ومعناها : أي تفرقوا تفرقا لا اجتماع معه .. عن فروة بن ميسك ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله أخبرني عن سبأ ، أرجل هو أم امرأة ؟التيامن والتشاؤم :
فقال : هو رجل من العرب ، ولد عشرة ، تيامن منهم ستة ، وتشاءم منهم أربعة ، فأما الذين تيامنوا فالأزد وكندة ومذحج والأشعرون وأنمار منهم بجيلة ، وأما الذين تشاءموا فعاملة وغسان ولخم وجذام ، وهم الذين أرسل عليهم سيل العرم .سيل العرم :
وذلك أن الماء كان يأتي أرض سبأ من الشحر ، وأودية اليمن ، فردموا ردما بين جبلين ، وحبسوا الماء ، وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض ، فكانوا يسقون من الباب الأعلى ، ثم من الثاني ثم من الثالث ، فأخصبوا وكثرت أموالهم ، فلما كذبوا رسولهم ، بعث الله جرذا نقبت ذلك الردم حتي انقض ، فدخل الماء جنتيهم فغرقهما ، ودفن السيل بيوتهم ، فذلك قوله تعالى : (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ
صدق الله العظيم .معنى العرم :
والعرم : جمع عرمة ، وهي السكر الذي يحبس الماء ، وقال ابن الأعرابي : العرم السيل الذي لا يطاق ، وقال قتادة ومقاتل : العرم اسم وادي سبأ ، وعن أبي صالح ، قال : ألقت طريفة الكاهنة ، إلى عمرو بن عامر الذي يقال له مزيقيا بن ماء السماء ، وهو عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امريء القيس بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن يزيد كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وكانت قد رأت في كهانتها أن سد مأرب سيخرب ، وأنه سيأتي سيل العرم فيخرب الجنتين .أزد عمان :
فباع عمرو وبن عامر أمواله ، وسار هو وقومه حتى انتهوا إلى مكة ، فأقاموا بمكة وما حولها ، فأصابتهم الحمى ، وكانوا ببلد لا يدرون فيه ما الحمى ، فدعوا طريفة فشكوا إليها الذي أصابهم ، فقالت لهم : قد أصابني الذي تشكون ، وهو مفرق بيننا ، قالوا : فماذا تأمرين ؟ قالت : من كان منكم ذا هم بعيد ، وجمل شديد ، ومزاد جديد ، فليلحق بقصر عمان المشيد ، فكانت أزد عمان .خزاعة والأوس والخزرج :
ثم قالت : من كان منكم ذا جلد وقسر ، وصبر على أزمات الدهر ، فعليه بالأراك من بطن مر ، فكانت خزاعة ، ثم قالت : من كان يريد الرّاسيات في الوحل ، المطعمات في المحل ، فليلحق بيثرب ذات النخل ، فكانت الأوس والخزرج .آل جذيمة وآل محرق :
ثم قالت : من كان منكم يريد الخمر والخمير ، والملك التأمير ، ويلبس الديباج والحرير ، فليلحق ببصري وغوير ، وهما من أرض الشام ، فكان الذين سكنوها آل جفنة من غسان .ثم قالت : من كان منكم يريد الثياب الرقاق ، والخيل العتاق ، وكنوز الأرزاق ، والدم المهراق ، فليلحق بأرض العراق ، فكان الذين سكنوها آل جذيمة الأبرش ومن كان بالحيرة وآل محرّق .