قصة الحطاب وسعلاة الجبل هي قصة من روائع قصص الأطفال العالمية اليابانية ، جمعها وصاغها توشيو أُوزاوا ، وهي حكاية من الحكايات اليابانية القديمة ، أو بشكل أدق هي خرافات يابانية في الأزمان الماضية ، التي يتم تعليمها للأطفال اليابانيين ، حتى نهاية المرحلة الابتدائية ، وتُروى القصة كالتالي :الحطاب والصلاة لإله الأجداد في الجبل :
كان يا ما كان في قديم الزمان في سالف العصر والأوان ، وفي بلد من البلدان حطّاب يذهب إلى الجبل كل يوم ، وكان قبل أن يدلف إليه ، يصلي لإله الأجداد .في يوم من ذات الأيام :
وفي يوم من ذات الأيام ، وصل وحده كالعادة إلى أعماق الجبل ، وراح يقطع بفأسه الضخمة ما يشاء من الأشجار ، وعند غياب الشمس ، قرر أن يبيت في كوخ هناك أثناء الليل ، وعندما اشتد الظلام ، تناهى إلى أذنيه بكاء طفل صغير في الجوار .غريب في الليل والظلام :
وما إن راح يتساءل ويقول : من الغريب حقًا ، أن يكون هنا في أعماق الجبل طفل يبكي ، حتى وصلت إليه امرأة جميلة جدًا ، وفي الخرج على ظهرها طفل صغير ، فدخلت الكوخ ، فقال لها : ما الذي جاء بك إلى أعماق الجبل في منتصف هذا الليل .الطفل الجائع :
أجابت : ضللت الطريق ، فانتابني الذعر والخوف ، وهذا الطفل يبكي من الجوع ، أليس لديك شئ من الطعام إذا سمحت .. ولما سألها : ماذا يحب أن يأكل ؟ أجابت : هذا الطفل يحب أن يأكل تلك الفأس الكبيرة ، التي بحوزتك .الحطاب وسعلاة الجبل :
وبلمح البصر ، ومن دون أن يلاحظ ، تحولت المرأة الجميلة ، جدًا إلى سعلاة جبلية مخيفة ، فأسرع وقدم لها الفأس وهو يرتجف من الخوف ، أمسك الطفل الصغير بالفأس وقرقشها بصوت مسموع ، ومع ذلك لم يتوقف عن البكاء .فأس صغير وفأس كبير :
قال الحطاب للسعلاة : ولكنه لم يتوقف عن البكاء!.. أجابت السعلاة : يريد أن يأكل فأسك الصغيرة أيضًا .. ذعر الحطاب ذعرًا لا يوصف ، وقدّم الفأس الصغيرة وهو يرتجف أكثر ، فقرقشها الطفل أيضًا بصوت مسموع .خوف شديد ورجل عجوز :
قال الحطاب لنفسه : والدور القادم سيكون دوري .. صار يرتجف ويرتجف ويرتجف ، يرتجف ويرتجف يرتجف ويرتجف ، ثم يفرك راحتيه بعضهما ببعض ويصلي ، ويصلي وإذا برجل عجوز أشيب تماما يطل من جهة ما .إله الأجداد :
وما كاد الحطاب يشعر بأن جسمه يتحرك فجأة ، حتى أصبح في قريته ، بل وفي بيته من دون أن يفهم أو يعي ، يقال أن من أنقذ الحطاب ، من التهام السعلاة له ، هو إله الأجداد الذي كان يصلي له دائما ، قبل الدخول إلى الجبل .