقض العهد ، وتخرب في الشاطئ ؛ وهكذا ظلت الفئران إلى وقتنا هذا ، تعيش وتمرح على حساب جيرانها من الحيوانات الأخرى ، وتفسد كل مكان تدخله ، فمن كان يجري الفساد في دمه ، لن يرضي بسواه بديلًا .