يُحكى عن أبي الرازي ، أنه قال : مررت بصبيان في طريق الشام ، يلعبون بالتراب ، وقد ارتفع الغبار ، فقلت : مهلا قد غبرتم .التراب في القبر :
فقال صبي منهم : يا شيخ .. أين تفر إذا هيل عليك التراب في القبر ؟ ، فغشي عليّ وأَفقت ، والصبي قاعد عند رأسي مع الصبيان يبكون .اسأل عقلك :
فقلت له : أعندك حيلة في الفرار من التراب ؟ فقال : أنا لا أعلم ، ولكن سل غيري ، فقلت : ومن غيرك ؟ قال : عقلك ..كيف تحمل النار ولا تحرقك :
يروى أنه دخل ولد صغير على فيلسوف كبير ، وطلب إليه أن يعطيه جمرة نار ، ولم يكن معه وعاء يأخذ فيه النار ، فتعجب من أمره ، وقال له : كيف تأخذ النار ، وأنت لم تأت بوعاء لها ؟التعلم من الصغير :
قال : جئت بالوعاء ، وغرف رمادًا ملء كفه ، وقال : ضع النار هنا ، أرأيت ما أحسن هذا الوعاء ؟ فتعجب الفيلسوف من فطنته وذكائه ، وقال : حقًا ، إن الإنسان العالم الكبير قد يحتاج للتعلم من الصغير .عدّ لي من واحد لعشرة :
يروى أيضًا أن رجل من احدى قبائل العربيه في الشام ، سأل ولد صغير ذكي : من الذي قبل لله .الولد الصغير الذكي التقي :
فأجابه الولد الصغير الذكي ، وقال : عدّ لي من واحد إلى عشرة لأجيبك ، فلما ابتدأ الرجل أن يعد ، قال له الولد : ماذا قبل الواحد .. وقال له الولد الذكي التقي : قل : الله الأول والآخر ، ليس قبله ولا بعده شئ ، فسرّ الرجل من ذكائه ومدحه على تقواه .فطنة ابن أمير المؤمنين :
ويروى أيضًا من حكايات عن ذكاء الأطفال ، عن فطنة ابن أمير المؤمنين ، فيحكي أن عمر بن عبدالعزيز ، رأى ولدًا له يوم عيد وعليه قميص خَلِق (ممزق) ، فبكى ! فقال له : ما يبكيك يا أبت .رضا الله :
فقال عمر بن عبدالعزيز رضيّ الله عنه : أخشى أن ينكسر قلبك في يوم العيد ، إذا رآك الصبيان بهذا القميص الخلق ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنما ينكسر قلبك من أعدمه الله رضاه ، أو عقّ أمه وأباه ، وإني أرجو من الله أن يكون راضيَا عني برضاك يا أبت .أغنى الناس :
فبكى عمر بن عبدالعزيز رضيّ الله عنه ، وضمه إليه ، وقبّله بين عينيه ، ودعا له ، فكان أغنى الناس بعد أبيه .