قصة ذكاء كلثوم بن الأغر مع الحجاج

منذ #قصص دينية

كان كلثوم بن الأغر قائدًا كبيرًا في جيش الخليفة عبد الملك بن مروان ، وقد اشتهر بالذكاء والحكمة وسرعة البديهة ، وكان الحجاج مشهورًا أيضًا بذكائه ودهائه وكان الحجاج يكن لكلثوم بن الأغر العداء الشديد وكان كلثوم  يبادله نفس الشعور ، ووقع بينهما ذات يوم واقعة أثبتت ذكاء كلثوم وتفوقه على دهاء الحجاج ومكره .ويحكى عن ذكاء الحجاج أنه كان قد قتل صبيًا وكانت أمه تدعو على الحجاج ليلًا ونهارًا ، وقد بلغ للحجاج خبرها فأمر جنوده أن يحضروها إليه وبالفعل أحضروها ولكن الحجاج لم يكن حاضرًا حينها ، فقام الجنود باستجوابها وسألوها : ما تقولين في الحجاج ؟ فقالت أشهد بالله أنه عادلٌ مقسطٌ .فنظر إليها الجنود بتعجب فهذا عكس ما يقول الناس عنها ، فقالوا لها ادعي للحجاج ، فقالت المرأة اللهم ارفع قدمه واسكن روحه واستر عورته وغادرت ، ولما حضر الحجاج سأل عن تلك المرأة فأخبره الجنود أنها قالت أشهد الله أنه عادلٌ مقسطٌ ، فقال لهم لقد أساءت إلي : وذكر قول الله تعالى : {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا } {سورة الجن ، الآية 15} .ثم قال أيضًا قول الله تعالى :{ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } { سورة الأنعام ، الآية 1} وأخبره الجنود أنها دعت له قائلة : اللهم ارفع قدمه وأسكن روحه ، فقال لهم لقد دعت علي بالموت فحينما قالت اللهم استر عورته كانت تقصد اللهم اجعله يموت ، وحينما قالت اللهم ارفع كعبه كان تقصد الشنق والصلب ، وكانت تلك القصة أحد الأمثلة على ذكاء الحجاج .ولكن ذكاء كلثوم غلب ذكاء الحجاج ، فلقد دبر الحجاج مكيدة محكمة لكلثوم وأخبر بها الخليفة عبد الملك بن مروان ، حتى أن الخليفة لم يستمع لدفاع كلثوم ابن الأغر وقرر ضرب عنقه بالسيف ، وتم حبسه إلي أن ينفذ فيه الحكم وعندما علمت أم

كلثوم ابن الأغر

أن الحجاج هو من سينفذ حكم الإعدام بابنها .وهي تعلم مدى العداء بينهما أدركت أن ابنها هالك لا محالة ، فذهبت أمه إلى الخليفة عبد الملك بن مروان وكانت تبلغ من العمر حينها أكثر من مائة عام ، وظلت تستعطفه وتستجديه بأن يصفح عن ابنها ، وبعد كل هذا لم يرضى الخليفة أن يردها خالية الوفاض .وفي نفس الوقت كان يريد أن ينفذ الحكم فتجلى له حل ذكي ، وهو أن يكتب الحجاج يعدم في ورقة وأن يكتب في ورقة أخرى لا يعدم ، ويضع كل ورقة بيد ويختار كلثوم ابن الأغر إحدى الورقتين ، وإما أن ينجو أو يعدم ، وهنا كان القرار بين يدي الحجاج .كن كلثومًا ولا تكن حجاجًا :
حينما علم كلثوم بن الأغر بأمر الخليفة أدرك أنه هالك لا محالة ، لأن الحجاج كان سيكتب يعدم في كلتا الورقتين  لشدة كرهه له ، وحينما جاء يوم تنفيذ الحكم كتب الحجاج بالفعل في الورقتين (يعدم) ، وكان الحجاج حينها على يقين بمقتل كلثوم بن الأغر .فلما حضر الخليفة عبد الملك ابن مروان وضع الحجاج الورقتين أمام كلثوم بن الأغر ، وطلب منه أن يختار إحدى الورقتين وهنا ابتسم كلثوم  للحجاج ثم أخذ إحدى الورقتين ولم يقم بفتحها ولكنه قام ببلعها ، فتعجب الخليفة لما فعله كلثوم وقال له لما فعلت هذا وبلعت الورقة نحن لا نعلم ما كان بها ؟فقال كلثوم يا مولاي لقد ابتلعت ورقة ونحن لا نعلم ما بها ، ولكن هناك ورقة أخرى مكتوب ما بها وبالتأكيد تلك الورقة تحوي على القرار المخالف للورقة التي بلعتها ، فلننظر ما كتب بها ، وهنا أخذ الخليفة الورقة الأخرى من الحجاج فوجد مكتوب بها (يعدم) ، فأعلن الخليفة أن كلثوم اختار ألا يعدم وابتلعها ، وغضب الحجاج غضبًا شديدًا لذكاء كلثوم بن الأغر ، فلقد استطاع بدهائه أن يدرك مكيدة الحجاج .وبعد تلك الواقعة استطاع كلثوم بن الأغر أن يشرح للخليفة ما صنعه الحجاج ، وأن ما حدث كان مدبرًا من الحجاج وانتشرت حينها مقولة

كن كلثومًا ولا تكن حجاجًا

، فالذكاء وسرعة البديهة نعمة عظيمة من الله عز وجل ينعم بها الله على بعض البشر ، ولكن المهم هو استخدامها في الخير لا في الشر .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك