قصة أصحاب الفيل

منذ #قصص دينية

ورد بالقرآن الكريم العديد من القصص التي توعظ الإنسان وتُنذره بعذاب الله لهؤلاء المتكبرين المفسدين في الأرض ؛ وقد أوقع الله عذابه على السالفين من هؤلاء الكافرين ، وأوضح القرآن الكريم موقف المولى عز وجل من هؤلاء وماذا فعل بهم وكيف عذبهم .تُعتبر قصة أصحاب الفيل من القصص التي تشرح كيفية تعذيب الله للكافرين الماضين في الأرض فسادًا وظلمًا ؛ حيث وردت بسورة الفيل وهي من قصار السور التي أنزلها الله من أجل تقديم الوعظ عن طريق ما حدث لأصحاب الفيل ؛ حيث يقول المولى عزوجل :

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5

تجلّت الآيات الكريمة بطريقة العذاب التي أنزلها الله على أصحاب الفيل ، وذكرت الروايات الراجحة أن القصة تؤول في بدايتها إلى أبرهة الحبشي وكان والي من اليمن ؛ وكانت اليمن في ذلك الوقت تابعة إلى النجاشي ملك الحبشة ؛ فقام أبرهة بتشييد كنيسة عظيمة ؛ كي يجعل العرب يُغيرون وجهتهم عن الحج إلى بيت الله ويذهبون للحج إلى تلك الكنيسة التي بناها أبرهة .أرسل أبرهة إلى النجاشي ليخبره أنه قد بنى كنيسة عظيمة لم يسبق لأحد أن بناها من قبل ؛ وأنه لن ينتهي حتى يجعلها وجهة العرب للحج ، ولكن العرب أنكروا ما قام به أبرهة ورفضوا تلك الكنيسة التي شيدها من أجل تغيير مكان الحج .رأى العرب أن ما فعله أبرهة يُعتبر ذنبًا عظيمًا ؛ لأنهم أبناء إبراهيم وإسماعيل أنبياء الله فكيف لهم أن يحجوا إلى كنيسة ويتركون بيت الله الذي بناه أوليائه ، وقيل أن أحد العرب ذهب إلى كنيسة أبرهة وأحدث بها أمرًا تحقيريًا ؛ كما ذُكر أن بنو كنانة قاموا بقتل الرسول الذي بعثه أبرهة من أجل دعوتهم إلى الحج بالكنيسة .أراد أبرهة الانتقام من العرب ؛ فعزم على هدم كعبتهم ؛ وجهزّ جيشًا هائلًا وجعل في مقدمته فيلًا ضخمًا ؛ فخرج العرب لمحاربة أبرهة ، وكان من أوائل الذين خرجوا لذلك اللقاء رجل من أشراف اليمن يُدعى ذو نفر ؛ ولكن أبرهة انتصر عليه وأخذه أسيرًا لديه .استطاع أبرهة أن يهزم رجل آخر يُسمى نفيل بن حبيب ؛ وأخذه أيضًا كأسير ليصبح دليلًا لجيشه حتى يستطيع الوصول إلى الكعبة ، وحينما وصل أبرهة إلى الطائف أخبره بعض رجال ثقيف أن الكعبة موجودة بمكة وأرسلوا معه أحد الرجال ليدلهم على مكانها ؛ وذلك من أجل ألا يهدم أبرهة بيت اللات الذي تم تشييده في الطائف ، وذُكر أن الرجل الطائفي مات في الطريق وأصبح قبره مرجومًا من قِبل العرب .أرسل أبرهة كتيبة من جنوده بين الطائف ومكة إلى قريش ليعودوا له مُحملين بالغنائم ؛ وكان من بينها مائتي بعير تابعين إلى عبد المطلب بن هاشم ؛ وهو سيد قريش التي عرفت أنها لا طاقة لها بمحاربة أبرهة ، حينها قام أبرهة بمراسلتهم ليخبره أنه جاء فقط من أجل هدم الكعبة فإن تركوه يفعل ذلك دون جدال ؛ فلا مجال للحرب والمناوشات .خرج عبد المطلب للتفاوض مع أبرهة ؛ فسأل أبرهة عبد المطلب عن حاجته ؛ فأخبره أنه يريد المائتي بعير ؛ فتعجبتُ أبرهة من طلبه ؛ حينها أخبره عبد المطلب أنه رب المائتي بعير ولكن للبيت رب سيحميه من بطش المتكبرين ؛ فأعاد أبرهة الإبل إلى عبد المطلب لكنه أبى أن يتراجع عن هدم الكعبة .عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بعزم أبرهة على هدم الكعبة ؛ وطلب منهم الخروج من مكة والبقاء في الجبال المحيطة ، وقاموا بالتوجه إلى الله بالدعاء لينصر بيته .تقدم الجيش ناحية مكة غير أن الفيل بَرك على الأرض ولم يتحرك ؛ ولكنهم كلما وجهوه جهة أخرى غير مكة كان يتجه إلا اتجاه مكة ؛ فوقع عليهم عذاب الله ؛ حيث أرسل عليهم جماعات من الطيور ؛ وكان يحمل كل طائر ثلاثة أحجار ؛ واحدًا في منقاره واثنين في رجليه ؛ كانت تُهلك كل من تنزل عليه كأنها جمرات من النيران ؛ وذُكر أن أبرهة كان يتساقط لحمه عن جسده ، ولم يمت إلا حينما انشق صدره عن قلبه ؛ وهكذا أهلك الله أصحاب الفيل .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك