قصة الحطاب

منذ #قصص اطفال

يحكى  أنه في قديم الزمان عاش رجل صالح وكان له ثلاثة
أبناء وهم حامد وحمدان ومحمود ، وكان هذا الرجل فقيرًا في بداية حياته ، ولكنه
اجتهد وأخلص في عمله حتى أصبحت له تجارة كبيرة ، كما اشترى قطعة أرض كان يزرعها في
وقت فراغه من التجارة فتدر عليه دخلًا كبيرًا .وعندما
كبر الرجل جمع أبناؤه الثلاثة وقال لهم ، لقد كبرت يا أبنائي وأصبحت غير قادر على
العمل ، لذلك سوف أترك لكم كل ما أملك لتديروه بأنفسكم ، فقال محمود لأبيه : يا
أبي إنني أحب التجارة ، كما أني بارع فيها فلو أنك تركت لي تجارتك سوف أرعاها
وأنميها ، فوافق الأب ولكن اشترط على ابنه محمود ألا يغش أبدًا في التجارة ويخرج
أموال الزكاة عن الأموال في موعدها .وقال
حمدان لأبيه : يا أبي إنني أحب الزراعة ، فلما لا تترك لي الأرض لأزرعها وأرعاها ،
فقال له الأب حسنًا يا بني ولكن يجب أن تعمل بنفسك في الأرض ، وإذا استأجرت عمال
لمساعدتك في الزراعة ، فيجب أن تعطيهم أجورهم قبل أن يجف عرقهم كما أمرنا الرسول
الكريم ، ولا تنسى يا بني أن للفقراء حق في المحصول فيجب أن تخرج زكاة الزرع في
موعدها المحدد .أما
الابن الثالث حامد فقد كان لا يحب العمل ولا يجيد فعل شيء ، لذلك لم يسأل أبيه أن
يعطيه أي شيء ، فقام الأب بإعطائه بلطة قديمة كان يملكها ، وقال له خذها يا بني
لعلها تنفعك في يومًا ما ، نظر حامد إلى البلطة وقال لنفسه ما فائدتها ؟ ، وعندما
عاد إلى بيته ألقاها في أحد الأركان وتركها .ظل
الأخوان محمود وحمدان يعملان في التجارة والزراعة ، أما حامد فظل عاطل بلا عمل ،
وكان في البداية يطلب النقود من إخوته فيعطوه ، ولكن مع مرور الوقت تزوج الأخوان
وأصبح لكل منهما زوجة وأبناء ، ورفضوا يعطوا لأخيهم مزيد من الأموال .وأصبح
حامد لا يجد قوت يومه ، ففكر في طريقة يجني بها الأموال ، فلم يجد إلا أن يسأل
الناس ، ففكر أن يذهب ليقف بباب المسجد وينتظر خروج المصلين ويتطلب منهم المال ،
ولكنه عندما سمع الأذان تذكر أن أبيه كان يخبره دائمًا ألا يضيع صلاة الجمعة ،
فقرر أن يدخل ويصلي الجمعة أولًا ، وكان الشيخ يتحدث في خطبته عن فضل العمل ، وذكر
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه ” لأن يأذ أحدكم حبلًا
فيحتطب ، خيرًا له من أن يسأل الناس ، أعطوه أو منعوه ” صدق رسول الله صلى
الله عليه وسلم .تأثر
حامد كثيرًا بكلام الشيخ ، وبعد انتهاء الصلاة تذكر البلطة التي أعطاها له والده ،
فذب مسرعًا إلى منزله وقال لنفسه سوف أعمل حطاب ، وأخذ البلطة وذهب إلى الغابة
وبدأ يقطع الأشجار ، وفي البداية وجد العمل شاق وقد تشققت يديه من العمل ، فأخذ ما
قام بقطعه من الحطب وذهب إلى السوق فباعه بدراهم قليلة ، ولكنه اشترى بها طعام
وعاد إلى منزله .وبالرغم
من تعبه الشديد ، شعر حامد بالسعادة لأول مرة في حياته ، لأنه استطاع أن يكسب قوته
من عمل يده ، وفي اليوم التالي كانت يده خشنة وتؤلمه ، ولكنه لم يتراجع ، فأخذ
بلطته وذهب يجمع الحطب ، وفي هذا اليوم استطاع أن يجمع كمية أكبر ، وكان كل يوم
يجمع كمية أكبر من الذي سبقه ، حتى أنه استطاع أن يدخر بعض الأموال من بيع الحطب ،
واشترى حمارًا لينقل عليه الحطب إلى السوق .وكان
كلما زاد دخل حامد يتصدق على فقراء قريته حتى أحبوه كثيرًا ، أما أخويه فكانوا على
عكسه تمامًا ولم ينفذوا ما أمرهم والدهم به فمنعوا الزكاة وكانوا يتعاملون مع
العمال بطريقة فظة ولا يعطوهم حقهم كامل ، وكان الأخ الكبير يغش في تجارته .ومع مرور
الوقت ازدادت أموال حامد وتناقصت أموال أخويه ، وتزوج حامد ورزق بالأولاد أما
أخويه فقد أفلسا تمامًا ، فلم علم حامد بذلك ذهب لإخوته ، ولم يكن يحقد عليهم
لأنهم رفضوا أن يعطوه الأموال في السابق ، ولكنه كان يريد مساعدتهما .وقال
لهما أنهما لا يجب أن يكررا أخطاء الماضي فلا يراعوا حق المولى عز وجل ، وأن عليهم
أن يعملا ليكسبا من عمل يديهما كما أمرنا الله تعالى ورسوله ، واشترى لكل واحدًا
منهما بلطة ودلهما على طريق الغابة ليجمعا الحطب ، وفي نفس الوقت كان يساعد
أولادهما وينفق عليهم ، ولكنه أراد أن يتعلم إخوته أهمية العمل بما يرضي الله عز
وجل ، كما تعلم هو في السابق .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك