سوسن الفتاة الجميلة الطيبة ، كانت تعيش تلك الفتاة الجميلة برفقة والديها ، أبيها وأمها وكانت هي ابنتهما الوحيدة ، فسعدت وحظت بالكثير من التدليل والرعاية ، فكانت أمها تسهر على راحتها ، وتعلمها العمل المثمر المفيد ، مثل إعداد وطهي الأطعمة ، والخياطة وأعمال المنزل وابتكاراته المفيدة .كانت سوسن تعيش حياة هانئة وجميلة ، ولكنها كانت دائمة الشعور بأن هناك شيء ما ينقصها ، فهي لم تتزوج بعد ، مثل صديقاتها ولم يأت أحد لخطبتها ، منذ سنوات وبدأ سنها في التزايد تدريجيًا ، فكانت سوسن تجلس وحيدة بغرفتها ، وتبكي بشدة لأنها غير متزوجة ، وهي تحلم دائمًا بالبيت السعيد ، والأطفال الصغار المحبوبين بخفة ظلهم وشقاوتهم البالغة .وفي أحد الأيام توفت والدة سوسن ، فخيم الحزن على المنزل الذي تحول فجأة ، إلى كتلة من الصمت ولكن والد سوسن ، لم يرد لابنته أن تظل على هذا الحال ، فكان يداعبها ويهتم بها ، مثلما كانت تفعل أمها من قبل ، ولكن الأب والزوج المكلوم على فقدان زوجته ، لم يلبث أن نهش المرض جسده ، وصار الأب يفكر في مصير ابنته الوحيدة ، إذا ما لحق هو بزوجته وتركها وحيدة .تذكر الأب شيئًا مهمًا ، فطلب ابنته سوسن وأخبرها أن لديه خاتم سحري ، برفقة صديقه سلمان ، وكتم الأب شعوره بأن أيامه في هذه الدنيا ، أصبحت معدودة يشعر بها بشدة ، فطلب من سوسن أن تذهب إلى سلمان وتطلب منه الخاتم السحري ، الخاص بأبيها .علمت سوسن رسالة والدها إليها ، وشعرت هي الأخرى بدنو أجله ، فبكت كثيرًا وقالت له ، أنها لا ترغب في الخاتم هذا ، قدر رغبتها في بقائه بجوارها ، ولكن سلم الأب المكلوم روحه إلى بارئها ، وفارق الحياة تاركًا خلفه ابنته المسكينة ، تبحث عن سلمان وخاتمه السحري .بعد فترة من الحزن الطويلة ، بدأت سوسن في تنفيذ وصية والدها لها ، وأخذت تبحث عن صديقه سلمان في كل مكان ، ولكنها لم تستطع الوصول إليه بسهولة ، فبدأت الفتاة تشعر بالضجر واليأس أن تعثر عليه .خرجت سوسن للتنزه بالغابة القريبة من منزلها ، في أحد الأيام من أجل استنشاق بعض الهواء النقي ، فسمعت صهيل جواد قريب منها ، فنظرت حولها حتى رأت ، شابًا وسيمًا يمتطي حصانًا عربيًا أصيلاً ، وسألها عما تفعله وحدها بالغابة ، فأجابته أنها تبحث عن صديق لوالدها يدعى سلمان ، فكانت دهشتها أن الشاب أخبرها ، بأنه ابن سلمان وأخذها إلى والده .جلست سوسن برفقة الأب سلمان ، وروت له ما حدث معها ووصية والدها ، وطلبت منه الخاتم السحري ، فأجابها أن الخاتم لديه بالفعل ، ولكنه لن يستطيع أن يعطيها إياه ، سوى بعد أن تأتي بمخطوطة مكتوبة بماء الذهب ، وهذه الورقة سوف تجدها في أحد ثلاثة صناديق ، كلها متشابهة تمامًا .تعجبت سوسن من حديث صديق والدها ، وأخبرته أنها ليست على علم بأي من الصناديق الثلاثة هذه ، فأخبرها سلمان أن الصناديق الثلاثة موجودة في منزلها ، وأن والدها لم يخبرها بشأنهم حتى لا يبطل عمل الخاتم ، ولابد لها من الاعتماد على ذكائها ، حتى تتعرف إلى الصندوق الذي يحوي الورقة ، فأحد الصناديق الثلاثة يحتوي على المخطوطة ، بينما الاثنين الآخرين ، يحتوي أحدهما على عقرب ، ويحتوي الآخر على أفعى سامة ، ولابد لها ألا تخطيء حتى لا تعرض نفسها ، إلى الموت المحتوم .أخذت سوسن مفتاح الصندوق من سلمان ، وعادت إلى منزلها وهي تفكر في مصيرها ، وما يجب عليها أن تفعل ، إلا أنها بدأت بالبحث عن الصناديق بالفعل ، حتى وجدتها أسفل فراش أبيها ، وظلت تتأملهم بحذر شديد ، ثم وضعت أذنيها عليهم حتى تسمع صوت أي شيء يتحرك بالداخل ، وبالفعل سمعت سوسن بعض أصوات الخدش بداخل صندوقين منهم ، فقامت بفتح الثالث ووجدت المخطوطة بالفعل ، وانطلقت مسرورة إلى سلمان الذي منحها الخاتم ، وأخبرها أن تضعه في إصبعها ، وتمسح عليه وتطلب ما تريد .مسحت سوسن على الخاتم بالفعل ، وطلبت أن تحظى بزوج طيب القلب وحنون ، وأن يكن لها بيتًا هادئًا ، وبالفعل تحققت أمنية سوسن ، وعاشت حياة طيبة فيما بعد ، ولم يفارق الخاتم إصبعها أبدًا .