كان يا ما كان هناك لصُ يُدعى منير ، عاش منير في كوخ ليس ببعيد عن الطريق الرئيسي الذي يمر منه المسافرون في طريقهم إلى المدينة ولكنه لم يكن لصً عاديًا فقد كان يحتال دائمًا على المسافرين حتى يعطوه الممتلكات أثناء المرور ، وكان يحتفظ بممتلكاتهم في كوخه وأخر منير الأشياء الجميلة وكلما زاد عدد ضحاياه زادت الأغراض الجميلة التي يحتفظ بها .وذات يوم وبينما كان منير واقفًا على جانب الطريق مر به رجلُ برداء طويل وفخم وفضفاض اسمه عادل ولكنه لم يكن يعلم أن عادل كان ساحرًا وسار منير حتى وقف أمام عادل وتبسم له ، وقال له هل تمانع إذا رافقتك في نزهة صباحية فقال له عادل أنا ماض بالفعل في نزهة صباحية ، فرد منير حقًا ولكنك لم تشتري واحدة مني هل سرقتها أم أنك نسيت أن تدفع ، فقد مرت على عادل حيل شبيه بهذه وكان مستعدًا للرد على منير ففرد ذراعية وكانت أكمامه الواسعة تتأرجح للأسفل أمام ناظري منير وقال له أيها الشاب هل تدرك عدد الأشخاص الذي تأذوا بسببك بسبب سرقتك الصغيرة هذه فنظر منير إلى الساحر باسمًا وقال سرقة صغيرة .وقال سيدي أنت مخطأ فأنا أقنعتم لكي يدفعوا ما يدون به فقط ولم أسرق من أحد من قبل فرفع الساحر حاجبه حتى كادا يلتصقان بقبعته ، وقال له أنت بحاجة إلى درس يعلمك أثار أفعالك على الأشخاص الآخرين فظهر مشهد أمام منير في بيت مكون من غرفة واحدة وكان هناك مسافران منهكان وكانت الزوجة تتكئ برأسها على كتف زوجها وبينما تتقاطر الدموع من وجهها على قميصه وبين كل تنهدية وأخرى تقول أة لو أن ذلك اللص لم يسرق المال الذي كسبته من المزرعة لكنا اليوم قادرين على دفع الضرائب والبقاء في المنزل ، فنظر منير باستياء وغضب إلى الساحر وقال علي أن اقتات أنا أيضًا ليس خطأي كان عليه العمل بجد أكثر وتحولت عيناي الساحر إلى السواد الحالك كانتا أكثر سوادًا من غيمة عاصفة .وقال له لقد صرت مطلعًا على عواقب أفعالك ، ولا تزال غير نادم على شيء بعد هذا الفعل اللصوصي الوقح سوف ألقي عليك لعنة تجعلك تعيش عام كامل كحصان مزرعة وستعرف بعدها معنى أن تعمل بجد ، صُدم منير لأنه لم يعرف ما عليه فعله ، تابع الساحر وقال سنرى نتائج كل عملية احتيال صغيرة قمت بها على كل ضحية وسوف أقرر العقاب المناسب على كل عملية ورفع الساحر أكماله ثانية ليعرض مشهد أخر ، ظهر رجل يجلس خارج متجر وكان المارة يتجاهلونه أو يرمون إليه بالقطع النقدية الصغيرة واتضح لمنير بأنه رجل قد احتال عليه قبل مدة ليست بطويلة ، قال الساحر لقد سرقت حبوب هذا الرجل بينما كان في طريقه إلى السوق لم يتمكن من بيعها وتدنى مستواه حتى بدأ يتسول لكي يطعم عائلته ، فقال اللص إنه ما زال يجني المال من التسول وأصبحت أحواله جيدة .ومرة أخرى تحولت عين الساحر للون الأسود وقال أنت لا تزال غير مدرك لنتائج أفعالك بعد ما تنتهي المدة التي تقضيها كحصان ستلعن لتقضي سنة أخرى كنسر حتى تتعلم كيف تكون الحياة صعبة عندما تضطر للتسول إلى الآخرين ، أخفض منير رأسه ووعد نفسه أنه في المرة القادمة سوف يتظاهر بالندم ، وتأمل أن يخدع الساحر فيقرر عدم إلقاء لعنة أخرى عليه ، رفع الكم فظهر منير بكل تركيز فظهر مشهد أخر واضح وضوح الشمس كانت فتاة ترقد على فراش من القش ووجها للأسفل جاءها والدها يكاد ينفجر غضبًا كعاصفة رعدية وبدأ يصرخ عليها بأي صوته ، ماذا تعنين بأنك أضعتي كل أدويتنا دون تلك الأدوية لن نتحسن أبدًا ، قد نموت جميعًا .بكت الفتاة وقالت أنا آسفة يا والدي لقد احتال علي لص وأخذها مني أخبرني أنه سوف يدفع ثلاثة دنانير ذهبية مقابل الأدوية وكنت أعلم بأنها تساوي دينار ذهبي لذلك كنت أنوي أن أشتري المزيد وأن أشتري الطعام بالباقي ، وعندما ذهبت لشراء الدواء أخبرني البائع بأن الدنانير مزورة أخفض منير رأسه بعد رؤية المشهد ولم يشعر بأي ندم أو شفقة على تلك الفتاة ولكنه حاول أن يخدع الساحر وقال أنا أسف جدًا على ما فعلته سوف أزور العائلة وأعيد كافة الأدوية إليهم ، وتحولت عيناي الساحر للأسود للمرة الثالثة ، ورفع ذراعية للسماء وتجمعت الغيوم فوق رأسه وقال له هل تظن أن حيلك سوف تنطلي علي ، سوف تعيد كل ما سرقته لكل الضحايا لكن الندم لن ينقذك من مشكلتك معي سوف تقضي سنة ثالثة ملعون في صورة كلب رعي وعندها سوف تتعلم قيمة الأمانة ن معك وقت حتى تشرق شمس غد لتعيد كل المسروقات وغن لم تفعل سوف أضاعف العقوبات عليك .ثم اختفى الساحر في لمح البصر وتنهد منير بارتياح وصار إلى كوخه وجلس أمام الجدار وذهب في نوم عميق وصار يحلم بكل الناس الذين احتال عليهم ، وعندما استيقظ بدأت الشمس تشرق استند إلى الجدار حتى يتمكن من النهوض ، وبدأ يجمع الأغراض التي سرقها ويحضرها حتى يعديها إلى أصحابها وبينما يضع أول مجموعة من الأغراض في حقيبته ظهر الساحر وبدأ يوبخه ويقول له لقد أخبرتك بما عليك فعله ولم تنفذه ولهذا سوف تتضاعف عقوبتك لتقضي سنتين كالحصان وسنتين كالنسر وسنتين ككلب الرعي وأنا أضيف لك سنتين تقضيهم كحيوان كسلان لأنك تحب الكسل والنوم بدلًا من العمل بجد .وبطرقعة من أصابعه انتقل منير لمزرعة مزارع محلي ونظر للأسفل لم يجد غير الحوافر ، وخرج المزارع من بيته في الحال وأخذ منير للعمل في الحال في حراثة الحقول ، توقف منير رافض العمل فأخر المزارع سوطه وبدأ بضرب منير ، ومن أول ضربة بدأ يعمل وكان يعمل من الفجر حتى غروب الشمس وفي نهاية السنة الثانية عاد إليه الساحر وقال له أتمنى أن تكون قد تعلمت كيف يكون العمل الجاد ، ستبدأ الآن سنتين في صورة نسر وتحول منير لهيئة نسر ، رفرف بجناحيه وبدأ يحوم في السماء ، ولم يكن هناك طعام في الصحراء ، وقضي أيامًا يحلق في الأرجاء ويشتد جوعه وقضى السنتين يقتات على القليل القليل من الطعام ، وعاد إليه الساحر مرة ثانية في نهاية السنة الثانية .وقال له أتمني أنك تكون قد تعلمت ما تعينه للتسول من أجل العيش ستبدأ الآن سنتين تقضيهم ككلب راعي ، وتحول منير لكلب راعي صرخ المزارع عليه وقال له أين الخراف الضائعة هل يمكنك إيجادها وضربة من سوط المزارع أيقظته وجعلته يتحرك وأدرك أنه لا مفر من طاعة أوامر المزارع ، توجه إلى الخروفين وأعادهما إلى القطيع وكان كل يوم شاق عليه ويتطلب عمله أن يكون أمين للغاية وفي نهاية السنة الثانية جاءه الساحر وقال له أتمني أن تكون كيف تعلمت أن تكون أمنيًا ستبدأ الآن سنتين تقضيهما كالكسلان ، وتحول جسد منير لحيوان الكسلان كانت حركته بطئه جدًا ، وكان يشعر بالتعب لمجرد تحريك أي عضلة ولذلك كان ينام كثيرًا ، ومل منير كثيرًا لأنه لا يفعل شيئًا على الإطلاق .وفي نهاية السنة الثانية عاد الساحر من جديد وقال له أتمنى أن تكون تعلمت أن الحياة بكسل حياة ضائعة ، ثم طرقع الساحر وعاد منير لشكله الطبيعي نظر للساحر وسأله ماذا حدث للناس الذين سرقت منهم هل هم بخير ، ابتسم الساحر وقال يبدو أنك قد تعلمت الدرس لقد أعدت لهم جميع ممتلكاتهم ، كل العائلات بخير الآن علي أن أغادر إن التقينا ثانية أمل أن تكون الظروف أجمل وأفضل .