صفاء صحفية شابة ، تعمل في إحدى الصحف المحلية ، التي تهتم بالأخبار المثيرة من هنا وهناك ، ولطالما أرادت صفاء أن تثبت ذاتها ، وأنها تستطيع أن تثير القارئ بعملها ، مثلها مثل أي شخص مبتدئ في هذا العالم الصحفي الغريب .ذهبت صفاء لصديق لها منذ أيام الجامعة ، وأخبرته عن رغبتها في عمل لقاء صحفي ، مع أحد الأشخاص الذين واجهوا بعض الماورائيات ، فنصحها صديقها بشخص يدعى سعد جنيّة ، ومنحها عنوانه وهاتفه وأخبرها بعض التفاصيل المبدئية عنه ، ثم تركها تذهب له لتحصل على ما تريد منه بنفسها .انطلقت صفاء صوب العنوان ، وهناك وجدت نفسها في حي متواضع للغاية ، فسألت بعض الأطفال القابعون أمام محل تجاري ، عن منزل سعد جنيّة ، فانطلق الأطفال يضحكون وهم يدقون بأيديهم الصغيرة ، على باب منزل متهالك وقديم ، يقع في زاوية الحي ، فوقفت صفاء مع صاحب المحل ، وهي تشاهد ما يفعله الأطفال ، حتى أتاهم صوت أجش من الداخل ، يصيح بهم أن يتركوه في حاله ، وفتح الباب رجل مسن أكل عليه الدهر وشرب .ثم صاح فيهم جميعًا أن يتركوه وشأنه فلا يمر يوم ، إلا ويطرقون بابه ويزعجونه بكل فظاظة ، ولا جدوى من يثنيهم عما يفعلونه ، فاقتربت منه صفاء وأخبرته أنها صحفية تريد عمل لقاء معه ، فقال لها متهكمًا ، بالطبع أردت أن تحصلي على بعض الإثارة فأخبرك البعض أنه يجب عليك الذهاب ، إلى سعد جنيّة فلديه من القصص ما يشيب لهولها الولدان .ولكني لن أقابلك واتركيني وشأني ، فذهبت خلقه صفاء وقالت له أريد أن أجري معك لقاء صحفي ، وأعدك بأن أوفر لك مكانًا خاصًا تمكث فيه ، لا يزعجك فيه الجيران أو أطفالهم أو حتى الصحفيين مثلي ، فابتسم الرجل واستدار لها ، قائلاً لقد نجحت في إقناعي هيا تفضلي بالدخول .دخلت صفاء لتجد المنزل مكركبًا ولا يوجد به تنظيم في شيء ، فعلمت أن ليس به أنثى ، كيف يعيش هذا الشخص بين كل تلك الفوضى ، عاد سعد وهو يقول لها هيا اشربي العصير ، فلمحت صورة لشاب وسيم على المنضدة ، وسألته عنه فأجابها هذا أنا في شبابي .فسألته عن سر لقبه بسعد جنيّة ، فأجابها حسنًا لقد كنت أحب فتاة في شبابي ، لم أكن قد رأيت في جمالها قط من قبل ، كنت وقتها في الثامنة عشرة من عمري ، وهناك عندما ذهبت أستريح أسفل الشجرة على الترعة ، رأيتها تقف وتنظر لي بعينيها الخضراوان وشعرها الأحمر ، لم أكن قد رأيت فتاة بجمالها من قبل ، وكنت أنا وقتها محبوبًا من أبناء قريتي كلهم ، ولم أكن أدري أنها جنيّة .كنت أذهب في أي مكان أراها أمامي ، ولكن لا أحد يراها غيري ، حتى أنني عندما شاهدتها تقف في السوق التجاري وتنظر لدمية جميلة ، اشتريتها لها وذهبت أعطيها إياها ، فجأة وقف الناس حولي ينظرون لي ، وقالوا هل تحدث نفسك؟ لا يوجد أحد أمامك ؟ وضحكوا ساخرين مني .وفي مرة أخرى كنت ألعب برفقة أصدقائي ، وظهرت هي أمامي بالملعب ، ووقفت أحدها وسط دهشة أصدقائي ، وهنا سألني أحدهم إن كنت أتحدث إلى الجنيّة ، ومن هنا جاء سر اسمي سعد جنيّة ، بعدها لم أرها قط ، ولم أكن أملك منها غير اسمها أران .بقيت على هذا الحال ، حوالي بضعة أشهر ، قبل أن تظهر أمامي فجأة ، وهي شاحبة وحزينة ، فسألتها لم اختفت وفوجئت أن هناك فتاة أخرى تقف خلفها ، ولها وجه شاحب وعينين مخيفتين ، وأخبرتني أنني سوف أعاقب ، لأنني وأران أحببنا بعضنا البعض ، وهذا مخالف لقوانين العالم الآخر ، وسحبتني من يدي وبدأت أشعر باحتراق ساقي ، حتى تم بترها تمامًا ، وقالت لي هذا عقابك وهي ستلقى عقابها أيضًا ، ومنذ ذلك اليوم وبعد أن بُترت ساقي بدأ الناس يتجنبونني ، ولكني لا أرى أنني فعلت شيئًا ، أنا فقط أحببت أران .انصفرت صفاء بعد أن ودعته ، وقالت نعم يا عزيزي لم تفعلا شيئًا ، أنا أيضًا شقيقتها ، وجئت لأعرف هل أحببتها حقًا ، وتستحق ما تلاقيه هي من عقاب وعذاب أم لا ، ويبدو أن كلاكما قد حصل على عقابه بالفعل .