في يوم من الأيام بينما كان هناك كلب متشرد مستلق في ظل شجرة وإذ بعربة القمامة تمر أمامه وفجأة مرت العربة فوق حفرة في الطريق ، فاهتزت وسقطت منها قطعة كبيرة من اللحم ومن دون تردد ارتنى الكلب الجائع على قطعة اللحم فأكل منها القليل ثم قرر ادخار البقية للأيام المقبلة .فحفر حفرة تحت الشجرة حتى يخفيها فيها ولكنه عندما نظر إلى الأعلى رأى غربًا يراقبه وقال له لقد رأيتك فخاف أن يسرقها منه فحملها بين فكيه وغادر المكان باحثًا عن مخبئ أخر ، وفي الطريق اعترض سبيله كلب هزيل من شدة الجوع فسأله شيئًا من اللحم وقال بصوت هزيل أرجوك يا سيدي أعطني القليل من الطعام أسد به رمقي فلم يدخل شيئًا إلى معدتي منذ أيام .فقال له لقد حصلت على قطعة اللحم هذه بعد تعب شديد وأنت تريد الحصول على جزء منها بكل سهولة أذهب وأبحث لنفسك عن شيئًا للأكل بعيدًا عني ، واصل الكلب البخيل طريقه باحثًا عن مخبأ لقطعة اللحم وتاركًا السائل يعاني من شدة الجوع وبعد عدة أمتار التقى بكلبة وجرويها فسألته قائلة إن جواري يعانيان من شدة الجوع أرجوك يا سيدي أعطني القليل من الطعام وأنقذنا من موت محقق .لكن الكلب البخيل نهرها قائلًا أغربي عن وجهي وابحثي عن طعام لجرائك بعيدًا عني أنا أيضًا أحتاج للطعام حتى أعيش واصل الكلب البخيل طريقه متجاهلًا جوع الآخرين غير عابئ بمعاناتهم وقرر أكل بقية اللحم حتى لا ينافسه أحد فأخذ يبحث عن مكان هادئ يلتهم فيه الوليمة وفجأة رأى شجرة على الجانب الأخر من النهر فقرر عبور الجسر حتى يأكل قطعة اللحم في ظلها وبينما هو يعبر الجسر نظر إلى النهر فرأى صورته على صفحة الماء فظنها كلب معه قطعة لحم أخرى فدفعه الجشع إلى افتكاكها منه ولما فتح فمه للنباح سقطت قطعة اللحم في النهر .وهكذا نال الكلب البخيل جزاءه وخسر قطعة اللحم التي احتكرها لنفسه وحرم الآخرين منها ..