ورد بالقرآن الكريم آيات تختص بتحريم أكل بعض اللحوم ، ولم يُحرّم الله شيء أو يمنعه عن الإنسان إلا لحكمة بينة وواضحة ؛ لأن كلام المولى عزوجل لا ينطق عن الهوى ؛ وما قد ورد في كتابه منذ قرون يثبته العلم الحديث الذي يقف عاجزًا أمام ذلك الإعجاز العلمي الموجود بآيات الله سبحانه وتعالى .من الآيات القرآنية التي تحدثت عن تحريم بعض الطعام ؛ قوله تعالى { قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ } الأنعام/145مع التطور الهائل للميكروسكوب ؛ أصبحت الأمور التي كانت مجهولة أكثر وضوحًا ؛ كما أوضحت الأجهزة الحديثة الحكمة من تحريم بعض الأطعمة التي وردت بالقرآن الكريم ؛ حيث أن القرآن قد حرمّ لحم الحيوانات والطيور الميتة ، والدم ، والخنازير .أثبتت الدراسات الحديثة أن تلك الأشياء المُحرمة هي موطنًا تتولد فيه البكتيريا بصورة هائلة ؛ كما أن الخنازير تُعتبر مكانًا لنمو بعض الخلايا الميتة ؛ والتي لا تختفي عن طريق طبخها أو استخدام أي طريقة حديثة .تحتوي اللحوم الميتة دون ذبح على دمها الذي يظل محبوس بداخلها ؛ وذلك الدم هو الذي يعمل على نقل الأكسجين والمواد الغذائية ؛ ثم يقوم بامتصاص نتائج الاحتراق التي تكمن في المواد السامة والأحماض السامة مثل حمض البول ؛ لذلك فإن ذلك الدم المحتبس باللحوم الميتة يكون بؤرة لتكوين الجراثيم والأمراض التي تخترق جسم الإنسان بكل سهولة إذا تم تناولها .كما يوجد بجسم الخنزير عدد هائل من الطفيليات ؛ والبكتريا ؛ والفيروسات التي يمكن أن تنتقل إلى جسم الإنسان بسهولة ، وقد أثبت الطب الحديث أن جسده يحتوي على كمية هائلة من مادة الكوليسترول الدهنية ، ويساعد لحم الخنزير في زيادة نسبة الإصابة بأمراض السرطانات المختلفة مثل التي تصيب الثدي والقولون والبروستاتا وغيرهم .يحتوي جسم الخنزير على دودة شريطية تُسمى تينياسوليم ؛ والتي يبلغ طولها ما بين 2 إلى 3 متر ؛ وتتمثل خطورة تلك الدودة على جسم الإنسان إذا نمت بويضاتها داخل جسم الإنسان ؛ حيث تسبب له الإصابة بالهيستريا والجنون في حالة نموها بمنطقة الدماغ ، أما نمو تلك البويضة في منطقة القلب يؤدي إلى حدوث النوبات القلبية وارتفاع بضغط الدم ؛ كما أنه توجد بجسم الخنزير دودة أخرى تُسمى التريكانيلا الشعرية ؛ والتي قد تتسبب في الإصابة بالطفح الجلدي والشلل إذا نمت في جسم الإنسان .أكد الأطباء أن الأمراض الناجمة عن أكل لحوم الخنزير تمثل خطورة عالية ؛ ومن تلك الأمراض الشديدة الخطورة أمراض الدودة الشريطية التي تنمو في الأمعاء الدقيقة لجسم الإنسان وتتطور حتي يبلغ طولها خلال شهور ما بين 4 إلى 10 أمتار .أثبت الطب الحديث أيضًا أن هناك أمراض بشرية خاصة بالإنسان فقط ؛ غير أن الخنزير هو الحيوان الوحيد الذي قد يشاركهم في بعض الأمراض مثل آلام المفاصل والروماتيزم .لقد أثبت القرآن الكريم إعجازًا علميًا هائل ؛ حيث وقف على تلك الحقائق وذكر تحريم أكل بعض أنواع اللحوم ؛ ليؤكد أنه يسبق كل الأمور العلمية والتقنية المتطورة ؛ فالمولى عزوجل هو الخالق ؛ الذي خلق السماوات والأرض ويعلم كل شيء من أمور الحياة ، ولا يمنع الله شيء إلا لكونه في صالح الإنسان ، وصدق الله حين قال في كتابه العزيز “إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم”.