يُروى أنه لما كانت غزوة خيبر ، نزل رسول الله صل الله عليه وسلم ، بالمسلمين على حصن من حصونها ، وصار يبعث كل يوم رجلاً يقاتل ، فلم يفتح عليه .علي بن أبي طالب يحمل الراية من رسول الله :
فقال النبي عليه الصلاة والسلام :
لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله ، يفتح الله على يديه) فدعا عليًا رضيّ الله عنه ، وهو أرمد ، فتفل في عينيه ، ثم قال :
خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك
، ودعا له ومن معه بالنصر .شجاعة علي بن أبي طالب في غزوة خيبر :
فخرج علي رضي الله عنه يهرول ، حتى ركزها تحت الحصن ، ثم خرج إليه أهل الحصن ، فبرز لها فارس فقتله ، وانهزمت اليهود إلى الحصن ، ثم خرج إليه أخو المقتول لابسًا لأمته ، ثم حمل على علي رضي الله عنه ، وضربه فطرح ترسه في يده .فتناول علي رضي الله عنه بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه ، وقتل خصمه ، ولم يزل يقاتل والباب في يده حتى فتح الله عليه ، ثم ألقاه من يده وراء ظهره ، وكان طول الباب ثمانين شبرًا ، ولم يحركه بعد ذلك سبعون رجلاً إلا بعد جهد ، ففيه دلالة على فرط قوة علي ، وكمال شجاعته رضيّ الله عنه وأرضاه .شجاعة فتاة ومساعدتها للضعفاء :
ويحكى أنه كانت فتاة ماتت أمها ، وتركتها في حضانة أبيها ، وهو عامل في سكة حديد ، يشرف عليها بيته ، فوقفت يومًا على الباب بعد الغروب تنتظر عودة أبيها ، وتتسلى برؤية القطار ، وهي آتية ذاهبة ، فرأت ضوء قطار بضاعة آتيًا بسرعة ، ثم اختفى ، ولم تدر لذلك سببًا ، لعلمها أن الطريق مستقيمة ، وليس هنالك ما يحجب الضوء عن الأبصار .فذهبت إلى مكانه لتنظر إلى ما جرى ، فوجدته قد هوت به القنطرة فوقع في النهر ، وكانت الصبية تعلم أن قطار الركاب يأتي بعده بساعة ، وليس لأحدٍ علم بسقوط القنطرة حتى يوقفه .مروءة الفتاة الصغيرة :
فدفعتها المروءة إلى الذهاب إلى المحطة ، وإعلان الخبر ، رغم ما يصادفها من الأخطار ، فجرت الفتاة في الظلام ، حتى أدركت قنطرة أخرى ليس لها تفاريج على جانبيها ، وكانت الريح عاصفة شديدة ، فمشت مكبة على يديها ورجليها ، خوف أن تقذفها الريح إلى النهر ، ثم اعتدلت عندما عبرتها ، وأسرعت الجري إلى أن بلغت المحطة ، وقد نهكها الكد ، وأضناها التعب .إنقاذ الفتاة لأرواح الركاب :
فصرخت قائلة : أوقفوا القطار ، ثم سقطت مغشيًا عليها ، فأكبر الناس عملها وحملها بعضهم إلى بيتها ، وأوقف القطار قبل أن يبلغ مكان القنطرة ، فنجا الركاب بهمة هذه الفتاة الصغيرة ، واكتتبوا مبلغ من المال وأهدوه إليها ، مكافأة على مروءتها وشجاعتها .آيات في القرآن عن الشجاعة والقوة :
ولقد ورد في كتاب الله سبحانه وتعالى ، آيات ورد فيها ذكر القوة والشجاعة ، ومنها ، قوله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : (يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) صدق الله العظيم ..الآية 12 من سورة مريم .وقوله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ
صدق الله العظيم ..الآية 26 من سورة القصص ، وقوله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ
صدق الله العظيم .. الآية 60 من سورة الأنفال.