قصة استشهاد عبدالله بن الزبير

منذ #قصص دينية

عبدالله بن الزبير هو رجل من صغار الصحابة ، وهو ابن الزبير ابن العوام وأسماء بنت أبي بكر ، وقد اشتهر بكنيتيه “أبي بكر” و “أبي خبيب” ، ولقد قام بالدفاع عن الخليفة عثمان بن عفان حينما تمت محاصرته من قِبل الثائرين أثناء فترة الفتنة التي أدت إلى مقتله ، واشتدت الأحداث فيما بعد داخل الدولة الإسلامية وبعد أن توفي معاوية ابن أبي سفيان رفض ابن الزبير أن يبايع يزيد ابن معاوية كخليفة للمسلمين .خلافته واستشهاده :
قام يزيد ابن معاوية بمعاملة بن الزبير بقسوة ، فلجأ ابن الزبير إلى البيت الحرام ، ولكن بن معاوية قام بإرسال جيش من أجل محاصرته في مكة ، ولم يتم رفع ذلك الحصار إلا بعد أن توفي يزيد عام 64 هجريًا ، فقام بن الزبير بإعلان نفسه كخليفة للمسلمين بعد وفاته ، وقام باتخاذ مكة عاصمة لحكمه .قامت معظم الولايات الإسلامية بمبايعة بن الزبير إلا بعض المناطق داخل بلاد الشام ؛ حيث كانت تعمل تلك المناطق على مساندة الأمويين ودعمهم من أجل استعادتهم لزمام الأمور والحكم ، لذلك لم تستطع دولة بن الزبير الصمود كثيرًا بسبب قيام ثورات داخلية ضد حكمه ، وكانت ثورة المختار الثقفي بالعراق واحدة من أبرز تلك الثورات ، كما اجتمع الأمويون حول مروان بن الحكم ، ومن بعده كان الاجتماع على ابنه عبد الملك بالشام ، وقد مكنّهم ذلك من استعادة باقي المناطق بمصر والشام ثم استعادة الحجاز والعراق .تمكن الأمويون من الاستيلاء على المدينة ، وحينها فكر ابن مروان بأن الفرصة قد أتيحت لهم للتخلص من ابن الزبير ، فقام بإرسال جيش ضخم يقوده الحجاج بن يوسف الثقفي من أجل قتاله ، فنزل الثقفي بجيشه إلى الطائف وقام بإرسال السرايا إلى عرفة حتى تتقاتل مع سرايا ابن الزبير ، وفيما بعد قام الحجاج بطلب الإمدادات والاستئذان من عبد الملك كي يدخل مكة من أجل محاصرة ابن الزبير .قام عبد الملك بمكاتبة طارق ابن عمرو بالمدينة حتى يلحق بجيش حجاج في ذي الحجة لسنة 72 هجريًا ، فقام الحجاج بنصب المنجنيق (آلة حربية كانت تُستخدم لقذف الحجارة والسهام) فوق جبل أبي قبيس ، وتمكن من تشديد الحصار على مكة لدرجة جعلت الناس تصاب بجماعة شديدة ؛ مما جعل ابن الزبير يضطر إلى ذبح فرسه من أجل إطعام الناس .عقب هذه الأحداث قام معظم أصحاب ابن الزبير بالتخاذل عنه حتى ابناه خبيب وحمزة ، وقد قام الحجاج بتأمينهم على أنفسهم ، شعر ابن الزبير أن الحصار يشتد عليه ، فذهب إلى أمه أسماء بنت أبي بكر ليشكو لها ما لاقاه من تخاذل الأصحاب والأهل ، فقالت له أمه :”أنت والله يا بني أعلم بنفسك ؛ إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو ؛ فامض له ، فقد قتل عليه أصحابك .ولا تمكن من رقبتك يلعب بها غلمان أمية ، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت! أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك ، وإن قلت : كنت على حق فلما وهن أصحابي ضعفت ؛ فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين ، وكم خلودك في الدنيا! القتل أحسن “.بعد أن استمع ابن الزبير إلى حديث أمه ؛ قام بتقبيل رأسها ثم سألها أن تقوم بالدعاء لأجله ، وانصرف وهو يعزم على متابعة القتال ، ولم يمض الكثير من الوقت حتى قام الجيش بالهجوم على مكة ، فقتلوا الكثيرين من أهلها ومن أصحاب ابن الزبير الذي قاتلهم قتالًا قويًا حتى تمكنوا منه وقتلوه وهو متعلقًا بأستار الكعبة .كما قتلوا معه عبد الله بن صفوان الجمحي وعبد الله بن مطيع العدوى ، وقد اُستشهد ابن الزبير يوم الثلاثاء الموافق 17 جمادي الآخر لسنة 73 هجريًا ، وذلك بعد حصار دام لأكثر من ثمانية أشهر بمكة .تم قطع رأس ابن الزبير وإرساله إلى عبدالملك بن مروان ، وقام الحجاج بصلب جسده عند الحجون في مكة ، وظلّ مصلوبًا حتى مرّ أمامه عبد الله بن عمر قائلًا :”رحمة الله عليك يا أبا خبيب ، أما والله لقد كنت صوّامًا قوّامًا”، ثم أرسل إلى الحجاج قائلًا :”أما آن لهذا الراكب أن ينزل؟”، وتم انزاله ودفنه هناك بعد أن قام أخاه عروة بالصلاة عليه ، وتوفيت أمه بعده بأشهر في المدينة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك