يحكى أنه
في يوم من الأيام كانت هناك سيدة فقيرة تعيش ابنها الصغير بمفردهما ، ولم يكونا
يملكان أي شيء في الدنيا سوى كوخ صغير يعيشان فيه ،فلما كبر الصبي قليلًا أرادت
والدته أن يتعلم ابنها لأنها فقير ولا يملك شيئًا لذلك يجب أن يمتلك العلم لعله
ينفعه ، وقد رأت الأم أن أفضل علم يمكن أن يحصل عليه ابنها هو القرآن الكريم .لذلك
سألت الأم عن أفضل شخص يمكن أن يعلم ابنها القرآن وعرفت أنه يسكن في قرية مجاورة ،
فجهزت ابنها وطلبت منه أن يرحل إلى القرية المجاورة ويذهب إلى منزل الشيخ ويطلب
منه أن يعلمه القرآن ، وبالفعل ذهب الولد بعد الفجر وسار حتى وصل إلى منزل الشيخ
وطرق الباب .خرج
الشيخ للصبي وسأله عما يريد ، فأجابه الصبي أنه أتى خصيصًا إليه من القرية
المجاورة حتى يحفظ القرآن الكريم على يديه ، فقال له الشيخ أنه لا يعمل مجانًا
ويجب أن يأخذ أموال أولًا مقابل تعليمه ، فقال له الصبي أنه لا يملك أي أموال وأنه
يتيم ووالدته فقيرة .فعرض عليه
الشيخ أن يعمل لديه لفترة وفي المقابل سوف يحفظه القرآن ، ففكر الصبي قليلًا وقال
للشيخ أخشى إذا عملت عندك أن أتأخر على أمي فتقلق علي ، لذلك سوف أذهب لأخبرها
أولًا ثم أعود إليك .سار
الولد عائدًا إلى قريته حتى أتى موعد صلاة العشاء وهو مازال في الطريق ، فجلس
الفتى بجوار شجرة وصلى العشاء ، ثم ظل يصلي على النبي حتى غلبه النعاس ، ولما نام
أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤية ، وسأله عن وجهته فأجاب الصبي أنه
كان يريد أن يحفظ القرآن على يد الشيخ ، لكنه رفض لأنه لا يملك مال ، فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم في الرؤية ” أذهب فقل له أن يحفظ القرآن وإذا سألك
عن المال فقل له “زمرًا زمرا” .استيقظ
الفتى وكان موعد آذان الفجر ، فصلى الفجر ثم قرر أن يعود إلى الشيخ ليخبره عن
الرؤية ، ولما ذهب إلى منزل الشيخ وطرق الباب ، خرج له الشيخ وقال هل جلبت المال ،
فقال له الصبي لا ، فقال الشيخ لماذا عدت إذن ، قال له الصبي لقد أرسلني رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
تعجب الشيخ وقال له
كيف ذلك ، قال له لقد أتاني في المنام وأمرني أن أعود إليك وأطلب منك أن تحفظني
القرآن أقول لك ” زمرًا زمرا ” ، فبكى الشيخ وقال للفتى هيا لأحفظك كتاب
الله ، فتعجب الفتى وسأل الشيخ ما معنى “زمرًا زمرا ” ، وقال له عندما
كنت في سنك يافتى أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤية فسألته ” كيف
يدخل أهل القرآن الجنة يا رسول الله ، فقال لي يدخلونها زمرًا زمرا ” ، وصلى
اللهم وسلم على أفضل الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .